في منبر الذكر :نظرات في سورة الزلزلة |
الأحد, 10 نوفمبر 2013 14:29 |
ثم بدا المحاضر في تفسير السورة موضوع الدرس موضحا أنها سورة مدنية وعدد آياتها 9 وهي محكمة بالوعد والوعيد ويذكر الله تعالى فيها زلزلة الأرض وقيام الساعة ولما نزلت بكى أبوبكر الصديق رضي الله عنه لما فيها من أهوال القيامة فكان الحديث .."لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون ويستغفرون أوكما ورد في الحديث . وتوقف المحاضر مع هذا الفهم الثاقب من أبي بكررضي الله عنه للقرآن الكريم وهو ما أسماه بالقريحة في أمور الآخرة. وتابع المحاضر إن الزلزلة من أسماء يوم القيامة كالحاقة والصاخة والطامة وغيرها وهو مذهب معروف في كلام العرب بأنه كلما عظم الشيئ كثرت أسماؤه ولذا أحصوا للسيف 80 اسما ، وزلزت الأرض تحركت وارتجت من مشرقها إلى مغربها وذلك من شدة صوت النفخ في الصور وهي نفخة الصعق الأولى التي يموت فيها كل من في السماوات والأرض إلا أربع. وأخرجت الأرض أثقالها ما في جوفها من الأموات والجثث فالإنسان هو ثقل الأرض ومن هنا سمي الإنس والجن الثقلان وقيل تخرج ما بها من كنوز وما أودعها الله من أعمال العباد حيث يجد العبد عمله على شفير قبره عند الحشر. "وقال الإنسان مالها " المقصود بالإنسان ابن آدم عامة وقيل الكافر والمنافق وذلك جريا على أسلوب القرآن في نسبة ما لا يرضى الله عنه إلى الإنسان "ويقول الإنسان أإذا مت لسوف أخرج حيا " أي الكافر والمنافق. "يومئذ تحث أخبارها " أي تحدث بأعمال العباد على ظهرها أن يشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها تقول يوم كذا عملت كذا .." وذلك ضمن الرقابة المسلطة على ابن آدام في هذه الدنيا ولا يمكنه الفكاك منها وأولها رقابة الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى ثم رقابة جوارح الإنسان نفسه "بل الإنسان على نفسه بصيرة " والرقابة الثالثة : رقابة الملائكة فهم مع الإنسان لا يفارقونه إلا في أوقات خاصة ما يلفظ من قول غلا لديه رقيب عتيد .." ثم رقابة الأرض التي كانت ذلولا فإذا بها تتكلم وتشهد على الناس بأعمالهم "تقول : رب هذا ما استودعتني من جثث الناس ورفاتهم وقيل تحدث أخبارها بانقضاء الدينا. وهناك ثلاثة اقوال حول طبيعة هذا الكلام فهل يحولها الله إلى حيوان ناطق أم يحدث الله فيها القدرة على الكلام فتتكلم أم هو كلام بمقتضى الحال ومن خلال مدلول الرجة والزلزلة يقول المحاضر . وأوضح المحاضر إن معنى "يصدر الناس أشتاتا " أي فرقا بعضها يؤخذ ذات اليمين والآخر ذات الشمال كما قال تعالى : يومئذ يتفرقون " وفي موضوع آخر يصدعون " وليروا أعمالهم أي ثواب أعمالهم وعندها يندم كل أحد على عمله إن كان محسنا لم لم يستزد وإن كان مسيئا على جزائه والذي هو من جنس العمل . وحول الآية لأخيرة من السورة أورد المحاضر قول ابن مسعود إنها أحكم آية في كتاب الله وقال كعب الأحبار :إنها أحصت كل ما في التوراة والإنجيل والزبور ووصفها الرسول الله عليه وسلم بالآية الفاذة الجامعة عندما سئل عن الحمر الأهلية فقال لم ينزل علي فيها شيء سوى هذه الآية الفاذة الجامعة : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " والمقصود من يعمل الخير يجد ثوابه في الدنيا في نفسه وماله وولده وأهله ومن يعمل الشر كذلك . والذرة هي أصغر جزيء في هذا الكون فلا ينبغي أن يحقر المرء من المعروف شيئا كما في الحديث ولو أن تلقى أخالك بوجه طلق، كما لا ننبغي أن نحتقر ذنبا مهما صغر فالنار من مستصغر الشرر والجبال من الحصا.وفي الحديث :"إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " فالصغيرة تتحول إلى الكبيرة بالإصرار "فلا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار" وختم المحاضر بالحث على الإخلاص في القول والعمل والتعبد لله بكل الأعمال الصالحة خاصة العمل السياسي في مواسمه التي من بينها الحملة الانتخابية الجارية.مؤكدا على الالتزام بالصدق والبعد على الوقوع في أعراض الناس والتنابز بالألقاب ..الخ |