الداعية ولد عبدي:أول ضرورات الانتماء الانتصار على النفس |
السبت, 31 مايو 2014 13:25 |
وتتبع ولد عبدي مساء أمس الجمعة بمنبر الجمعة مسار الفتح الإسلامي موضحا كيف كان العرب قبل الإسلام مجتمعا بلا تنظيم ولا أخوة فكانت بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء بالإسلام دينا يعالج النفوس قبل الأبدان ويجتهد على بناء الشخصية المسلمة وكان اجتهاده على عنصر الإنسان وأن يحمل المسلم مبادئ الإسلام أينما حل ويستشعر المسؤولية عن الدعوة "أينقص هذا الدين وأنا حي ". ومن هنا قال تعالى "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله " فهو دين حق صالح لكل زمان ومكان . قد بدأت قريش مكرها ضد الدعوة أولا بالتجاهل وبالتشويه والصرف عن سبيل الإسلام حتى ولو تطلب الأمر وضع الكتان في الأذان حتى لا تسمع دعوة الحق ثم بالحيلة الأخرى وهي الإغراء بالمال والجاه فكان جوابه صلى الله عليه وسلم " والله لوضعتم الشمس في يمني والقمر في يساري ما رجعت عن هذا الأمر حتى يتمه الله أو اهلك دون أن نقتنع بأمه دين الحق وأن نجاهد في سبيله . ثم كانت خطة التخويف باجتماع قريش ليلة الهجرة لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .." دور الشباب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتضحيته للإسلام بالنوم على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الموقف الثاني في بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه والذي يظهر الثقة في البيوت وكيف كانت تربية أبي بكر لآل بيته من حفظ للأسرار وتكتم على أخبار الدعوة. ثم كان الانتقال إلى المدينة والتي كانت محاطة بالأعداء اليهود والمنافقون فكان الإخاء بين المهاجرين والأنصار والذي فهم منه الأنصار إنها أخوة مصير وكان درس "دلني على السوق" التي أطلقها عبد الرحمن بن عوف ليجهز فيما بعدا جيشا للمسلمين .فالإسلام يريد منا القوة ويعد الفرد ليكون قويا حتى تقوى به الأسرة والمجتمع والأمة. أسباب القوة وإن أول أسباب القوة أن أعلم أن لي رب أتكل عليه ثم مجاهدة النفس بكسر الشهوة والصراع المصيري ضد الهوى والشيطان "هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى " فالشيطان يدخل إلى الناس من ضعف الشهوة "زين للناس حب الشهوات من الناس .." فأول عنصر من عناصر القوة الانتصار على الشهوة ومن لم ينتصر عليها لن ينتصر على أعدائه . كما أن الحقبة المكية اظهر أن من ضرورات الإسلام الاعتماد على المقدرات لا على المعجزات. ويتحقق الانتماء بالانتصار على النفس فالله تعبدنا بالأفعال واختبرنا بالفعل والترك وتم جمع ذلك في الحج فهو صوم وإنفاق للمال وصولا إلى ذروة الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله فكان للإسلام هذا المنهج المتدرج فمن انتصر على نفسه انتصر على عدوه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم هذا المعنى من خلال نعم الرجل لوكان يقوم الله ..ووصاياه حسب طبيعة السائل : لا تغضب ..ففيهما فجاهد .. فلما انتصر الصحابة على أنفسهم وتقبلوا أمر الله بسمعنا وأطعنا وقالوا سمعنا وأطعنا فانزل الله تعالى "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وذكر الداعية ولد عبدي أن من علامات الايمان الصادق : وجود عهد مع الله بحمل الاسلام حتى يفنى "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .." إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا " ودلالة ذلك الجهاد بأموالهم وأنفسهم " وهل بلغنا الوسع في نصرة الإسلام أم لا " فلابد أن نبرهن على ذلك بالأفعال . وطالب الداعية الشباب بعشرة دقائق بكلمات مسجدية في كل يوم فقط خاصة مع الأجر العظيم الذي منحه الله تعالى على الدعوة يكتب لك أجر العمل الصالح حتى ولو عمله المدعو بالرياء . من انتمائي للإسلام أن احمل الإسلام دعوة "وجعلني مباركا أينما كنت " الأمة الواحدة فالأمة الإسلامية أمة واحدة كما في الحديث "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد.." وإحياء هذا المعنى من أكبر ما يهز أعداء الإسلام "فالإسلام كالشجرة الباسقة إذا قطع منها غصن نبتت أغصان وتتجسد الوحدة في الامة مظاهر عديدة كالقبلة الواحدة والدين الواحد. وما يريده المسلمون هو إقامة العدل بين الناس،والاسلام دين قابل للاستمرار لأنه دين الحق لكن بشرط أن يعلم انه مسؤول عن الاسلام في نفسه وبيته وحيه ومجتمعه . ومن مقتضيات الانتماء أن نفهم الإسلام بفهم مقتضياته ومقاصده وهو ما يتطلب القرءاة وسعة الاطلاع . |