مجالس لا تسمع فيها لاغية/محمد الزين
الخميس, 06 نوفمبر 2014 15:43

خط هجومنا الأول .. مجالس لا تسمع فيها لاغية ..

كلما هدأت حرارة الشمس مؤذنة بدخول العصر اشرأبت الروح لخطوات خطوتها إلى منبر الذكر ل : << لقاء الإخوان .. في ظلال القرآن >> فأتكتم وأتلهى حتى عن خاطري ، خوفا أن يضيع أجر أعول عليه كثيرا عند ربي ..
أما وقد وقفت على وصف رواده بالغلمان و أريد لهم بذلك أن يشغلوا في معارك جانبية ، فإني مدون ههنا بعض جسنات تلك المجالس ، مع الخوف من الرياء،لا متبجحا إلا بالحق وقت صفاء ...
و أنى لهم الاستفزاز والاستعجال .. وصدى المرشد مصطفى مشهور ـ رحمة الله عليه ـ لم تزده الأيام إلا ترديدا ، والتجارب تأكيدا ، حين قال << لقد أخذنا على أنفسنا منذ 20 سنة أن لا نستفز ولا نستفز >> .
1 ـ اللبنات النوعية :
قال صلى الله عليه وسلم : << إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قالوا وما رياض الجنة يا رسول الله قال : حلق الذكر >>
و إنها لروض لهذه القلوب تستقي منها الصلة بالله و مراقبته ، وأينما كانت هذه الصلة وثيقة والمراقبة أدق ، كانت ثمة اللبنات التي تعمر بها المؤسسات في نظر الإسلام ، وتنصاع لها المجتمعات ، ولقد صدق القرضاوي حين قال :
  لا بد من صنع الرجال ...... ومثله صنع السلاح
   لا يصنع الأبطال ألـــــــــــــا في مساجدنا الفساح
       في روضة القــرآن في ظل الأحاديث الصحاح
2 ـ التأييد النوعي :
قال صلى الله عليه وسلم : << وما اجتمع قوم يذكرون الله ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله في من عنده >> ولا نرى السكينة نزلت تطمئننا على ما مضى ، ولا الرحمة تسيل علينا تغسل كل إساءة ، ولكنها تعابير معنوية ، عن جنود خفية .. << وما يعلم جنود ربك إلاهو >> . فما الصبر على المحن إلا ثمرة لسكينة هذه المجالس ، وما المباركة في الجهد القليل إلا رحماتها ، وما قبول الجماهير حين أتيحت لها فرصة الاختيار بشفافية ، إلا للذكر في الملإ الأعلى .
3 ـ العطاء النوعي :
صح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يقال لمن صبر في هذه الجلسات حتى النهاية << قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات >> .
بعض من العبادات تغفر بها السنة والسنتان ، والذنوب السالفة ، أما أن تبدل زلاتك وانتهاكاتك حسنات .. فله ما وراءه من الاحسان ، ولن يظل أصحابه هذه الثلة المستضعفة ، إنهم لاذوا بالله ـ عز وجل ـ ، وخططوا وفقا لمنهاج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
4 ـ العلم النوعي .. ثمرته الرجال :
تتقلب في هذه الجلسات بين آيات تتلى ، و أحاديث تذكر ، وصيد من آراء السلف الصالح و أئمة الدعوة ... فلا فيها تسمع لاغية ، بل عيون دامعة ، و أزيز قلوب خاشعة .. و إذا رأيت ثم رأيت شبابا احمرت سحناتهم ، وغارت أعينهم ، وتجهمت وجوههم ، لا لعجز عما يريح ، ولا قسوة في الطبع ، و إنما أسوتهم يقول : << لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا >> ، ثم هو الغدو والرواح لمصالح الأمة ، و وعيد للباطل أن يدحروه مهما انتفخ .
فلا تجد إلا أن تجلهم ، إلا أن تحبهم ، إلا أن تشتاق للجلوس بينهم .
وقد رد ابن الفارض على الذي يلومك بهذا فقال :
دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى ...... فإذا عشقت فبعد ذلك عنف

مجالس لا تسمع فيها لاغية/محمد الزين

السراج TV