السبت, 04 أكتوبر 2014 11:37 |
أيها الأحبة الأعزاء!
سلام الله عليكم وملأ المولي أيامكم بالمسرات وقرن غدوكم ورواحكم بفعل الخيرات!
عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟
قال: إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة"، من صحيح الترغيب.
هنا مطلب تعبدي اجتماعي من الطراز الخاص في ثلاثية ذهبية لو أحسنا التفاعل معها في حركتنا داخل مجتمعاتنا المشروخة من كل جانب لاستطعنا تعديل ميزان القوي ولتمكنا من سد كثير من الثغرات التي نصرف كثيرا من الوقت والطاقة لوصفها دون الخطو نحو معالجتها قيد أنملة.
أولا، "مؤمن أشبعت جوعته"
في تصفح سريع لكتاب الله العزيز نلحظ الطريقة الخاصة التي يتبعها لعرض تلك الصورة الممتلئة جوي للإنسان الذي عضه الجوع بنابه الحاد عضا مدميا وذلك حين رسم ظلال الكآبة التي تلف من لا يجدون ما يسدون به الرمق وهم يتقلبون في أحضان مجتمع ضاقت مفاهيمه وانقلبت معاييره وانتفخت الكروش لأنها تبلع حظوظ الآخرين لاهثة وراء ترف في غاية السخف:
«في يوم ذي مسغبة».
إذا لسنا أمام حالة فردية لا يطول بنا الأمر حتي يمتلئ البطن فينسي صاحبه عضة الجوع وإنما الحديث عن موجة تجتاح الديار فنسمع أنين الأطفال وجؤار جماعيا لبطون الكبار، وفي هذه الحالة الضاغطة يتدخل من يسارعون في الخيرات ويطعمون الطعام علي حبه فيحتوون الموقف ويقولون ما قاله الفاروق أمام الصغار الذين كانوا يتضاغون في جنح الليل أن مسهم الجوع مسا: "حتي أراهم يضحكون كما رأيتهم يبكون..".
لن نستعيد أمجاد الإسلام بمجرد شعارات رنانة طنانة من قبيل "الإسلام هو الحل" دونما جهد جهيد لتكييف هذا الحل، وإنما ينصلح الحال ويعتدل الميزان بصوغ قيمه الواقعية مفاهيم متجددة تتجسد في سلوكيات عالية الجودة قادرة علي المنافسة في معارض المناهج حيث تصطرع الملل والنحل وتتزاحم الاتجاهات والأقوام.
هذا الذي انضبطت به رؤية من سلف ممن صلح وأصلح من هذه الأمة فطرح مشروعا حضاريا استوعب الكائنات العجماوات في فلواتها والسابحات في أجوائها:
"انثروا القمح علي رؤوس الجبال حتي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين". نقلا عن صفحة الأستاذ سعيد على الفيس بوك
|