مسؤولية الشباب المسلم: في منبر الذكر بتنسويلم
السبت, 26 أكتوبر 2013 11:18

الشيخ محمد الأمين ولد سيدي قال الشيخ محمد ألامين ولد سيدي أن دور الشباب في كل زمان ومكان دور مزدوج وهو إبطال الباطل وتقويضه وبناء الحق وتشييد صرحه وهو ما يتجلى أكثر في سير الأنبياء وأتباعهم كإبراهيم عليه السلام ذلك الفتى الذي تحدى الباطل وحده فحطم الأوثان وصدع بكلمة التوحيد في وجه الطغاة والمستكبرين فكان "أمة" كما وصفه القرآن الكريم " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين".

ثم جاء موسى عليه السلام وأخوه هارون فما آمن بهم إلا ذرية قليلة من قومهم فتحملا أمانة الرسالة، وتحديا قوة فرعون وجبروته حتى ظهر الحق وانتصر الدين. وهكذا كان الشباب هم وقود الدعوات وعمادها وصولا إلى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووقوفه في وجه الجاهلية العمياء التي كان يمثلها سادة قريش بطغيانهم وعنجهيتهم واستكبارهم عن الحق فما هي إلا جولة أو جولتان حتى انكسرت شوكة الكفر، ورغمت أنوف الجبابرة ودخل الناس في دين الله أفواجا وسطر شباب الرعيل الأول من أمثال بلال بن رباح ومصعب بن عمير وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وأم المؤمنين عائشة التي توفي الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وعمراها لا يتعدى 19 سطر هؤلاء وغيرهم من الصحابة ملاحم خالدة في نصرة الحق والدفاع عن الإسلام حتى زكى الله تعالى قوتهم وشدة بأسهم بقوله "إن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن تكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين " وأوضح الشيخ ولد سيدي أمام العشرات من رواد منبر الجمعة بمسجد الذكر أن دعوات الإصلاح ليست سوى امتداد لعطاء ورسالة الرسل والمصلحين وكان الشباب دوما هم أول من يناصرها ويؤويها حتى تقوم على سوقها مؤكدا أن الشباب هم ذخر الأمة وهم حادتها إلى التغيير نحو الأفضل وانتشالها من وهدة الخنوع والجمود وهذا دورهم قديما وحديثا.

وفي موريتانيا قال الشيخ ولد سيدي أن الشباب هم من تصدوا للمستعمر وقاوموا الاستبداد والفساد وكان حزب النهضة وشبابها قبل الاستقلال مثالا على ذلك فاتهموا ظلما وجورا بالعمالة للمغرب ونكل بهم، وكان دور المستعمر واضحا في استهداف دعاة الإصلاح وتأليب الجماهير ضدهم ووصمهم بالرجعية والتخلف.

وبحكم معاصرته لإرهاصات ما قبل الاستقلال والنواة الأولى للعمل الدعوى والإسلامي في موريتانيا بعد الاستقلال تناول المحاضر جانبا من ذكرياته في محظرة الإمام بداه ولد البوصيري رحمه الله وكلمته المشهورة " دين بلا سياسية لا يستقيم ، وسياسة بلا دين عار الدنيا ونار الجحيم" وكان يوجه الشباب للقيام بكل ما يستطيعون لخدمة دين الله من أمر بمعروف وتغيير للمنكر فهو من ورائهم وسيعمل على حمايتهم. وحث الشيخ ولد سيدي الشباب على الاهتمام بالعمل السياسي فهو وسيلة مضمونة للإصلاح والتغيير وطريق سالك لخدمة الناس ورعاية مصالحهم والنهوض بهم إلى ظلال الحرية والعزة والعيش الكريم ومن هنا والقول للمحاضر كان الحكم أول عرى الإسلام انتقاضا كما في الحديث فإذا فسدت السياسة فسدت أحوال الناس واضطربت مصالحهم وهذا ما يسعى إليه أعداء الإسلام ويروجونه عبر مذاهبهم ومشاريعهم الهدامة.

فالسياسة –حسب المحاضر- هي العروة الأولى في الإسلام ثمرتها الإصلاح وجوهرها العدل وأساسها الارتقاء بمصالح الناس ورعاية شؤونهم بالحسنى وقد وردت في القرآن بألفاظ منها الحكم والملك الدين كما في قوله تعالى في سورة يوسف " ..في دين الملك .." .

وخلص المحاضر أن تحمل الشباب لمسؤولياته مناط بالتزامهم بصفات منها: الإخلاص والصدق وقوة العزيمة وعدم الاستعجال والزهد في الدنيا والرغبة فيما عند الله فليس المهم أن نعيش التغيير الذي نريد ولكن أن نهيأ الأسباب له ونمهد الطريق له ونكون قاطرة لعبور جيل النصر والتمكين.

وحث الشيخ ولد سيدي الشباب أن يكونوا أهل عبادة وارتباط بالله كما جاء وصف الرعيل الأول "فرسان بالنهار رهبان بالليل " ومن تلك الصفات التضحية والثبات في سبيل الله وأن يكونوا علماء معلمين وربانيين كما قال تعالى " ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الناس الكتاب وبما كنتم تدرسون "

 مسؤولية الشباب المسلم: في منبر الذكر بتنسويلم

السراج TV