ولد أحمد باهي: كمال الاستقامة متعذر والتوبة هي العلاج |
الجمعة, 11 أبريل 2014 01:29 |
أهم الوسائل المعينة على الاستقامة: 1-الاستغفار: وذلك في قول الله تعالى: "فاستقيموا إليه واستغفروه" وقوله: "ومن تاب معك" فأبرز وسائل الاستقامة الاستغفار والتوبة. 2-التزام المنهج: فلا بد أن تكون الاستقامة وفقا لما جاء به القران الكريم وبينته السنة المطهرة كما في قول الله تعالى: "كما أمرت" فمنهج الاستقامة ليس محل اجتهاد بل لا بد أن تكون منضبطة بضوابط القران وتبيينات السنة. 3-التعاون: ومن الوسائل كذلك التعاون على الاستقامة فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه يؤخذ ذلك من قوله: "ومن تاب معك"، ومن قوله: "وتعاونوا على البر والتقوى". 4-البعد عن الغلو: لقوله: "ولا تطغوا" والبعد أيضا عن الغلو بمعنى التكبر على المدعوين والمعلمين وغير المستقيمين فعلم وعمل أورث استكبارا سيكونان خطرا على صاحبهما لا محالة. 5-تذكر رقابة الله عز وجل على الإنسان: لقول الله تعالى: "انه بما تعملون بصير" ولقوله: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" وخوف مقام الله إما أن يكون المقصود به الوقوف بين يديه يوم القيامة أو مقام الله من الإنسان الذي هو رقابته عليه وكلاهما يجعلانه يخاف رقابة الله. 6-عدم الركون للظالمين: لأن جزاء ذلك النار كما في قول الله تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" وكما في قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: "ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات.." وللنهي الموجه للنبي صلى الله عليه وسلم عن طاعة من أغفل قلبه عن ذكر الله في قول الله تعالى: "ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" ولقول الله تعالى: "ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم" ولقوله: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ولا يمنع النهي عن الركون إلى الكفار من التعاون معهم في أمور الدنيا المنضبطة بالمصلحة. 7-ملازمة الطاعة والعبادة: لما لها من اثر في زيادة الإيمان وطمأنينة القلب كما في قوله تعالى: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات" فالأمر بالصلاة خاص مقصود به عام وهو جنس العبادات ومن هذه الآية اخذ الفقهاء مواقيت الصلوات المكتوبة كلها؛ فالمكتوبات والنوافل لا بد من الاستعانة بها في الاستقامة وكذا قيام الليل ولذلك قال الله: و"استعينوا بالصبر والصلاة" وكان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة"؛ ولأن كل العبادات تعين على الطاعات، وأساسها الصلاة، خصصت الصلاة بالذكر وعممت القاعدة بعدها "إن الحسنات يذهبن السيئات" والصلاة علاج كل أمور الحياة كصلاة الحاجة، وصلاة الاستخارة، وصلاة التوبة.. 8-الصبر: وهو الديمومة والاستمرار على العمل، وهو من أهم وسائل الاستقامة وأعظمها فالله قال: "واستعينوا بالصبر والصلاة"، وقال علي رضي الله عنه: "منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد"، ثم قال: "ألا لا إيمان لمن لا صبر له". مجالات الاستقامة: - الاستقامة في العقيدة بمقتضياتها كلها من إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر خيره وشره. - الاستقامة في الإيمان العملي: بمعنى أن تكون أفعال الإنسان تابعة لمعتقده فلا يصح أن يكون الإنسان مؤمنا وأفعاله مفصولة عن معتقداته وبالاستقامة تكون أعمال الإنسان حجة له لا عليه ويكون مؤمنا حقا خائفا راجيا متوكلا شجاعا خافضا الجناح للمؤمنين شديدا على أعداء الدين ولا بد من المواصلة في ذلك حتى يجد حلاوة الإيمان فلا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه ولا إيمان لمن لم يسلم المسلمون من يده ولسانه. - الاستقامة في مجال العبادات: باتباع السنة واقتفاء الشرعة في الصلاة والصيام والحج والزكاة والذكر والدعاء والبر والصلة والأيمان والنذور حرصا على السنة في كل عبادة. - الاستقامة في مجال الأخلاق والسلوك أكلا وشربا ونوما واستيقاظا ودخولا وخروجا وأخوة وتعاملا مع الناس مراعيا السنة في ذلك كله. - الاستقامة في مجال الدعوة: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين ومقارعة الكافرين والظالمين والصبر على الأذى في ذلك فلا استقامة بدون دعوة والله يقول: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني" فكل متبع للنبي لا بد أن يكون داعية خير. وقال ولد احمد باهي انه لا بد في الاستقامة من العلم والعمل به والدعوة والصبر والمواصلة حتى يلقى الإنسان الله. وكان ولد جدو يتحدث امام العشرات في مسجد ابي طلحة في منبر الخميس |