في منبر الذكر: الأيام العشر كنز الطاعات ومنجم الأجر
الجمعة, 11 أكتوبر 2013 20:24

الأستاذ الإمام عبد الله ولد زكرياالأستاذ الإمام عبد الله ولد زكرياحث  الإمام عبد الله ولد زكريا على المبادرة إلى اغتنام فضل العشر الأول من ذي الحجة بالمسارعة في الخيرات والأعمال الصالحة من ذكر ودعاء وصيام وقراءة قرآن وصلة الأرحام ..الخ مؤكدا إلى عظم فضل هذه الأيام لما فيها من عبادات لا توجد في غيرها من الأيام.

وتناول الإمام ولد زكريا أمام العشرات من رواد منبر الجمعة بمسجد الذكر بتنسويلم سبل اغتنام فرصة ما تبقى من هذه الأيام والآداب الشرعية المتعلقة بالأضحية والعيد وصيام يوم عرفه.

مظاهر تعظيم الأيام العشر

وافتتح الإمام ولد زكريا درسه معددا مظاهر ا تعظيم هذه الأيام الفاضلة وذلك من قبيل : -قسم الله تعالى بها ولا يكون القسم إلا للفت النظر إلى عظم الزمان أو المكان أو شخص معين فقد أقسم الله تعالى بيوم القيامة لعظمه وشدة أهواله ، وبعمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالنفس اللوامة التي تلوم المؤمن على فعل الشر والتقصير في الخير ..

كما اقسم تعالى بهذه الأيام "والفجر وليال عشر والشفع الوتر .."ففيما اخرج البخاري بسنده عن ابن عباس هي العشر الأول من ذي الحجة وقال غيره هي عشر موسى التي أتم الله فيها العدة. وقد اختلف أهل العلم في أي الزمن أفضل ؟ ولعل المشهور أن ليلة القدر أفضل ليلة وأفضل أيام هي هذه الأيام وأفضل الشهور رمضان.

فأيام العشر الأول ليال فاضلة اشتملت على أيام عظيمة. -من مظاهر تعظيمها أن ما يقع فيها من العبادات والقربات لا يقع في غيرها وفي الحديث :" ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من هذه الأيام ولا الجهاد في سبيل إلا رجلا خرج بماله ونفسه فلم يرجع بذلك من شيء أو كما في الحديث.

ونبه المحاضر إلى لفظ "ما من أيام الوارد في الحديث وليس ليال ومن هنا استدل بعض اهل العلم على فضل صيامها لدخول الصيام في مسمى الأعمال الصالحة.

فضل الأيام العشر وأوضح المحاضر أن من أسباب تفضيل هذه الأيام لاجتماع أمهات العبادات فيها من حج وصيام وذكر وصلاة وذلك لا يكون في غيرها.

-كما أن في هذه الأيام عبادة الحج وركنها الركين عرفه والذي ورد في الحديث أن صيامه يكفر سنة ماضية وسنة باقية ومنه أخذ بعض أهل العلم أن من صام يوم عرفه لا يموت من عامه المقبل فلعلها بشارة بذلك .

ويستحب الاكثار من الدعاء في هذا اليوم الذي لم ير الشيطان في يوم اصغر ولا أدحر منه لأن الحجاج أرغموا الشيطان بطاعتهم في هذا اليوم والمؤمنون الذين يصمون هذا اليوم وكأنهم إذ فاتهم الحج لم يفتهم الصيام، ولذا لم يندب الصيام للواقف في بعرفه للتفرغ للعبادة ولاستجماع قواهم .

وتوقف الإمام ولد زكريا مع فضل الحج المبرور والذي ليس له عند الله جزاء إلا الجنة كما في الحديث وهو الذي اجتنب فيه الحاج الرفث والجدال والفسوق والخصام وغير ذلك مما لا يليق بالحاج.

الأضحية آداب وشعائر

كما تناول آداب الأضحية التي شرعت في اليوم العاشر من هذه الأيام حيث بين أن افضل عمل في هذا اليوم هو إراقة الدم في سبيل الله ومن حكم ذلك تذكر نعمة نجاة إسماعيل عليه السلام من الذبح " وفديناه بذبح عظيم " والاضحية سنة مؤكدة للقادر عليها وأفضلها الضأن ثم المعز والبقر والإبل لمن لم يراع كثرة اللحم وإلا فتكون الإبل أفضل وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث بكبشين اقرنينا ملحين ينظران في سواد ويبركان في سواد .."

وبين الإمام أنه لا يجوز التكلف فيها لأن أعمال البر مبنية على التخفيف منبها على خطأ بعض المسلكيات الشائعة كأن يعمد البعض إلى شراء الكباش الضخمة تباهيا وتفاخرا أو يبالغ في شراء الملابس الفاخرة في الوقت الذي لا يجد فيه المئات ما يلبسون ،أو يكثر من شراء الألعاب لأطفاله ويحرم أطفال الجيران، مؤكدا للعيد سبب ومظهر فعيد الفطر سببه إكمال فريضة الصيام ومظهره هو الصلاة.

أما عيد الأضحى فسببه الحج وشكر نعمة الله على نجاة نبي الله إسماعيل عليه السلام ومظهره الصلاة. ويشرع الفرح في يوم العيد بلا إفراط ولا تفريط وهو مظهر للمحبة والمودة بين المسلمين باعتماد ضوابط الأخوة والمبادءة.

وحذر الإمام من التبذير والإسراف في يوم العيد وليتذكر الجميع أن المال أمانة وهو أساس القيام على الحاجات الضرورية للناس مؤكدا على ضرورة الإحساس بمعاناة المستضعفين من المسلمين والذين منهم الأسر التي فقدت عائلها والأطفال المشردون ومن هدمت عليهم بيوتهم ومن غيب آباؤهم في السجون فمن لم يتهم بأمر المسلمين فليس منهم ومن هنا شبه الله تعالى الأمة بالبنيان المرصوص" بحيث لا نجد فيه فواصل ولا فوارغ، وشبهها الرسول صلى الله عليه وسلم بالجسد الواحد.

في منبر الذكر: الأيام العشر كنز الطاعات ومنجم الأجر

السراج TV