ولد أحمد باهي: من الإيمان محاربة العنصرية والدعوات الجاهلية
الجمعة, 06 يونيو 2014 15:47

الأستاذ أحمد جدو ولد أحمد باهي (أرشيف)الأستاذ أحمد جدو ولد أحمد باهي (أرشيف)حذر الإمام أحمد جدو ولد أحمد باهي من العنصرية في المجتمع الموريتاني، وقال في خطبته للجمعة اليوم بدار النعيم: إن العنصرية من أخطر الأمراض التي تواجه المجتمع.

وبين الإمام خطورة العنصرية وتناقضها مع التصور الإسلامي مذكرا بما قاله النبي صلى عليه وسلم للمهاجرين والأنصار حين تنادوا: "يا للأنصار"، و"يا للمهاجرين"، حيث: قال: دعوها فإنها منتنة".

وقال الإمام ولد أحمد باهي إن المجتمع بحاجة إلى كثير من المراجعات في العبادات والمعاملات، بدءا بالصلاة خشوعا وخضوعا، وذكرا ودعاء، وقياما وركوعا وسجودا، وانتهاء بالمعاملات صدقا في الحديث، ووفاء في الالتزام، وبعدا عن الغيبة والنميمة، والكذب والغش....

وأوضح أن حديثه عن العنصرية لا يستهدف جهة ولا مجموعة معينة، وإنما يستهدف كل من اتصف بهذه الصفة المناقضة لكمال الإيمان، وحسن فهم النصوص الشرعية، وحقيقة تطبيقها، فليس الإيمان –يقول الإمام- صلاة وصوما وزكاة فقط، وإن كانت تلك من أركانه، وإنما هو كذلك تعامل وأخوة، وعدل وحق وخير.

وقال الإمام إن الحديث عن العنصرية ليس هدفه الأساسي إصلاح المجتمع كله، وإن كان ذلك مقصودا، ومستهدفا، ولكنه يهدف في الوقت ذاته إلى تزكية النفس الفردية؛ إذ إن الله تعالى قال: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" لذلك لا بد يقول الإمام من مخالفة الهوى، والنصح للمسلمين، ومؤاخاتهم وفق قواعد الإسلام.

وقال الإمام إن المسلم الذي ينطلق من أن الله هو خالقه، وأنه محاسبه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون عنصريا، فكل الناس لآدم، وآدم من تراب.

وأضاف الإمام: إن الأحساب والأنساب واختلاف الألسن والألوان آية من آيات الله تعالى "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم"، يجب الاعتبار بها، ولا يجوز أن يبنى عليها تفاضل كما لم يبن عليها تكليف، فالإنسان لم يسأل عن عرقه، ولا طوله ولا عرضه، ولم يستأذن في ذلك، بل السؤال والحساب يقتصران على تصرفاته وأفعاله.

ونبه الإمام إلى وجوب التآخي بأخوة الإسلام، مذكرا بأن الله أخبر عن المؤمنين في قوله: "إنما المؤمنون إخوة"، والخبر هنا يقتضي منا لكي نتحلى بكمال الإيمان أن نحقق هذه الأخوة في أنفسنا وأهلينا، ومجتمعاتنا.

وختم الشيخ خطبته ببعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على حق المسلم على أخيه، "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ولا يخذله"، "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".

"لا تحاسدوا ولا تناجشوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا".

"اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة وخالق الناس بخلق حسن"، مؤكدا في الختام على ضرورة التعامل بأخلاق الإسلام الحسنة.

 

 

ولد أحمد باهي: من الإيمان محاربة العنصرية والدعوات الجاهلية

السراج TV