العدوان الكبيران/د.عبد الكريم بكار |
الأربعاء, 12 نوفمبر 2014 10:23 |
اليأس يعني انقطاع الرجاء من بلوغ ما نسعى إلى بلوغه، وقد أخبرنا ربنا عزوجل بأنه لا ييأس من روحه إلا القوم الكافرون ، روح الله أي رحمته وتيسيره وتفريجه للكروب . هذا يعني أن على المسلم إذا انقطعت به الأسباب وسدت في وجهه الطرق أن يلجأ إلى مسبب الأسباب ومالك مفاتيح الكون جل جلاله وعز شأنه،فبين يديه كل ما يدعو إلى الأمل والاستبشار . قد نيأس لأننا اخترنا هدفاً هو أكبر بكثير من إمكاناتنا، وقد نيأس لأننا لا نعمل بالجدية الكافية أو بطريقة صحيحة.. إذن المطلوب منا شيئان الأول هو عدم اليأس من رحمة الله ومعونته، فعنده دائماً حل ومخرج، والثاني مراجعة أهدافنا وأساليب عملنا و قد أصاب من قال : لم يعد ملائماً لأنه فقد بريقه وجاذبيته أو لأنه لم يعد مجدياً، أي أن ثماره لا تكافئ الجهد الذي تبذله فيه أو أننا لم نعد في حاجة إليه.... في هذه الحالة علينا أن نبحث عن عمل جديد أو أن نغير أسلوب العمل. العمل الجيد حياة جيدة والعمل الممل حياة رديئة. أعرف الكثير من الشباب الذين تخلصوا من تخصصات وأعمال تورطوا فيها في بداية حياتهم، نعم انتقلوا إلى أعمال جديدة وتخصصوا في أشياء أكثر ملاءمة لهم فسعدوا ونجحوا. لا ينبغي للكسل وضيق الأفق أن يحولا بيننا وبين التحول إلى أعمال تسعدنا وترضينا وتكون أعظم نفعاً لنا. تغيير التخصص متعب طبعاً لكن أن نتعب سنة أو سنتين في اكتساب تخصص جديد خير مئة مرة من أن نعمل في شيء ممل ثلاثين سنة. الملل هو العدو الأكبر للنجاح وللسعادة فتخلص منه من خلال الخلاص من أسبابه. المصدر : صفحة الكاتب على الفيس بوك |