الامام محمد محفوظ ولد الزين :أول العمل إصلاح النفس
الجمعة, 20 سبتمبر 2013 20:38

الإمام محمد محفوظ ولد الزين قال الإمام والداعية محمد محفوظ ولد الزين الملقب الغيث إن العمل الصالح هو الذي تحققت فيه شروط ثلاث : أن يكون صادرا عن مؤمن بالله وأن يكون موافقا للسنة وأن يكون صاحبه مخلصا لله تعالى. وبين الإمام الغيث أمام العشرات من رواد منبر الجمعة بمسجد الذكر بتنسويلم مساء اليوم أن ثمرة العمل الصالح هي رضا الله والفوز بالدرجات العليا في الجنة فضلا عن البركة في العمر والرزق.

واستطرد المحاضر في تفسير الآية الكريمة "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "فالإنسان مجبول ومفطور على العمل لكن هذا العمل قد يكون لله وفي سبيل مرضاته وقد يكون للشيطان. والله سبحانه المطلع على قلوب العباد ونياتهم من أعمالهم ثم يكون عرض الإعمال على الرسول صلى الله عليه وسلم سواء في قبره أم يوم القيامة حيث يرى أعمال أمته ،والمؤمنون يشهدون لصاحب العمل بالخير أو الشر ثم يكون العرض الأكبر على عالم الغيب والشهادة حيث توفى كل نفس ما كسبت وأول هذا العرض في القبر عندما يسأل المرء عن ربه وعن نبيه وعن وكتابه ودينه.

الإنسان مجبول على العمل 

وفي تفسيره للعمل أوضح المحاضر أن الإنسان مجبول على العمل سواء في تدبير معاشه أو لمعاده كما قال تعالى :"يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه .." مؤكدا أن العمل بشرع الله والالتزام بالسنة هو أزكى العمل وأقوم القول قال تعالى :شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك ..الآية "

وإذا تنكب الإنسان طريق هذا العمل كان عمله غير مقبول وتجارته غير رابحة ولا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يتقبله "إنما يتقبل الله من المتقين " وأول مراتب هذا العمل إصلاح الفرد لنفسه أولا فإقامة الدين تكون بإقامته في النفوس أولا ثم في الأسرة والمجتمع والعالم وبدون أن يستقيم الفرد على منهج الإسلام ويكون لبنة صالحة  فلا قيام للمجتمع المسلم حيث يبنى هذا المجتمع على أفراد صالحين في عقيدتهم وأخلاقهم وسلوكهم وفي فهمهم الصحيح لدين الله وحينها يكون المؤمن مثل الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. أو كما في المثل القرآني الآخر " ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم ..الاية "

فالمؤمن الصالح من يعمل لدين الله ويتحرك في الخير ويشارك في العمل الصالح وهذا من إقامة الدين والتعاون على البر والتقوى وكما قال تعالى في سورة العصر "وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر "

كيف يكون العمل الصالح ؟

وحول هذا السؤال أجاب المحاضر بأن العمل الصالح هو الصادر من المؤمن والموافق للسنة و المخلص صاحبه لله والإخلاص والتجرد يكون في القلب فلا يعمل للسمعة ولا للناس ولا للشهوة ولا الدنيا. فكما في الحديث :"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ومن المعلوم أن النكرة في سياق الإثبات تدل على العموم أي أي عمل فهو مردود وباطل ، وكما في الحديث "أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه "

وعرف المحاضر الإخلاص بمصاحبة القلب للقصد الصحيح وهو شرط العمل الصالح كما أن العمل الصالح هو السعي المشكور حيث يتقبله الله ويضاعفه كما في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وأسألك عملا متقبلا أي صالحا. كما يكون العمل بالإخلاص بعد إتقان العمل وموافقته لشرع الله ومع ذلك يخشى المؤمن أن لا يتقبل الله منه "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ..الآية والعمل المتقبل يرفع الله به الدرجات وينجي به من النيران "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز "

تفسير :"وقل أعملوا..."

وبخصوص معنى الآية التي جعلها المحاضر عنوانا لدرسه :"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...الآية " وأوضح الإمام الغيث أن كل شخص مفطور على العمل فالنفس عن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر ،لكن على المرء أن يعمر أوقاته بالعمل الصالح والطاعات وذكر الله والمشاركة في أعمال البر حتى يكتب له الأجر ويكون كدحه في سبيل الله.

أما رقابة الرسول صلى الله عليه وسلم فتكون بعرض الأعمال عليه في قبره كما في الحديث أو بعرضها عليه يوم القيامة حيث يرى ثمرة عمل المسلم عند اجتيازه للصراط فالمسلمون هم أول الأمم في الحساب رغم تأخرهم في الزمن وأول من يجوز الصراط هو الرسول صلى الله عليه وسلم .

أما المؤمنون فيشهدون على المرء بعمله فهم شهداء الله في أرضه ، والمؤمن الصالح يشهد له بالخير حتى غير المستقيم فيثني على استقامته وصلاته وأدائه في الدعوة. ثم تأتي الرقابة الكبرى وهي السؤال أمام الله عز وجل يوم العرض الأكبر ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "

وكما في الحديث :"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أمامه فيرى النار فاتقوا النار ولو بشطر تمرة" فعلى السلم أن يجعل بينه وبين النار حاجزا من العمل الصالح حتى ولو كان شطر تمرة لكنه عمل متقبل ومبارك فيه.

سؤال القبر

وتعرض المحاضر إلى أن العمل المسؤول عنه واحد وهو شرع الله ،كما أن السؤال في القبر موحد للجميع حيث يسأل المرء عن ربه ونبيه ودينه وكتابه،  ولا يثبت في هذا السؤال إلا من استقام على طريق الله ومنهجه في الدنيا وأخلص العمل لله ثم هناك السؤال الأكبر كما في الحديث :"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن أربع عن عمره فيما أبلاه، وعن شبابه فيما أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به " أو كما في الحديث.

الامام محمد محفوظ ولد الزين :أول العمل إصلاح النفس

السراج TV