في منبر الجمعة :خصائص الإسلام (الشمولية)2 |
الجمعة, 11 أبريل 2014 22:34 |
وأوضح ولد أحمد باهي أمام العشرات من رواد منبر الجمعة اليوم إن الشمولية ميزة للإسلام عن كل الأديان فالخطاب الشرعي في الاسلام خطاب لكل الناس وليس للعرب وحدهم وإن نزل القرآن بلغتهم فالتكليف لا يعنيهم إلا بقدر ما يعني غيرهم، كما أن الإسلام ليس دين السلطة ولا الشعب بل هو دين الله الذي ارتضى لعباده قال تعالى :"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين بشيرا ونذير" وقال :"وما أرسلناك إلا كافة للناس" وتوقف المحاضر مع دلالة هذه التأكيدات التي جاءات مصاحبة للآيات الدالة على شمول الرسالة موضحا أن لها دلالتها ومغزاها. وتناول المحاضر في الحلقة الثانية من حديثه عن خصائص التصور الإسلامي جوانب من شمول الإسلام مستشهدا عليها بنصوص الكتاب والسنة مثل شمول أحكامه لكل ما يتعلق بمعرفته حاجة أخروية أو دنيويه فالقرآن تعرض له إما بالإجمال أو التفصيل وأحال البيان إلى السنة أو إلى استنباطات أولي العلم فيما لا نص فيه. ومن شمول الإسلام حديث القرآن عن بدأ خلق الإنسان وهبوطه إلى الأرض ووظيفته ومهمته فيها ثم عن تاريخ الأمم السابقة وقصص الأنبياء. ثم في مبادئ الإسلام وقيم العدل والشورى والمساواة التي جاء بها والصالحة لكل زمان ومكان. وركزت الآيات على الولاء بين المسلمين والذي لا يذكر في القرآن إلا في الشؤون العامة بخلاف الأخوة التي تذكر في الشأن الخاص. وتوقف المحاضر مع الآيات "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل .." موضحا أن من الأمانات الرئاسة والولاية والخلافة والكفاءة في تحمل الأمر العام بدليل الحديث "إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة قيل وما ضياعها قال : أن يسند الأمر إلى غير أهله" ونبه المحاضر إلى أنه بعد أداء الأمانة بتولية الأكفاء يأتي الأمر بالحكم بالعدل ثم وجوب الطاعة للأولي الأمر والذين يدل حذف الفعل على أن طاعتهم تظل مقيدة بطاعتهم لله ورسوله ثم تأمر الآيات بالرجوع إلى الله ورسوله لحسم مادة النزاع حيث لا يصح الحكم بغير ذلك. من شمول الإسلام كذلك تفصيله في بيان الأحكام المرتبطة بالإنسان وفي مختلف جوانب حياته حتى قبل ولادته وبعد مماته، وفي مأكله ومشربه وأفراحه وأتراحه وطهارة بدنه وما يصلح عقله من العلم والبرهان وخطابه بالحجة والبرهان ولم يرد أبدا استغفاله. ونبه المحاضر إلى أن هذا الشمول لا بد أن يقابله شمول في الاستعداد والالتزام والإعداد من طرف الإنسان سواء في طاعة الله وفي القصد وفي الاهتمام.
شبه ومفاهيم خاطئة ورد المحاضر على بعض الشبه والمفاهيم المغلوطة عن شمولية الإسلام من قبيل دعاوى البعض أن الإسلام عبادة فقط ولا تناسب أحكامه الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وهو ما يرد عليه بأن قواعد الاسلام ومبادئه في العدل والشورى والمساواة لا ترتبط بزمن ولا عصر معين وكذا مبادئه في الاقتصاد من تحريم الغش والظلم والتطفيف ...الخ من الشبه أيضا تعريف البعض للإسلام بأنه دين مقدس يجب حفظه في المسجد ولا يجوز تدنيسه بوقعنا السيئ " والرد على ذلك أن المطلوب أن نطهر واقعنا بالاسلام لا أن نلوثه بهذا الواقع،فأحكام الإسلام نزلت للعمل بها لا لتعطيلها. من تلك التعريفات المغلوطة أيضا أن الاسلام بناء للعقيدة واجتهاد في العبادة وزهد في الدنيا " وكأن هؤلاء لا يدركون أن تصحيح العقيدة بنى عليه الأنبياء النهي عن التطفيف والاستبداد والظلم. وفي الحديث "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس و يصبر على أذاهم " من ذلك أيضا القول بأن الاسلام علم ومعرفة واجتهاد في تحصيل علوم الدين من قرىن وفقه وسيرة " وهو ما يرد عليه بنزول القرآن منجما حسب الأحداث والوقائع وليس جملة واحدة. من شبهات الجزئية كذلك القول بأن الإسلام جهاد وقتال لأعداء الإسلام إلى يوم الدين ورفض ما وراء ذلك " وهذا صحيح إذا كان المقصود أن الجهاد أوسع من القتال حيث يكون في الدعوة والتربية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وختم المحاضر بالاستشهاد بأقوال الإمام البنا في تعريفه لشمولية الدعوة بأنها دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضة ورابطة علمية وشركة اقتصادية ومنظمة اجتماعية مؤكدا في المقابل إن للشمولية ضريبة فسعة الاهتمامات تضعف أحيانا من التركيز على جانب معين لكن بالتوازن والرسوخ في العلم وفقه الواقع والأولويات يزول الإشكال ويدخل المسلمون في "السلم كافة " كما أمر الله بذلك. |