بسهولة يمكن إبدال رقم برقم وكتابة عدد مكان آخر ، لكن ما يبدو أكبر وأعمق هو استحضار عام انقضى بلياليه وأيامه .. بدقائقه وثوانيه ( 360) يوما ..مامجموعه في اليوم والليلة (8640) ساعة .. وهو ما يتسع في متوسط الأحوال لتلاوة (43200) حزبا : أكثر من (700) ختمة لكتاب الله تعالى ..بمعدل ختمتين في (24) ساعة..

لقد مرت تلك الساعات على مهل ؛ فمنها ما وافق وقت فريضة وإقبال ومنها ما مر في معصية وإهمال..

نقول - على ضفة عام مضى قسماتُ وجــه الزمان فيه كتضاريس المكان فمنه جبال شاهقة وآكام ورياض وحدائق ذات بهجة ، ومنه قيعان وحفر وأشواك وقَتاد - نقولُ ما قال أهل الجنة وقد أطلوا على الزمان من شُرفة الخلود { وقالوا الحمدُ لله الـــذي أذهب عنا الحزَن إن ربنا لغفور شكور }
إي والله ما سأل من انقطع به الأمل وأضر به التسويف وأصر على المعصية حين انهار به الوقت في غربة القبر .. فما سأل عاما ولا شهرا ولا أسبوعا .. ولا وضع للزمان حدودا ولا تكييفا إذْ قد رأى لأقَلِّ الوقت غَــرْسا في الجنة : "وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض ".. فمضى يقول : { رب لــولا أخرتني إلى أجل قريبٍ فأصَّــدَّقَ وأكُن مِّن الصــالحين } ..

{غفرانك ربنا وإليك المصير }

                                                          نقلا عن صفحة محمدن ولد يحظيه على الفيس بوك