أعتق نفسك من النار
الأربعاء, 24 سبتمبر 2014 11:44

الشيخ محفوظ ولد براهيم فال الشيخ محفوظ ولد براهيم فال

إن أكبر خطر يهدد الإنسان ، أن يكون من فريق السعير يوم القيامة ، ويمازَ مع المجرمين حين ينادون ، (وامتازوا اليوم أيها المجرمون )، ثم يساق معهم ، (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) فيجد نفسه يطعم الزقوم ويشرب الحميم، يعالج السلاسل والأغلال ، ويبشر بالذلة والهوان ، والخلود في النيران ، (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) .

تلك هي الخسارة العظمى ، التي خوف الله تعالى بها عباده فقال : (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ  ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ  يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ).

وذلك ما أخاف الصالحين وأشفقت منه قلوب المؤمنين (إنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ. فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ. إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ.) 

أخي المؤمن ما أعظم فوزنا حين يأتي أحدنا يوم القيامة (وقد أوتي بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف  ملك يجرونها ) (تفور تكاد تميز من الغيظ) فيقال لأحدنا عتقت منها سنة ألف وأربع مائة وأربع وثلاثين ، إنه لفوز عظيم ، قال الله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لاَ يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ).

أخي الكريم.. أتدري من هم المؤهلون أن يقال لهم : اذهبوا فأنتم العتقاء من النار ؟

إنهم أهل القلوب الوجلة من خشية الله والأعين الدامعة والجوارح المتعبة ، في طاعة الله ..

إنهم الذين يُرُونَ  الله من أنفسهم خيرا (نسأل الله من فضله العظيم) .


                                            نقلا عن موقع جمعية المستقبل 

أعتق نفسك من النار

السراج TV