بنت أحمد سالم: نادي عائشة كان فعالا، وكانت رقابة الدولة عليه قوية |
الجمعة, 17 يناير 2014 08:19 |
يدخل السراج الدعوي اليوم بقرائه الكرام إلى صفحة جديدة من صفحاةت التاريخ الدعوي، وإلى علم من أعلام الدعوة الإسلامية الوسطية في موريتانيا، ورمز من رموزها جهادا وصبرا وتضحية ودعوة بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن.... إنه علم على نار واسم على مسمى إنها "أم المؤمنين" بالدعوة الإسلامية الوسطية في موريتانيا التي شاء القدر أن يكون اسمها "أم المؤمنين" على حد قول ابن أحمد دام: "رآه ذو العرش علام الغيوب لذا أهلا فساق إليه قبله سببه" إنها "أم المؤمنين بنت أحمد سالم"، ولو كان في الدعوة تمييز بين الرجال والنساء في غير ما ميز الله بينهن فيه لاستنشدنا مع أبي الشعراء وأمير البيان أبي الطيب المتنبي قوله: "ولو أن النساء كمن [وصفنا] لفضلت النساء على الرجال فما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال" ولكن الدعوة لا تشغلها تلك الجدليات، ولا تستوقفها تلك الفوارق، وحسبها ما في الشرع وما تمليه الوظيفة التكليفية.. ومع أم المؤمنين الصابرة الصادقة المحتسبة التي يلفها التواضع وتظهرها الثقة في الله ونصره وتمكينه، نرجع البصر إلى حيث تاريخ النشأة، ومسار الحياة، ونتفيأ ظلال بدايات الدعوة النسائية، وما دمنا مع أم المؤمنين فنحن نطرق باب نادي عائشة، ونمر بذات النطاقين، ولا نلام إذا كنت لنا مع الأدب النسائي وقفة أيضا في هذه المقابلة. السراج: هذا عن العمل وظروفه، ماذا عن تقييم هذا الأداء المؤسسي، وتلك التجربة الدعوية، خاصة بعد الفاصل الزمني المعتبر، وبأي خلاصة تخرجين؟ أم المؤمنين: أرجو أن تكون تلك التجارب ناجحة. بالنسبة لنادي أم المؤمنين عائشة، كان حسب علمي والله تعالى أعلم، مؤسسة رائدة، وعمل أعمالا كبيرة مقدرة في ذلك الوقت. بل عمل أعمالا متقدمة على زمنه، حيث نظم ثلاث ملتقيات نسائية، أحدها دولي، حضرته وفود من الخارج، وقد كانت هذه الملتقيات منظمة تنظيما جيدا، حسب التقييم. وانتباه الدولة للنادي كان قويا، ورقابتها عليه كانت واضحة، حتى إنها أفشلت أحد هذه الملتقيات، بعد أن اجتمع الناس لافتتاحه في دار الشباب القديمة، فوصلنا رئيس الجمعية وقتها الشيخ كاكيه، واعتذر للحضور، وذكر أن الدولة أبلغته عدم استعدادها لهذا النشاط، فقالت له عن طريق الوزارة إن النشاط محظور. والملتقى الثاني الذي نقلته وسائل الإعلام أعطى صيتا للمرأة المسلمة، فكانت كل من تظهر في سمت طيب وفي زي إسلامي يقال إنها من نادي عائشة، فأصبح نادي عائشة لقبا للمتزمات. كما نظم هذا النادي ثلاث مخيمات نسائية. والعديد من الدروس المصورة. وفيه ناس احتفظوا ببعض هذا التاريخ ووثقوه، لست منهم طبعا، ولكن فيه بعض التراث موجود فعلا. السراج: هل من مقارنة بين مستويات التضحيات في تلك الفترة وفي هذه؟ أم المؤمنين: الدعوة تتقدم بإذن الله دائما، وهذه سنة الله، قد تتعرض للهزات، وقد تتعرض للامتحانات والابتلاءات، لكنها في النهاية تتقدم. السراج: ماذا عن فوائد وسلبيات خروج المرأة من البيت بالنسبة لك كداعية: أم المؤمنين: خروج المرأة من البيت فعلا له فوائد كما له أيضا سلبيات وبالنسبة لي شخصيا، أرى أن هذا الخروج إذا كان موجها وهادفا، ولغاية واضحة، فسيكون مفيدا، فإذا كان خروجا للدعوة، فلا شك أن له فوائده ستكون أكبير. فالذي يعرف الفترة التي تحدثت عنها سابقا أي بداية الثمانينات يدرك فائدة خروج المرأة للدعوة. أما السلبية فقد يحدث تفريط في البيت أو في الأطفال، أو في صحتها وسلامتها الجسدية، لكن كل هذه السلبيات إذا قورنت بالإيجابيات كانت صغيرة أمامها. السراج: ما هو رأيك في مستوى تقبل المجتمع للمرأة الداعية الآن مقارنة بما كان عليه؟ أم المؤمنين: في عموم نظرة المجتمع إلى المرأة فالناس ينظرون إليها باحترام وإجلال وتكريم، وبتقبل كبير. السراج: ما هي الرسالة الدعوية المطلوبة من المرأة: أم المؤمنين: أنا أتصور أن الرسالة الدعوية هي الرسالة الدعوية للمرأة والرجل فالله سوى بين المرأة والرجل في التكليف والجزاء والحساب، ولا أذكر أنه ورد في الشرع ما يفرق بين الرجل والمرأة في هذه المواقف الكبيرة، وفي بداية الإسلام مارست المرأة العمل الدعوي بأبهى وأجلى صوره حتى شاركت في الجهاد، وهو قمة الخروج من البيت، وكان قمة الخروج الدعوي، لأنه خروج لحمل الناس على الإسلام، وتطهير للأرض من الكفر، ومن الذين يعملون للحيلولة بين شعوب الأرض وبين الإسلام، وسعي في الأرض لهذا الدين، وتحرير للناس من آصار مستعبديهم ليستقبلوا هذا الدين ولينتسبوا إليه، فالمرأة خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومارست القتال معه. فنسيبة بنت كعب قال النبي صلى الله عليه وسلم إنه ما التفت يمنة ولا يسرة إلا وجدها تدافع عنه.. وتقاتل دونه، فالمرأة ردت الجنائز، وداوت الجرحى، وأطعمت الطعام، وسقت المجاهدين... الخ، لا أجد فرقا بين ذلك، وبين أن يخرجن الآن يقدمن درسا في مؤسسة دعوية، أو مسجد، أو حي، أو ليوزعن معونات على محتاجين لها، لا أتصور أن هناك فرقا كبيرا يجعل الأمر يلفت الانتباه. وخروج المرأة لو لم يكن ضروريا لهذه الأعمال وتأدية الرسالة الدعوية لما خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه ما يدل على عمق حمل المرأة لهذه الرسالة، ولذلك لما كانت الدعوة سرية كان النساء قد أسلمن، وأدين بعض الأدوار حينها، وقد كتمن هذه الدعوة، وصبرن المحن التي ابتلين بها، حتى إن بذل الدم الأول في الإسلام كان من نصيب النساء، أول دم بذل في الإسلام دم سمية رضي الله عنها، وأول بيت بشر بشارة كبيرة كان بيت المرأة الشهيدة الأولى "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة". وبالتالي لا أرى أن الرسالة الدعوية خاصة، بل يحملها الرجل والمرأة، وكل يؤدي بقدر المستطاع، وبقدر ما يسأل عنه يوم القيامة. السراج: هل هناك خصوصية للمرأة في الواجب الدعوي؟ أم المؤمنين: شخصيا لا أعلم أو لا أتذكر هذه الخصوصية، طبعا هناك الجهاد بالسيف وهو وإن كان غير واجب على المرأة إلا أنه ليس محرما عليها، مما يدل على أن خصوصيته محدودة، وأيضا لا أعلم، (ولا أعلم هنا لا تعني شيئا لأني لا أعلم كثيرا مما علي علمه)، فلا أعلم خصوصية في خروج المرأة إلا أن تكون خارجة بالضوابط الشرعية، لأنه يلزم في خروج المرأة إلى عملها الدعوي، وفي تحركها لهذه الدعوة، أن تكون خارجة بالضوابط الشرعة، والضوابط الشرعية في هذا المجال يعرفها الجميع.
يتواصل.......................... |