في منبر الجمعة :بشائر النصر
السبت, 15 مارس 2014 13:43

الأستاذ عبدي ولد عبديالأستاذ عبدي ولد عبديقال الداعية عبدي ولد عبدي إن البشارة هي الإخبار بما يسر في المستقبل وهي عادة لا تكون إلا في أوقات الضيق والكرب مستشهدا بوقائع السيرة النبوية في غزوة الأحزاب عندما تمالأ أعداء الإسلام وتجمعوا لحرب الدعوة من قبائل قريش وغطفان واليهود والذين التقت حساباتهم على حرب المسلمين لكنهم أسقطوا من حسابهم رب العالمين فكانت هزيمتهم مدوية كما هو حال أعداء الدين في كل زمان ومكان "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"

ومن هنا كانت البشارة بفتح قصور الروم وفارس عند حفر الخندق نافذة أمل وإشراقة فرج في وقت بلغت فيه القلوب الحناجر وهو ما يتكرر عبر التاريخ كما نشاهد اليوم لدرجة ترديد نفس مقولة المنافقين حينها "غر هؤلاء دينهم ..."

من آيات البشارة 

واستعرض المحاضر أمام المئات من رواد منبر الجمعة في مسجد الذكر بتنسويلم –أمس الجمعة -العبر والدروس المستفادة من مثل هذه الأحداث والتي سطرت وقائعها في القرآن الكريم والسنة النبوية كما في حديث خبيب رضي الله عنه عندما جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قرب البيت فقال : ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا وذلك بعدما بلغ الاضطهاد والتعذيب أشدهما على المسلمين فكان رد الرسول صلى الله عليه وسلم غاية في التثبيت والحكمة وذلك عندما قال إنه كان من قبلكم يؤتى به فيمشط رأسه ما دون اللحم والعظم فما يرجعه ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا حتى يسير الرجل من صنعاء حتى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذب على غنمه...أو كما قال عليه الصلاة والسلام وهنا كانت البشرى أيضا في هذا الوقت العصيب ..

وتوقف المحاضر مع الآيات "ولبنلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ""

حيث أوضح كيف أن المصيبة تكون للمسلمين لا عليهم كما في الآيات "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .." ذلك أن المالك الحكيم لا يتصرف في ملكه إلا بما يصلحه وينفعه ، والمصائب ذخر للمسلم عند الله من أجل إبلاغ دينه والتضحية في سبيله ومن كان أجر الصبر على المصائب بلا حساب وكان الجزاء الصلوات من الله وهي العطاء والرحمة والبركة.altalt

وذكر الهداية لما هدى الله إليه المؤمنين الصابرين من معرفتهم أن أصل البلاء من الله وبرجوعهم إليه وإنابتهم له .

كما استشهد الداعية ولد عبدي بآيات أخرى للتأكيد أن الفرج مع الصبر وأن مع العسر يسر وأن البشارة لا تكون إلا في أوقات الكرب كما في قوله تعالى :"الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ..الآية

فما زادتهم المحنة إلا إيمانا وتمسكا بالمنهج وتوكلا على الحي الذي لا يموت لأنه القادر على الحفظ في أي وقت وحين.

وأوضح أن الفرق بين النعمة والفضل إن النعمة ما ينعم به الله تعالى على عباده لاستمرار الحياة من جوارح وما سخر في الكون لخدمة الإنسان وراحته.

أما الفضل فهو الجنة والدليل الحديث :"لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" فالنعم في مقابل العمل في الدنيا مع أن نعمة أي جارحة ترجح بكل عمل صالح للمؤمن في الدنيا ليكون دخوله الجنة تفضلا ورحمة من الله ثم توزع مقاعد أهل النار وقصورهم في الجنة على المؤمنين بحسب أعمالهم وذلك في يوم التغابن.

عاقبة الصبر 

ثم إن الهدف من الابتلاء هو في عاقبته ونتيجته فمن صبر فله الرضا ومن جزع فله الجزع.

وتناول المحاضر آية أخرى من المبشرات في سورة النور "لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ..:" مفرقا بين الكذب والإفك والزور والبهتان والذي هو ذكر الشيء بعكس حقيقته مؤكدا أن أصل التزكية والطهر منحة من الله لا يقدر الأفاكون عن النيل منها.

ونبه المحاضر إلى لفتة عجيبة في قوله تعالى :"..إذ تلقونه بألسنتكم .." ذلك أن مكان التلقي ينبغي أن يكون الأذن ثم القلب والعقل لا اللسان الذي يشير إلى عدم التثبت والمسارعة في نقل الشائعة ولو عرضوا الخبر على عقولهم وتدبروا لما انساقوا وراء نقله.altalt

ومن المبشرات التي تحدث عنها المحاضر أن البلاء سنة كونية كسنة التدافع بين الحق والباطل "وتلك الأيام نداولها بين الناس.."

ثم أن التمكين والنصر لا يأتيان إلا بعد أشد البلاء وأعتاه وهما عاقبة الصبر والثبات على المبدأ ولا بد من اليقين في النصر حتى يتحقق، ثم إن الأجر والثواب غير مرتبطين بتحقيق النصر بل هما بحسب العمل والبلاء من أجل الإسلام والدعوة.

هم الدعوة إلى الله 

وختم المحاضر بنصائح لشباب الصحوة من استفراغ الجهد في الدعوة والعمل للإسلام ابتغاء الأجر والمثوبة وفي الحديث :"لئن يهدين الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " ثم بالفهم وسعة الاطلاع والمطالعة الكثيرة في كتب الدعوة ولو بتخصيص ساعة واحدة من كل 24ساعة للقراءة ثم حمل هم الدعوة في كل مكان في البيت والأسرة وفي الشارع والمسجد وحلق الذكر وفي كل مكان مقدما نماذج فريدة من حرص بعض الدعاة على أجر الدعوة وجهدهم الذي لم تقف في وجهه أي عوائق أو تحديات من قبيل الجهل باللغة أو ضيق الوقت والانشغال بالعمل كذلك الداعية الذي زار اليابان للتدريب في إحدى الشركات فطلب من مديرها ثلاث دقائق فقط ليقدم كلمة للعمال فسمح له "فردد أمامهم الشهادة ودعاهم لترديدها وراءه " وبعد سنوات إذا به يفاجأ في الحرم المكي بمن يحتضنه ويعانقه بحرارة فلما سأله عن هويته قال :إنه ياباني مسلم وكان من بين من رددوا وراءها آنذاك الشهادة وهو يدرس العربية ليتعلم الإسلام ويعود لنشر الإسلام في بلده.جانب من الحضورجانب من الحضور

وذلك الداعية الذي كان يوزع الفطائر في أمريكا فابتكر وسيلة فذة لخدمة الدعوة بأن كتب على باص التوزيع من يرد التعرف على الإسلام فليوقفني ، واشترى أشرطة للتعريف بالإسلام باللغة الانجليزية فكان يعتري شريطا لكل من يوقفه ومن لديه أسئلة يحله إلى عنوان أقرب مركز إسلامي فربح وقته وخدم دينه ودعوته بهذه الفكرة الرائعة.altalt

في منبر الجمعة :بشائر النصر

السراج TV