في بداية العام الدراسي....قصص من لهو الدعاة
السبت, 18 أكتوبر 2014 14:29

في بداية العام الدراسي أزفها تحية اجلال وتبجيل ، وعرفان بالجميل ، إلى أولئك الدعاة من الشباب والفتيات الذين يقتحمون الفصول ويزلزلون الساحات بين المدارس والمعاهد والجامعات .. .....

أشد على أياديكم

وأبوووس الأرض تحت نعالكم

وأقول أفديكم

وأهديكم عُرَى من حبل الله المتين. أحزمة أمان تشدكم أثناء اجتياز المرحلة الفاصلة بين الافتتاح الجزئي والانتظام الفعلي للحضور. حيث إنها تشكل مطبا خطرا في الطريق .

ففيها قد يصبح الداعية - وهم لم يعرفوه بعد - عرضة لكل من هب ودب و كل من هبت ودبت . وبحركته فيها ترتسم – من حيث يدري أو لا يدري - خارطة الطريق التي سيسلك في دعوته فيما بعد .

فهيا نمسك بالعرى :

1 -  وقال إنني من المسلمين :

كأني بشاب و فتاة تغلب عليهما الطيبة والالتزام ، يصومان التطوع ويدمنان القيام ، لكنهما يريدان أن يبدوا أمام الزملاء بعكس حقيقتهما كي لا يوصما بأنهما من الدعاة ، وكأن اظهار الاسلام والاعتزاز به غير مطلوب في حد ذاته ."ومن احسن قولا ممن دعى الى الله وعمل صالحا" . وماذا ؟ "وقال انني من المسلمين"

طبعا لا يمكن حصر معاني القرآن لأنها لا تنضب ، لكن الظاهر أن ورود هذا التأكيد بعد العمل الصالح والدعوة الى الله الذين هما أكبر دليل على الإسلام يحمل معنى آخر جليا وهو أنه لابد من الاعتزاز به وإظهار ذلك . ولا ينبئك مثل عبد الله ابن حذافة السهمي في قصته المشهورة . فسبحان الله العليم بما تكن النفوس.
2 - فأعرض عنهم حتى يخوضو في حديث غيره :

يا له من ساذج إن أقنعوه بأن التنازل عن شيء من مبادئه هو وسيلة لاستمالة الآخرين وجعلهم يتقبلونه أكثر (هذه لا تعدو كونها تجليا للضعف يزينها الشيطن في نفوس بعض الطيبين ). فالحذر الحذر من مجاراة الاصدقاء والصديقات في أي شئ يتضمن انتهاكا لمحارم الله أو تشم منه رائحة الاستهتار بشعائر الدين " ودوا لو تدهن فيدهنون " فان فعلت سقطت من عيونهم ولم يقبلوا منك بعد حين أن تصير داعية لأنك قد دنست سترة الدعوة الخا صة بك كما خنت مبادئك وإخوتك وأخواتك .
إن نفسا ترتضي الإسلام دينا *** ثم ترضى بعده أن تستكينا
أو ترى الإسلام في أرض مهينا *** ثم تهوى العيش نفس لن تكونا
                  في عِداد المسلمين الأوفياء
3 - وما يدريك لعله يزكى :

بحكم طبيعة الفترة حيث لم تشغلك الكلمات العامة بعد ، فانك تبدأ في التفكير في من تركز عليهم أكثر ، وهنا كأني بك تقلب نظرك في الساحة وتقول في نفسك : لا ! لن أكلم هذه البنت مطلقا ، طبعا تثير شفقتي لكن أظن انها لن تستجيب ... ألا تخجل من نفسها! .. لا لا! لا فائدة في دعوة ذلك الولد الزير ، صاحب "بنطلون سيري غير محترم". استغفر الله .. لا أريد حتى معانقته بسبب الدخان ولكريمات و وو... التي تؤذيني... أي شيئ أصاب هذا المسكين .. يا للهول وهذا أيضا أليس رجلا ؟ استغفر الله .
وتارة تدخل فصلا فتكون مثل هذا الشخص . حيث يقول دخلت فصلا فتلقفني نفر ثلاثة أحدهم كان "ماجور" الفصل ، نتائجه في الفيزياء والرياضيات ممتازة وعلى مستوى جيد في العلم الشرعي وملما بالأدب ولديه قصص كثيرة وأخذ يطلعني على بعض الأشياء ويحرص على علاقتنا ،الثاني كان رئيس الفصل وكان دون ذلك لكنه بعد "أمسيري" القسم أفش من المواد . أما الثالث فكان فقط طيبا، لكن لم يرتفع ذكره في الفصل ، فاخذت أتعاهد الألمعيين وأزهد في المغمور، وفي النهاية ورغم استجابة الثلاثة لي إلا أن اختيارالله كان للمغمور ثم الذي يليه وبقي الثالث (ماجور) الذي بذلت فيه أكثر جهدي وكان محل اعجابي فقلت في نفسي" إنك لا تهدي من أحببت" .

وقدأخطأت في الساحة كما أخطأت في الفصل ، فما يدريك لعل الأول يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى فتكون جرأته في الحق كجرأته في الباطل ! ومايدريك لعل المغمور يكون أشد الثلاثة إخلاصا ! فلا شيئ يشعره بالاعجاب بنفسه ،وهذا أثقل في ميزانك أخي أختي.
4 - ولسوف يعطيك ربك فترضى :

أنت الآن اثناء هذه الفترة وقد أعددت خطبتك العصماء وأحسنت تحضيرها لأنك تحترم جمهورك ولا تريد ارهاقهم بشيئ مرتجل وغير منظم ....

حضرت في الوقت المناسب وبدأت، لكن للأسف لا أحد يهتم بما تقوله ، فمن هم أمامك يقترب عددهم من أصابع اليد، وفوق هذا بعضهم شارد النظر وكثير الانصراف وها هو أحدهم يهمس الى صاحبه فيخل بتركيز الآخرين . حقا إننا في البداية ... الادارة أيضا قادمة ترى ما ذا يريدون!. .؟

"أتلاميد أنتوم الوقت اثرو ما أوف ! الأستاذ ابدأ الحصة" .."

شوف هذا التجمهر الادارة ماه سامحة بيه أولاه مرخص، بالتالي المرة الجاية عودلك هك خارج باب المؤسسة". (ههه الطلاب بالكاد حضرو وانت داخل المؤسسة فكيف يذهبون اليك خارجها) والأكثر مرارة من هذا كله أحدهم يهمس إلى صاحبه " نحن جايبن هون الا لكرايتنا السياسة ابلا فايدة "...مهلا أين السياسة ؟

هنا تذكر أنه لابد للإ نطلاقات من صعوبات، وأن ما يهم أكثر هو إخلاصك لله وليس إعراض المعرضين " وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتا تيهم بئاية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين"
فإن قلت لا فائدة وأنتابك زهد في نشاطك فانت من تقتل دعوتك وليس الآخرون الذين من حقهم أن تنتابهم الخشية من شيئ لم يتضح لهم بعد ومن حقهم أن لا يقبلو بنهم على شيئ لم يتذوقوه بعد ولم يدركو حلا وته.

وانظر الى اصحاب المخدرات كيف يمنحونها بتسامح الى الزبون الجديد ويصبرون على عدم إدمانه ليتحول بعد حين الى مدمن يجد في البحث عنها ويدفع أغلى الاثمان فلا يكن أحرص على بضاعته منك على دعوتك .

واصبر فلسو ف يعطيك ربك من القبول ولسوف تحترمك الادارة وتطلب منك المساعدة ولسوف يحضر الأساتذة دروسك ويقدرون جهدك .

لكنه صبر ساعة فترضى.

نقلا عن صفحة محمد القاضي Med Ghady على الفيس بوك

في بداية العام الدراسي....قصص من لهو الدعاة

السراج TV