في منبر الجمعة: مشاهد القيامة زاد للايمان وتزكية للنفوس
السبت, 22 فبراير 2014 11:56

في منبر الذكر: مشاهد القيامة زاد للايمان وتزكية للنفوس في منبر الذكر: مشاهد القيامة زاد للايمان وتزكية للنفوس قال الداعية سيد محمد ولد السنهوري إن الإيمان يتفاوت بقدر استحضار حقائق القيامة ومشاهدها في العقل والوجدان مؤكدا أن من أسباب الابتعاد عن الله وانتشار تيارات الإلحاد والإباحية والتطاول على مقام النبوة وعلى علماء الأمة ضعف الإيمان الحقيقي بيوم القيامة وما فيه من وعد ووعيد وجنة ونيران.

وتناول الأستاذ ولد السنهوري أمام المئات من رواد منبر الذكر لهذا الأسبوع مشاهد القيامة بدء من سكرات الموت والقبر والمحشر والميزان والصراط وصولا إلى المثوى الأخير الجنة أو النار .

ونبه الأستاذ إلى أن أخبار يوم الحشر ومشاهده الموعودة جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأنه بقدر استحضار العبد لها في الدنيا كان ذلك دافعا له للاستقامة وبقدر بعده عنها كان ذلك سببا للضلال والخسران و إتباع شهوات النفس.

واستدل المحاضر بالآيات الكريمة التي توضح هول ذلك اليوم (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا) الفرقان25

منبها إلى أن الناس يحشرون في ذلك اليوم حفاة عراة غرلا وأن أصحاب الأهواء والبدع من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يذادون عن حوضه ذات الشمال  إلى سقر والعياذ بالله كما في الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا كما خلقوا ثم قرأ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين وأول من يكسى من الخلائق إبراهيم ويؤخذ من أصحابي برجال ذات اليمين وذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )

ويتفاوت حال الناس قبل أن يأخذ كل منهم مستقره إما إلى جنة وإما إلى نار كما في الحديث الشريف (عن المقداد - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق ، حتى تكون منهم كمقدار ميل ، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى ركبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقويه ، ومنهم من يلجمهم العرق إلجاما " ، وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى فيه) . رواه مسلم

ووعرج المحاضر إلى أن مما ينجي من أهوال القيامة كما في الحديث الحب في الله وملازمة المساجد والامام العادل والمنفق لوجه الله ..فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ) متفق عليه

وتناول الأستاذ بالتفصيل أحوال الناس يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وتفاوت منازلهم مشيرا إلى انقسام الخلائق إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير

منبها إلى تفاوت أهل الجنة في النعيم المقيم الذي لا ينقطع كما في الآية الكريمة (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر32وكما في الآيات الكريمة في سورة الواقعة

وأكد المحاضر أن نعيم الجنة سرمدي أبدي لا ينقطع أبدا وان فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ )محمد15

أما أهل النار والعياذ بالله فقد نبه المحاضر إلى أنهم في أشد العذاب لا يفتر عنهم ولا ينقطع كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء56

وأوضح المحاضر إلى أن أهل النار يتفاوتون في العذاب(إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ) رواه مسلم

واستدل المحاضر بالآية الكريمة على أن أهل النار يستنجدون أولا بخزنة النار ثم بعد ذلك بمالك بعدما استنفدوا كل أمل لهم في التوجه إلى الله تعالى لعظم كبائرهم وكثرة ذنوبهم قال تعالى :"وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ)غافر 49 ثم يطلبون بعد ذلك أن يقتلوا لكنهم باقون في العذاب خالدون (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ) الزخرف77

وختم المحاضر بالتأكيد على أن هذا زمن الفتن والأهواء التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم  ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا لمن استمسك بالحبل المتين ألا وهو القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم  مؤكدا أن الأمة لم تستبح في دينها ودولتها إلا حين ابتعدت عن هذين الينبوعين الصافيين

وقد حضر المحاضرة جمع غفير من الشباب والشيوخ والنساء غص بهم جامع الذكر و جنباته

في منبر الجمعة:  مشاهد القيامة زاد للايمان وتزكية للنفوس

السراج TV