المرأة في الإسلام/ميمونة بنت سيدي |
الاثنين, 10 فبراير 2014 00:01 |
جعل الله شريعة الإسلام شريعة شاملة تحقق مصالح العباد، وتنشر الرحمة والإحسان، وغاية الإسلام القصوى هي الرقي بالمسلم ليصلحه وليكون عبدا مخلصا: [وَمَا أٌمِرٌوا إِلَّا لِيَعْبٌدٌوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ][2]. وتعد قضية المرأة ومكانتها من الأمور التي أولاها الشرع عناية كبيرة أكدتها نصوص القرءان والسنة التي جاءت لتكريم المرأة وصيانتها وحفظ مكانتها، وإعطاءها حقها كعنصر مهم في المجتمع المسلم.
فالقرءان يعطي المرأة مكانة خاصة حيث جاءت سور تهتم بأحكام النساء، بل بلغ الأمر غايته عندما جاءت سورة باسم سورة مريم، وسورة باسم سورة النساء، وسورة الطلاق، والمجادلة، وفي السنة تأكيد على هذه المكانة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال)[3].
وهكذا قرر الإسلام التساوي بين الرجل والمرأة في الإنسانية وكافة أمور العبادة، ولم يميز بينهما إلا في ما يتعارض مع الطبيعة التكوينية والوظيفية للمرأة والتي تختص بها دون الرجل.
وقد أكرم الإسلام المرأة في جميع مراحل حياتها، أُمّاً ببرورها، وزوجة بالقيام عليها، وبنتا وأختا بالإحسان إليها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)[4]، وفي رواية: (إن من أكمل المؤمنين إيمانا وأحسنهم خلقا ألطفهم بأهله)[5].
وقد سجل لنا التاريخ أسماء عدد من النساء الفضليات اللواتي كان لهن دور كبير في إدارة المجتمع الإسلامي، فهذه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ناصرت الدعوة وآزرت الإسلام ووقفت مع النبي صلى الله عليه وسلم موقف المؤيد، وهذه أم سلمة رضي الله عنها فتحت على المسلمين بحسن مشورتها في الحديبية، ولا يخفى الجهد الكبير الذي بذلته عائشة رضي الله عنها في نقل الأحكام الشرعية وشرحها وإيصالها لهذه الأمة.
فلو كان النساء كمن عرفنا
لفضلت النساء على الرجال فما التأنيث لاسم الشمس عيب
ولا التذكير فخر للهلال
هذه المكانة التي تبوأتها المرأة في الإسلام مكنتها من أن تكون فردا فاعلا في أمتها ومجتمعها، وهو ما يؤكد أن ما قدمه الإسلام للمرأة لا يمكن أن تقدمه كل الدساتير والقوانين، ويبقى على المرأة أن تحافظ على دينها وشريعة ربها التي أعطتها هذه المكانة العظيمة بعد قرون من الظلم والحيف.
أسعدي بالحياة قبل الممات
واقطفي الزهر قبل ريح الشتات
[1] متفق عليه. [2] سورة البينة، الآية:5. [3] رواه مسلم. [4] رواه الترمذي وابن ماجه. [5] رواه الترمذي وابن داوود. |