الداعية ولد مختار الحسن في منبر الذكر وحكمة الابتلاء |
الجمعة, 13 سبتمبر 2013 19:48 |
واستعرض الأستاذ ولد المختار الحسن أمام العشرات من رواد منبر الجمعة بمسجد الذكر بتنسويلم هذا المساء جانبا من صبر الانبياء على الابتلاء بدء من سيدنا آدم عليه السلام وصولا إلى خاتم الرسل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام والذي صح عنه كما اخرج البخاري "أشد الناس بلاء الانبياء ثم الأمثل فالأمثل .. .وكان عليه الصلاة والسلام يوعك كما يوعك رجلان زيادة في الأجر والثواب ورفعا للدرجة وفي غزوة أحد شج عليه السلام في وجه وأصيب بالجراح حتى لم يعد يقوى على الصلاة قائما فصلى بالناس جالسا ... طبيعة الابتلاء وتوقف المحاضر مع طبيعة الابتلاء وأنه لا يكون دوما بالشر ولا بالموت تحت ظلال السيوف أو السجن في الزنازن أو التعذيب والجلد بالسياط والكرب بل قد يكون برغد العيش والرفاهية كما قال تعالى "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيئ حتى فرحوا بما أتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون...الأية " وكما قال تعالى عن قوم فرعون "كم تركوا من جنات وعيون ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين " وقوم صالح عليه السلام " أتتركون فيما هاهنا آمين في جنات وعيون .." وقد بلغوا من القوة أن كانوا يبنون بكل ريع آية..أي يبنون المباني الشاهقة على الكثيان الرملية ووصل الأمر بثمود أنهم كانوا يقطعون الجبال بأيديهم كما ورد في تفسير "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد .." بين موقفين من الابتلاء وعن أثر الابتلاء وموقف كل من المؤمن والكافر منه أورد المحاضر الحديث " «مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ الخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ، مِنْ حَيْثُ أَتَتْهَا الرِّيحُ كَفَأَتْهَا، فَإِذَا اعْتَدَلَتْ تَكَفَّأُ بِالْبَلاَءِ، وَالفَاجِرُ كَالأَرْزَةِ، صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً، حَتَّى يَقْصِمَهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ». وفي رواية عند مسلم: «وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزِ، لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تَسْتَحْصِدَ».والأرزة نبات مستقيم تتخذ منه العصي . وبين كيف أن الابتلاء يخرج معادن الرجال كما ضرب الله لذلك مثلا بالذهب "ومما توقدون عليه في النار زبد مثله فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..." وعن حكمة الابتلاء فهي التمحيص والاختبار كما قال تعالى .."وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين آمنوا ويعلم الصابرين " الأنبياء وسنة الابتلاء كما ان الابتلاء يكون في المال والأنفس "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.." وهو دليل على السير في طريق الأنبياء والرسل فهذا آدام عليه السلام قد ابتلي هو في الجنة وبقي الابتلاء سنة في ذريته كما ابتلي أول رسل الله على الأرض نوح عليه السلام الذي بذل للدعوة مالم يبذله أحد ومع ذلك سخر منه واستهزئ به وقد ابتلي في زوجه وولده كما في محكم التنزيل. ثم جاء الدور على إبراهيم عليه السلام ومالقي من قومه من تكذيب وإيذاء حتى من اقرب المقربين إليه أبيه أزر ثم بالالقاء في النار إمعانا في التعذيب فكان قوله حسبنا الله ونعم الوكيل فكانت النار بردا وسلاما عليه ثم ابتلي في ذبح ولده لما بلغ معه السعي فامتثل ورضخ لأمر لله وحكى القرآن أن إن ابتلاءه كان مبينا "إن هذا لهو البلاء المبين " وجاء التأكيد بإن وضمير الفصل على شدة هذا الابتلاء وقوته ووضوحه . ثم كان ابتلاء موسى كليم الله وحبيبه حتى قبل أن يولد وكأن الابتلاء يلاحقه وهو لا زال جنينا حيث ولد في السنة التي كان يقتل فيه فرعون كل مولود ذكر لبني إسرائيل ثم ابتلي بالخروج من مصر والغربة عن الأهل سنين طويلة لتكون العاقبة "قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما...الآية" وهكذا يظل الابتلاء دليلا على صدق الانتماء والثبات على الحق وهو طريق الانبياء والصالحين كما ختم المحاضر ولد المختار الحسن. |