الهجرة تاريخ وأمل/مختار أحمد فال
الأحد, 26 أكتوبر 2014 13:11

في بداية العام الهجري الجديد ينبغي أن تكون لنا وقفات ومحطات مع هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لنستلهم منهاالدروس والعبروالقيم والمثل والمواقف والحكم...!!
لقد كان حدث الهجرة حدثا عظيما تجلت فيه كل أنواع البذل والعطاء والتضحية والفداء.

فهو يمثل جانبا من جوانب العظمة في حياة المصطفيى صليى الله عليه وسلم
ففي هذاالحدث العظيم يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فن الا دارة والتخطيط وصدق التوكل واليقين وحسن التصرف والتدبير...!!
فلقد أعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الحدث عدته وبذل كل الأ سباب المادية والمعنوية،حيث أخذ الزاد والراحلة والرفيق والدليل واحتمى بالغار ...وقبل هذا وبعده كان البعد الرباني حاضرا في كل خطوة ومحطة (لاتحزن إن الله معنا) (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما).
إن حدث الهجرة يمثل نقطة تحول عظيمة في تاريخ الأمة الإ سلامية ،فلم تكن الهجرة تحولا من مكان الي آخر وإنما كانت من أجل إقامة دولة الإسلام بعد سنوات من التضييق والحصار -في مكة المكرمة-لكن رسول الله صلى لله عليه وسلم بنى في هذه السنوات جيلا ربانيا فريدا حيث كانت دار (الأرقم ) ميدان التربة والتوجيه والإعداد والتكوين...
وحينما أصر أهل مكة على الوقوف في وجه الد عوة آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة الى المدينة المنورة لإقامة مجتمتع إسلامي ودولة إسلامية تنشر العدل والنور والرحمة والسرور والمحبة والهداية..
إن حدث الهجرة فيه الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي أن نقف عندها وقفة تأمل واعتبار وتأس واقتدا،ولعل من أهم تلك الدروس :
1- ان المستقبل لهذا الدين مهما كانت التحديات والمؤامرات
2- صدق التوكل واليقين بما عند الله عزوجل (لاتحزن إن الله معنا )
3- أهمية التخطيط والتنظيم بعيدا عن الارتجال والعشوايية
4- السرية في مواطن الخطر ومواقف الحذر
5- مكانة الصديق - رضي الله عنه- حيث وضع نفسه وماله وأهل بيته في خد مة رسول الله صلى الله عليه وسلم
6- دور الشباب في خدمة الإسلام فقد قام عبد الله بن أبي بكر وعامر مولى أبي بكر بدور كبير في هذه الرحلة الربانية
7- دور المرأة في خدمة الإسلام كما كانت أسماء وعائشة حاضرتين في هذا المقام
8- أن الولا ء للإسلام مقدم على الولاء للعشيرة والوطن وكل الروابط الأرضية والمعوقات الاجتماعية
9- أهمية الأمل والعمل لهذا الدين،فالهجرة تفتح نوافذ الأمل والعطاء رغم كل المصاعب والتحديات ..!!
10- أن هذا الدين الإسلامي جاء لتكريم الإنسانية ومن صد عنه فالله عز وجل يعرض عنه: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) فهذا رسولنا صلى لله عليه وسلم خرج من مكة المكرمة وهي تغلي حقدا عليه وتتآمر لقتله بينما كانت المدينة المنورة في أوج الا حتفالات والتحضيرات لاستقبال هذا الوفد الكريم والموكب الميمون وحال من في المدينة من الشيوخ والشباب والنساء والاطفال والجبال والأشجار والهضاب والشعاب ..:
                  أقبل فتلك ديار طيبة تقبل       يكفيك من أشواقها ما تحمل
                   القوم مذ فارقت مكة أعين      تأبى الكرى وجوانح تتململ
                   يتطلعون الى الفجاج وقولهم    أفما يطالعنا النبي المر سل
تلك أهم الدروس والعبرالتي ينبغي أن نستحضرها ونستلهمها لا سيما في هذه الأيام التي يعاني فيها الإسلام من بعض التحديات والمؤامرات (لا تحسبوه شرا لكم )
إنها محطات من محطات التدافع والمغالبة، لكن المستقبل لهذا الدين: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكرأن الارض يرثها عبادي الصلحون )
                لئن عرف التاريخ أوسا وخزرجا     فلله أوس قا د مون وخزرج
اللهم اأعزالإسلام والمسلمين واجعل عامنا هذا عام نصر وتمكين وعز وتأييد اللهم إنا نسألك أن تحرر أوطان المسلمين وأن تعيد المسجد الأقصى إلى رحاب المسلمين.
            كل عام وانتم بخير وصحة وهناء واستقامة وعطاء.

        نقلا عن صفحة مختار أحمد فال على الفيس بوك 

الهجرة تاريخ وأمل/مختار أحمد فال

السراج TV