الأسرة والدور التربوي/د.المفيدة بنت سيدي المختار
الأحد, 06 أبريل 2014 19:46

altaltتضطلع الأسرة بوظائف اجتماعية وتربوية تنوء العصبة أولو القوة بحملها لعظمها وعظم ثمارها إ ن كتب الله لها من يرعاها حق رعايتها , ويسعى في سبيل تأديتها كجزء من الأمانة العامة التي يلزم الوفاء بها..

فعلى الأسرة أن تراعي حق الله وحق المجتمع وحق الناشئة فيما أنيط بها من مسؤوليات عظام لا ينفع التبرم منها أو فك عرى الأسرة علاجا لها. خاصة في ظل وجود الأطفال الذين تتعزز بوجودهم الواجبات التربوية لما ينبني عليها من مستقبلهم الدنيوي والأخروي.

والدور التربوي يعتبر الوظيفة الأولى للأسرة وبه يضمن الاستمرار وتتواصل الأجيال وتحفظ الهوية وتورث الثقافة وتغرس القيم.. وفي داخل الأسرة يكون التكوين الأولي للإنسان فيبني تصوره عن الكون وخالقه، والحياة ومآلاتها.. ومن البيت تنطبع شخصيته بطباعها الفذة سلبا أو إيجابا, ويقوم الوالدان إن استشعرا المسؤولية يغرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء من صدق وإيثار وشجاعة وحب  للخير وقول للحق ,ويعودونهم على الاستقامة وإقام الصلاة والإحسان إلى الناس.

وفي ظلال الأسرة تتشرب نفوس الناشئة شرف العلم والعمل, وتتقد عاطفتها نحو الحق وأهله وكلما استغلظ عود الطفل واستوى على سوقه أعجب الزراع وأغاظ الحساد, وأثبت للوالدين صدق ما كانا يؤملان فيه.. وكم تغمر السعادة الوالدين وهما يحسان نضج ثمرة تعبهما في تربية الأبناء من خلال سمو أخلاقهم , وحرصهم على الطهارة والصلاة , وحبهم للخير وإعراضهم عن المنكر.. وكم يسعد المجتمع بجيل يحترم الكبير ويرحم الصغير، جيل يؤمن بالجد ويعزم على الرشد و يسارع في الخيرات .. !

ليتنا نغفو ونستيقظ على هذا الجيل، ولكن هيهات... يحتاج الأمر إلى مثابرة وصبر وغرس يتعهده الحيا بالسقيا.. يحتاج الأمر إلى قدوة تشد إلى الطريق الصحيح , وإلى سياسة تربوية محكمة تجمع بين القوة والرفق والترغيب والترهيب .. يستدعي الأمر دعاء المخبتين التائبين (وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك...) يتطلب الأمر تعاونا مسئولا بين الولدين يسهل عملية التربية تتكامل فيه الأدوار ولا تتعارض, وتتحد فيه المواقف ولا تتصارع .. يؤدي فيه كل طرف دوره مستشعرا مسؤوليته بكل أمانة ووفاء.

الأسرة والدور التربوي/د.المفيدة بنت سيدي المختار

السراج TV