الشيخ الغيث يحذر من مؤسسات "الضرار" ويحض على الثبات على الحق" |
الخميس, 03 أبريل 2014 20:15 |
وتحدث الشيخ خلال محاضرته في مسجد أبي طلحة بالرابع والعشرين عن الثبات الحق وضرورته، وقال إن الاستقامة على الحق مقصد المؤمن وغايته، وإن أساس الثبات على الحق مضمون دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أرني الحق حقا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه". وعرف الشيخ الثبات بأنه مدد وسكينة ينزلهما الله على من يشاء من عباده كما هو ترويح عن النفس وإذهاب للخوف من القلب، وهو طريق الاستقامة كلما اشتد الكرب. مجالات الثبات: وقال الشيخ إن للثبات مجالات متعددة منها: الثبات على قول الحق، والصدع به، فالنبي صلى الله عليه وسلم بايع الصحابة في العقبة على ذلك كما في الحديث: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وعلى أن نقوم بالحق –أو نقول بالحق- أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم"، فالصدع بالحق أساس الثبات، ومجاله الأول، خاصة من المؤهلين له، كأهل الدعوة والعلم، كما في قول الله تعالى: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه"...الثبات عند لقاء العدو: فالمؤمن لا يخاف أعداء الله، ولا يركن إليهم ولا يهابهم، وإنما يثبت على يلقى الله منتصرا في الدنيا أو شهيدا منتصرا في الدنيا والآخرة.الثبات عند الصراع بين الحق والباطل: فحين يحتدم الصراع، ويدعو أهل الباطل للباطل وأهل الحق للحق، يحتاج المؤمن الثبات، وأن لا يكون ممن يعبدون الله على حرف "إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه...".الثبات على العمل بالحق: فالحق يحتاج العامل به إلى استمرار ومواصلة، وعمل دائم دائب، ولا يمكن للمسلم أن يثبت على الحق، دون أن يعمل به، وإلا بقي مدعيا غير مؤمن.الثبات على الحق أمام فتنة الدجال التي هي أعظم الفتن، وأكبرها، وما من نبي إلا أنذرها قومه.الثبات على المنهج: فسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا بد من الثبات عليها والتزامها في الكليات والجزئيات في العبادات والمعاملات، في أمور الدنيا وأمور الآخرة، ومن حاد عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم ضل وأضل، ومن سلك طريقه لا بد أن يتحمل الأذى في سبيل الله كما تحمله الأنبياء والصالحون المصلحون.فوائد الثبات على الحق: وقال الشيخ إن من فوائد الثبات على الحق الذي هو فعل للإنسان أن يثبته الله في مواقف كبيرة منها: الثبات على الحق في الدنيا، فيصرف الله عن الإنسان الصوارف عن الحق والفتن ما ظهر منها وما بطن.الثبات على كلمة الحق في القبر والتوفيق عند سؤال الملكين.الثبات على الصراط يوم تزل الأقدام.الثوابت عند أهوال الآخرة، "لا يحزنهم الفزع الأكبر".
عقبات الطريق: وقال الشيخ إن من العقبات التي تواجه الإنسان وتصرفه عن الثبات على الحق: ضعف الفهم وقلة استيعاب الإسلام كما هو، فالإسلام الذي لا ينكر على الظالمين، ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، ويخاف ويهادن إسلام مغشوش مدخول.العجز عن العمل، والدعوة إلى الله، فمن الناس من يستطيع أن ينتقد الدعاة، وأن يبين أخطائهم لكنه لا يستطيع أن يعمل عمل الدعاة ولا أن يعلم ولا أن يدعو إلى الخير، وكأنه حفيظ على الدعاة مثبط لهممهم وأعمالهم.التباس الحق بالباطل، فمن الناس من يلتبس عليه الحق بالباطل، ولا يفتح الله عليه في التمييز بينهما فيبقى دائما في حيرة، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا.. فيخلط العمل الصالح بالرياء والتسميع وغير ذلك...الخلط بين الدين والعادة، فمن الناس من لا يعرف من الدين إلا ما تعود عليه، ولو لم تكن عاداته من الدين، فينكر السنة الثابتة لا لشيء إلا لأنه لا يعرفها.. ولم يتعود فعلها....قبول الحق من بعض الناس دون بعض، والحق يجب أن يتبع من أي كان صدر، وفي أي وقت بدا، "فالحق أحق أن يتبع".التأخر وعدم التقدم في الخير، بينما المؤمن الحق، يتقدم، "واجعلنا للمتقين إماما"، "ولا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله"، ولو أن الناس تقدموا في أمور الآخرة تقدمهم في أمور الدنيا واختاروا في الآخرة كما ينتقون أطايب الدنيا لكانوا بخير، ولكنه "اختلال الميزان، وشذوذ الفطرة".كما أن من المعوقات تخويف الشيطان أولياءه، بينما المؤمن لا يخاف غير الله، ويعلم أن الصراع بين الحق والباطل مستمر لا يتوقف، فخوف الأذى منأعداء الدين أكبر العقبات.محبة الدنيا والركون إليها: فمن ركن إلى الدنيا وأحبه فسيزل، لذلك كان الداعية الأول محمد صلى الله عليه وسلم، راغبا عنها فحين عرضت عليه أكبر المغريات: الملك/ النساء/ المال/... قال: "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أتخلى عن هذا الأمر ما تخليت عنه حتى يتمه الله أو أهلك دونه".وسائل الثبات: وقال الشيخ إن وسائل الثبات مبثوثة في القرآن الكريم، وإنها مبينة في قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله..."، وتفصيل ذلك على النحو التالي: ذكر الله: فأول وسائل الثبات ذكر الله تعالى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "...لا يزال لسانك رطبا بذكر الله"، ومن ذكر الله الدعاء، وتلاوة القرآن، والتسبيح والتحميد.. وذلك بالقلب واللسان والجوارح.طاعة الله ورسوله: وأساسها ترك المعاصي وامتثال الأوامر، والحرص على السنة، بدءا بتقليم الأظافر وأمثاله من الجزئيات الندوبة الصغيرة إلى آخر الواجبات والمأمورات، فلا يترك مأمورا يستطيع إتيانه إلا أتاه، ولا نهيا يستطيع تركه إلا تركه...وحدة الصف، وإصلاح ذات البين: وذلك بتقليل الاجتهادات الفردية، وحسن الظن بالمؤمنين، وعدم اتهامهم أو الاستماع للساعين بينهم بالشر والوشايات، فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره، ولا يظن به إلا خيرا، "إن بعض الظن إثم".الصبر وعدم الاستعجال: فحين سئل علي رضي الله عنه عن الشجاعة قال: "صبر ساعة"، فالصبر أساس النجاح والتثبيت، ومن لا يصبر لا ينصر، ومن أهم أنواع الصبر الصبر على قلة الوسائل فالله تعالى حين ذكر الابتلاءات التي قد يتعرض لها المؤمنون أعقبها ببشارة أهل الصبر وذلك في قوله: "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين....".الإخلاص: وهو طهارة الغاية والوسيلة، وإرادة وجه الله تعالى فالذي يريد الله يثبت، والذي يريد غيره يخاف ويرتكس، "ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم"، والله عقب على هذا الوصف من الناس بقوله: "أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين"، وغياب الإخلاص يحبط العمل، كما في مسجد أهل الضرار الذين على المسلمين حذر أنواع مساجدهم ومؤسساتهم الضرارية في كل زمان ومكان. |