في منبر الجمعة :وقفات مع الآيات الأولى من سورة المؤمنين
الجمعة, 24 أكتوبر 2014 18:24

تناول منبر الجمعة هذا الأسبوع وقفات مع الآيات الأولى من سورة المؤمنين حيث بدأ الداعية والأستاذ سيدي ولد أحبيب بذكر فضل هذه الآيات وأهميته كدستور أخلاقي للمسلم وذلك عندما  كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسأل عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فتقول:" كان خلقه القرآن" وتقرأ هذه الآيات.

وبين المحاضر أن الله تعالى ذكر ما أعد للمؤمنين قبل ذكر صفتهم تحفيزا على التمثل بهذه الصفات فقال تعالى :"قد أفلح المؤمنون ..."فالفلاح هو الفوز والظفر بالمطلوب والنجاة من المرهوب وتأتي أفعل لتغني عن الثلاثي.

وقد وردت صفات المؤمنين في الكثير من الآيات منها :"إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ..."

ومن صفات هؤلاء في هذه السورة تلك الصفات التي استحقوا بها هذا الفلاح:

الصفة الأولى: الخشوع وهو الخضوع والتذلل واستشعار الوقوف بين يدي الله تعالى يكلمه ويناجيه في الصلاة ومثل هذا هو من ينال الراحة والطمأنينة وينال لذة الصلاة كما في الحديث :"وجعلت قرة عيني في الصلاة" وكذا :"أرحنا بها يابلال..."

ولا ينال المصلي من صلاته إلا ما خشع فيه وإن الرجل ليصلي الصلاة لا يكتب له إلا ربعها أوثلتها بحسب حضور قلبه ومن ما يحصل به الخشوع في الصلاة :الذهاب المبكر للصلاة والطهارة وتدبر ما يقرأ الإمام ،ولا ينال إلا بالمجاهدة .

الصفة الثانية: أنهم عن اللغو معرضون ويشمل اللغو كل أنواعه والمعرف من صيغ العموم ولغو القول بالغيبة والنميمة فكل كلمة سيحاسب عليها الإنسان وفي الحديث :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت.." "ومن يضمن ما بين رجليه ولحييه أضمن له الجنة .وكذا كان الرعيل الأول.

وبين المحاضر أن اللغو يكون في الفعل والقول والشعور وهو ما لا فائدة فيه.

الصفة الثالثة : والذين هم للزكاة فاعلون وهي في اللغة النمو والبركة وشرعا :إخراج جزء من مال مخصوص شرط بلوغه النصاب،وفي وقت مخصوص" والنفقة تسمى زكاة.والمعرضون عن دفع الزكاة ه عقوبتهم كما في الآيات :"يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم .."

وقال بعض أهل العلم أن الزكاة المقصودة هنا تطهير النفس ويشهد له :"قد افلح من زكاها...."

الصفة الرابعة :"والذين هم لفروجهم حافظون وهو مالا يتأتى لا بحفظ البصر أولا ،ويخشى على من  لا يحفظ نظره أن يسترسل مع خطوات الشيطان .وكان للسلف مقامات عظيمة في غض البصر حتى في النوم

أما العادون فهم المتجاوزن لحدود الله.

الصفة الخامسة :"والذين هم لآماناتهم وعهدهم راعون" فهم يؤدون الأمانة وهي كل ما لا إثبات فيه ولا حجة فيه إلا شهادة الله تعالى ويدخل فيه الصلاة . ففي الحديث :"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ومن ذلك العهود التي أخذها الله على عباده أو تلك التي عاهد بها المؤمن أخاه في التعاون على البر والدعوة فيجب الوفاء بها .وهو أعظم عند الله من أن يكفر.

الصفة السادسة :"والذين هم على صلواتهم يحافظون " فالصفات افتتحت بالصلاة واختتمت بها للتدليل على أهميتها فهي ركن الدين الأعظم ودليل على أهمية المحافظة عليها.

فالحكمة من مشروعية الصلاة الطهارة من الذنوب والتنقية منها ولابد من التأني والطمأنينة والخشوع فيها كما في حديث المسيئ في صلاته.

ومن المحافظة على الصلاة أداؤها في الجماعة حيث تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين،وفي الأثر ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق .

فالمتصفون بهذه الصفات ختم المحاضر هم المستحقون للفردوس وهي المنزلة الأعلى وقيل الوسطى وهم الوارثون أي وارثون لمقاعد الكفار في الجنة باعتبار أن لكل إنسان مقعد في الجنة وآخر في النار .

في منبر الجمعة :وقفات مع الآيات الأولى من سورة المؤمنين

السراج TV