في منبر الجمعة وقفات مع سورة الكهف |
الجمعة, 17 أكتوبر 2014 18:38 |
ووبين المحاضر أننا نحتاج قراءة تزكوية للقرآن الكريم فيقرؤه المؤمن قراءة المستشفي من الشبه والشهوات وأكثر ما تعاني منه الأمة هذه الأيام الفتن " وفي بداية السورة :"إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا" وحول السورة فإنها تطرقت إلى أربعة أنواع من الفتن :الفتنة الاجتماعية التي أكثر ما يعاني منها الشباب ثم فتنة المال، ثم فتنة العلم وهو نموذج لتصدر المجتمع ومن أعطاهم الله قوة التأثير،ثم فتنة الملك والسلطان مع ذي القرنين . وفي كل فتنة جاءت السورة بشعار وبأسباب ثم بالعلاج فمثلا فتنة الشباب في مجتمع اليوم يقبل منهم كل شيئ إلا الالتزام وشعار هذه الفتنة الآية :"ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذن شططا" أما الدواء لهذه الفتنة ففي الآيات :"اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا " ثم في قوله تعالى :"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ..."الآية فهي خمس دوائر في محيطك ابحث عن الخيرين فيها داخل أسرتك أو محيط العمل أو الجيرة .." ثم الآية :"ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا" والآية :"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ". ثم فتنة المال كما في قول صاحب الجنة الظالم لنفسه :" ...ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منهما منقلبا" وشعارهذه الفتنة الآية "أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا .." أما دواء فتنة المال فيكمن في الآيات "..هناك الولاية لله الحق ...." ثم في قوله تعالى :"واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض ..." وفي الآية :"المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا" ثم الفتنة قبل الآخيرة في السورة فتنة العلم وهي نموذج حسب المحاضر لمن له مكانة اجتماعية وأهم صفة ينبغي أن يتحلى بها العالم وذو المكانة التواضع،وشعارها الآية "قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا" فعلى من أعطاه الله مكانة أن يكون متواضعا ويستخدم ما أعطاه الله في خدمة الناس وأن يعرف واقع الناس كما كان حال الخضر الذي كان على علم بأن السفينة لمساكين يعملون في البحر وبأن الجدار تحته كنز ليتيم ...الخ . أما الفتنة الأخيرة التي تطرقت لها السورة فهي :فتنة الملك وشعارها الآية :"أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد على إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا " ودواؤها الوحيد الإخلاص :"قل هل أنبؤكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " كما كان نهج الخليفتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.ولا عاصم من هذه الفتنة سوى الإخلاص لله تعالى في السر والعلن . |