الثلاثاء, 14 أكتوبر 2014 15:38 |
تحدث القرآن عن بني إسرائيل في مئات الآيات الفاضحة، فلم يكد يدع شاردة ولا واردة من تاريخهم الأسود؛ ظلما، وعنادا ونكثا للعهد مع الله تعالى، وتنازلا عن مقامات الفضل وتبديلا لنعمة الله كفرا، وتحريفا للكلِم عن مواضعه، وكتمانا للحق، ولبْسا له بالباطل، واشتراء بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا، وجُرأة على الله عز وجل بتكذيب أنبيائه وقتْل رسله..لم يدع شيئا من ذالك إلا فضحه...!
ثم أقام عليهم الحجة فيما اختلفوا فيه (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون)، وأيْأَس المؤمنين من أن يؤمنوا بهذا القرآن أو يهتدوا بهداه (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون) ، حسدا من عند أنفسهم بعد ما عرفوا الحق (وقد كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)
وغاصَ في نفسياتهم وبين أساليبهم وطرائقهم في الاحتيال على الحق والالتواء عن منهج الله بما استحقوا اللعنة والطرد، والإهانة في الدنيا قبل الآخرة (وإذْ تأذَّن ربُّكَ ليبعثَنَّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوءَ العذاب إن ربَّك لسريعُ العقاب وإنه لغفورٌ رحيمٌ) 167/ الأعراف
وحديث القرآن عن القوم في غاية الأهمية أن يُتدبر، ولحكمة يعلمها الله جعل لهم هذا الحيز الضخم في كتابه العزيز، ولأمر ما اختار الله تعالى أن يضمِّن سورة بني إسرائيل (الإسراء) هذه الآية في وصف القرآن (إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم)
إن قصة هذه الأمة مع بني إسرائيل قصة مصيرية طويلة النفس، غير أن الأمر الأكثر خطورة وربما الأكثر فتكا بهذه الأمة ليس بني إسرائيل وإنما أخلاق بني إسرائيل التي سردها القرآن وذمها والتي بها استحق القوم ما استحقوا من المقت واللعن...!
أين سنكون من الله تعالى إن أخذنا بتلك الأخلاق، وتلبَّسْنا بها، أولمَّا تفْشُ تلك الأخلاق بيننا فشُوا كبيرا؟ أم أن لنا عهدا من الله بالاستثناء؟!
(لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) النساء: الآية 123
وإن الأمل ليلتمع من هنا فقط (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) المصدر صفحة الكاتب على الفيس بوك
|