الأربعاء, 17 سبتمبر 2014 14:15 |
الأستاذ صبحي ولد وداديوإذا كانت مهمة الدعاة هي هداية الناس ونشر الخير، فإنهم مع ذلك أساة يحملون العلاج لأدواء المجتمع، يشخصون مشكلاته ويعملون على التغلب على معضلاته، وإن من بين المشكلات التي يلزم الخطابَالدعويَّ أن يجعلها في صدارة أولوياته مواجهة مجموعة من القيم التي ينشأ عنها في واقع الناس مثالب ومساوئ، فضلا عن كونها مصادمة لثوابت الدين أو مناقضه لأحكامه الثابتة.
خذ مثلا موضوع التفاضل الاجتماعي على أساس النسب أوعلى أساس العرق، وترسخ المفاخرة بالأنساب إلى الحد الذي انمحتمعه روابط الولاء للجماعة المسلمة الواحدة الموحدة، فالتنوع الذي أراده الله عز وجل وسيلة للتعارف وعبرة في الخلق تحول إلى تعبير عن كيانات يدعي أصحابها اختيار الله واحتكار الفضل ومن ثم احتقار الخلق، ليتحول كل فصيل قبلي أو فئوي في مجتمعنا إلى شعب مختار يتغنى يسيمفونية الكبر الناشزة عن قيم التدين الصحيح والمناقضة للخلق الرفيع، يستوى في ذلك الشيخ المتدين الصالح والشاب الحداثي المتعلم.
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) نتلوها بعجالة..! أو نصك السمع عنها، أو نأول المعنى بما يحكر التقوى لفئات بعينها، أو نستنجد بمرويات متهافتة سندا ومتنا..ألا ما أكثر تنوع شهوات النفس وأخس رعوناتها..!!
(يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن اكرمكم عند الله اتقاكم، إن الله عليم بما تصنعون) من مقال منشور على موقع البشير الدعوي
|