الشيخ محمد ولد المختار الحسن: كنت أدرس السنة السادسة فأرتجل لهم النصوص كسرا للاعتياد
الاثنين, 24 يونيو 2013 03:18

 

altالسراج: وماذا عن تيكنت في تلك الفترة؟:

الشيخ: كانت تيكنت مدينة جديدة، أتتها قبائل الزوايا في المنطقة، لوجودها في الطريق، كان الشيخ سيد احمد ولد يحي مقيما هناك، حفيد الشيخ آد، وكان الشيخ محمد الحسن ولد أحمدو الخديم موجودا، وكان الشيخ نافع بن حبيب بن الزايد، يزور تيكنت كثيرا.

وتيكنت تأسست فيما أظن سنة 1973، أو سنة 1972، ونعني بنتكنت هنا الجديدة.

السراج: هي بالتاء أم بالدال؟:

الشيخ: أنا كنت أظنها بالدال، لكني رأيتها مكتوبة بالتاء.

لما نزلنا قال الوالد رحمه الله:

إن بالواد بالجديد بنينا

وذويهم فاحفظهم أجمعينا

واجعلن وادهم يا إلهي

مثل وادي الخليل قبل أبينا

 

السراج: هذا شعر الوالد؟

 الشيخ: نعم.

السراج: استفضتم في الحديث عن الوالدة دون الوالد.

الشيخ: الوالد كان رحمه الله تاجرا، يشري وينفق، وكنت أرسل إليه الطلبات، اشترى لي كتاب الدردير، بشرح خليل أستعين به على مختصر خليل.

طبعا دخلت مدرسة المعلمين سنة:  1978 تخرجت، عملت مدرسا في الجديدة، السنوات من 1978 إلى 1983، وفي هذا العام 1983 ترشحت للباكالوريا، ونجحت لله الحمد.

السراج: هل حولتم لتيكنت بعد التخرج مباشرة؟

الشيخ: لا، حولت إلى مدينة روصو، وإلى قرية شرق روصو تسمى "التزاية" لكنني لم أبق فيها كثيرا، أيام فقط، الأمير  طلب من أحمد بن حبيب الرحمن مدير مدرسة الجديدة أن أكون معهم في تيكنت، وبيني مع أحمد ولد حبيب الرحمن علاقات قربى من جهة الأم...

فجئت إلى تيكنت، وأتذكر أن مدير مدرسة تيكنت أحمد ولد حبيب الرحمن كان حسن الخط، جيد اللغة صحيحها، واستفدت كثيرا من الإملاءات التي كان يكتب للطلبة.

السراج: متى تأسست هذه المدرسة؟

الشيخ: المدرسة انتقلت من احسي المحصر إلى تيكنت، لأن المحصر انتقل فصار في تيكنت، فكانت المدرسة مدرسة المحصر، في تيكنت.

كان يعجبني في أحمد بن حبيب الرحمن أنه كان يرتجل النصوص التي يدرسها لطلبته.. وفي السنة الموالية، كنت أدرس السنة السادسة، فأرتجل لهم النصوص، وكانت هذه أيضا تعطي للطلبة نوعا من الولوع بالدرس، لأن الدروس المكتوبة في الكتاب الشامل، هم يطالعونها فيملونها، فكنت أكتب نصا جديدا، يولع به الطلبة، تكون فيه مفردات.. وكنت في ذلك الوقت أولع بالكتابة...

وكان الشيخ أحمد بن حبيب الرحمن يمر بي فيجدني أدرس، فيقول لي: أنت محاضر في جامعة، لست مدرس ابتدائية، هذه الدروس ليست دروس الابتدائية، هذه محاضرات جامعية، وبالتالي هذه فوق مستوى الطلبة...

السراج: من تذكرون ممن كان معكم في هذه المدرسة؟

الشيخ: المدرسة هذه كان معنا فيها، لا أقول زمرة من المعلمين، وإنما زمرة من العلماء، منهم أبوه ولد محمدن ولد المحبوبي، كان في المدرسة، وكان لا يزال يذكرنا باحمرار ابن بونا، وطرته، وينشدنا من شواهده، وأتذكر أن الشيخ ابوه أنشدنا الأبيات التي منها هذا البيت:

ليبك يزيد ضارع في خصومة

ومختبط مما تطيح الطوائح

 

فاستحسنت هذه الأبيات:

لعمري لئن أمسى يزيد بن نهشل

حشا جدث تسفي عليه الروائح

لقد كان ممن يبسط الكف بالندى

إذا ضن بالخير الأكف السوامح

وبعدك أبدى ذو الضغينة ضغنه

وسد لي الطرف العيون الكواشح

ليبك يزيد ضارع لخصومة

ومختبط مما تطيح الطوائح

سقى جدثا أمسى بدومة ثاويا

من الدلو والجوزاء غاد ورائح

عرى بعدما جف الثرى عن نقابه

بعصماء تدري كيف تمشي المنائح

وكان ابوه طريفا يحفظ من الشعر كثيرا، وهو الآن ما زال على قيد الحياة، ولكنه ضعيف.

وكان في هذه المدرسة مديرها الشيخ أحمد بن حبيب الرحمن، وهو شيخ ضعيف قد بلغ من الكبر عتيا، نسأل الله أن يحفظه، وكان ذا نزعة حديثية، وكان النقاش، وكنا بعد صلاة العصر لما ننهي الدراسة أجلس مع ابوه، وأحد المدرسين في المدرسة، وهو امد ولد المختار، من أهل ابير التورس، ومن تلاميذ محمد سالم ولد ألما، وهو من أهل العلم، والأدب، والتشمشي، وأحمدو ولد حبيب الرحمن، والأخ الحمد، وكانت هذه حلقة أدبية مفيدة جدا، كان النقاش فيها حول القومية العربية، والحركة الإسلامية، كان امد، والشيخ أحمد ولد حبيب الرحمن قد سبقونا، وهم شيوخ، وكانوا قد سئموا القومية وعرفوا منها ما لم نعرف، وكانت القومية في ذلك الوقت رائجة، وكنا إليها .... وكان حديثنا مع المشائخ، سببا في انتزاع تلك النزعة العنصرية المتعالية في القومية، فكنت أتذكر أننا نقول للشيخ امد، العروبة والإسلام، فيقول لنا لا "الإسلام والعروبة"، ولا أزال أتذكر كلمات امد هذه.

زارنا في تلك الفترة وفد من الجمعية الثقافية، فيه الشيخ كاكيه، ومحمد الحبيب ولد أحمد، وقاموا بمحاضرات داخل المدينة، وكانت أساسا حول فكر الصحوة، ويومها بدأت يلفت نظري هذا الفكر الجديد، وأقرأ عنه، وكان هذا سنة 1979/1980، وكان الحسن ولد مولاي اعلي أيضا يسكن في تيكنت، وكان يأتينا أيام الجمعة، ويكلفنا بأن نعمل دروسا للنساء في سورة النور، وحاول أن يوظفنا في الدعوة، جزاه الله عنا خيرا.

وجاءت قضية دستور ولد ابني جارة، فجاءنا وألقى كلمة في المسجد، وكانت حماسية، وعبأنا في تيكند ضد هذا الدستور، وكان يفعلنا كثيرا جزاه الله خيرا..

طبعا، وفي الفترة اللاحقة في الثمانينات التقيت بالشباب الإسلامي، وكان النقاش وحدها صاخبا.

وفترة التدريس هذه استفدنت منها كثيرا، بل حين كنا في مدرسة المعلمين، كنا نطبق في مدرسة التطبيق، والقريبة من مدرسة تكوين المعلمين، واستفدنا من تلك الدروس، التي كنا نراها، والتي كنا نقدمها أيضا، وكان الشيخ محمد فاضل، ولد اباه ولد محمد الأمين، معلما متميزا في تلك المدرسة، مدرسة التطبيق، لم أحضر معه الدروس...

وكان الشيخ أبو أنس، محمد عبد الله ولد لمات، قد تخرج لتوه من المدرسة، ووجد منحة للسعودية، وكان في السنة الخامسة، وكنت أنا في السنة الرابعة، وأتذكر من مجموعة مدرسة تكوين المعلمين نجباء، منهم محمد عيسى ولد المختار، وهو من أهل الربينة من الحسنيين، وشاب متميز، بل رافقني في الزمالة، حتى في مدرسة تكوين الأساتذة /المفتشين فيما بعد، أتذكر أيضا  بن عمر  من بني العباس، وهو أيضا متميز، وله خلفية علمية متميزة.

السراج: هل كان "ابن عمر" قوميا؟:

الشيخ: أنا أعرفه .. له ميول إسلامية، وكان يزور الشيخ مولاي الحسن ولد اعلي إذ كانت بينهما قرابة، طبعا لم أكن أعرفه ضمن القوميين بل أعرف يحفظ ولد زيدان من منطقة النعمة كان معنا من القوميين في المدرسة، وكان ناشطا، وأيضا الأخ ابّ، وهو من أحفاد محمد يحي الولاتي، وكان في باميس وأنشأ صحيفة تسمى البديل على ما أظن، وهذان كان متميزان، من أكثر الناصرين تميزا.

كم أمضيتم في تيكند في مرحلة التدريس، ومن تتذكرون من الأسماء؟

الشيخ: أتذكر إبراهيم ولد امسيس، وبعض شباب أهل لبيرد الذين أصبحوا تجارا فيما بعد، وأتذكر شابا من أولاد بالسباع، يعمل في بعض المنظمات الدولية، وأتذكر أيضا  طبيبا صيدليا في المستشفى الوطني... وغيرهم مع أن الذاكرة فيما يبدو ضعفت بعد الأربعين...

يتواصل.............

الشيخ محمد ولد المختار الحسن: كنت أدرس السنة السادسة فأرتجل لهم النصوص كسرا للاعتياد

السراج TV