منبر الحرمين: أفكار عملية للاستفادة من الإجازة الصيفية
الاثنين, 17 يونيو 2013 14:44

 

altaltاحتضن مسجد الحرمين بمقاطعة الرياض مساء السبت 08/06/2013 محاضرة تحت عنوان: كيف نستقبل العطلة الصيفية، أنعشها الأستاذ: "المختار ولد آمين" وسط حضور شبابي ونسائي كبير.

قسم المحاضر محاضرته إلى ثلاثة عناصر:

مدخل بين فيه أسس التعاطي مع الوقت.. مبينا اعتراضه على التسمية: "العطلة"، مقدما "الإجازة" بديلا عن "العطلة"، لما تحمله الأخيرة في رأيه من شحنات سلبية تدل على البطالة، وترك العمل، في حين تحيل الأولى إلى الجواز، بمعنى المرور، وإلى الجواز بمعنى إباحة ما كان محظورا، بسبب المشاغل الدراسية والعملية...

وذكر الشيخ بخطورة الوقت، والأدلة الشرعية الواردة فيه، وأنه مسئول عنه يوم القيامة، "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه.."، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الوقت هو العمر، وأن أغلب مشاكل الشباب وأكبرها وأهمها هي تلك المتعلقة بالوقت؛ وأن عدم تشغيل وقت الشباب واستثماره يسبب أمرين: إما الجنوح إلى الفكر التفجيري، أو إلى فكر المجون والخلاعة...

وعن أسس استثمار الوقت قال المحاضر إن الوقت يحتاج في استثماره إلى تحديد أهداف محددة يستثمر الوقت فيها، بالإضافة إلى استغلال الوقت كاملا، دون نسيان الترفيه، وأهمية إدخاله لأي خطة ناجحة... هذا بالإضافة إلى شمولية الخطة، حتى تتسم بالتوازن.

وأوضح معايير استغلال الوقت، وقال فيها إنه لا بد من مراعاة صفات الوقت، من كونه سريعا ولا يعود، كما لا بد من البعد عن الصحبة السيئة باعتبارها من أسباب الندامة في الدنيا والآخرة، محذرا في الوقت نفسه من الفراغ، مؤكدا أن دقيقة فراغ تسبب ندم سنوات، خاتما بالتحذير من الإيغال في الجدية حتى يفقد الإنسان التوازن، خاتما بالتحذير من الإعلام الفاسد بغض النظر عن وسيلته (موقع إلكتروني، قناة فضائية، موقع تواصل اجتماعي...).

أما القسم الثاني من المحاضرة فقد تعلق باستخدام العطلة بالنسبة للمؤسسات، مقسما إياها إلى مؤسسات حكومية ومدنية، مؤكدا أن واجبات الأولى تتلخص في التخطيط للإجازة، وإيجاد برامج صيفية مناسبة للشباب، بشرط أن تكون مفيدة وممتعة ونافعة، أما المدنية فجعل عليها الشق الأكبر، حيث حملها المسؤولية عن رعاية الشباب، مقدما عددا من المقترحات التي رآها مناسبة لشغل أوقات الشباب في الإجازة، باعتبار الاستثمار في العنصر البشري أفضل استثمار، ومن ذلك الأندية الرياضية لبناء الأجسام وترويض الأبدان فالعقل السليم في الجسم السليم، وكذا الأندية الثقافية للتكوين على المسرح والإلقاء والشعر وفنون الأدب الأخرى.

ونبه المحاضر إلى أهمية استغلال المراكز الصيفية في تعليم بعض المهارات كالسباحة والتدريب على العمل التطوعي الذي ينبغي أن يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات الشباب خلال العطلة، وهو رافد تنمية وعلامة تحضر حيث يمكن للشاب أن يتطوع بعمله العضلي في بناء المساجد والمرافق العمومية أو بتفكيره من خلال تقديم الدروس والتكوين على المهارات.

كما توقف المحاضر مع المخيمات الثقافية أو التربوية كنموذج لاستغلال الجمعيات غير الحكومية للإجازة ثم هناك الرحلات التربوية ذات الأهداف التربوية مثل إلقاء محاضرات دعوية في تجمع من القرى مثلا أو من خلال تنظيم دورات لمحو الأمية أو زيارات عائلية أو توظيفها في مجال تعزيز الأخوة والوحدة الوطنية ..الخ .

وفي المحور الأخير من المحاضرة تطرق الشيخ ولد آمين إلى مناشط وبرامج إيمانية وعلمية ودعوية ومهاراتية وحتى تجارية ورياضية يمكن للأفراد القيام بها من أجل استغلال أفضل للإجازة ومن ذلك التخطيط لتقوية الجانب الإيماني سواء بتلاوة القرآن على مدى 5ساعات يوميا أو القيام لمدة ساعة ونصف أو بوضع أهداف لحفظ القرآن الكريم مشيدا بتجربة مؤسسة تاج الوقار الفلسطينية والتي تضع أهداف لتحفيظ القرآن لعشرات الآلاف وفي حيز زمني محدود من خلال أساليب تربوية واستغلال التفرغ التام في الإجازات.

وفي الجانب المهاراتي يمكن للفرد أن يضع لنفسه برنامجا لتعلم الخطابة أو السياقة أو السباحة أو اكتساب اللياقة البدنية بإجادة إحدى رياضات الدفاع عن النفس.

وفي الجانب الاجتماعي نبه المحاضر إلى نقطة مهمة وهي ضرورة استغلال الإجازة في توطيد الصلات وتقوية الروابط بين أفراد العائلة الواحدة وذلك من خلال خدمة الأقارب والسعي في حاجاتهم وصلتهم بكل أنواع البر والإحسان مما يجعل الفرد "متجذرا اجتماعيا" ذلك أن الكثيرين غير معروفين في وسطهم العائلي ولا هم من أولي النجدة والصلة مؤكدا أن كل الأنبياء كانوا متجذرين اجتماعيا في قومهم ولذا كان قول أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم "والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل ، وتعين على نوائب الدهر ..."

وختم المحاضر بأن الفرد قد يوظف الإجازة في تحقيق هدف ربحي من خلال مشروع تجاري مؤكدا على أن توظيف الإجازة لا يعني خلوها من أوقات الترويح البريء والهادف بل إن التوازن مطلوب، وأحب الأعمال إلى الله أدومها ولو قل...

 

منبر الحرمين: أفكار عملية للاستفادة من الإجازة الصيفية

السراج TV