بنت أحمد سالم: الأدب النسائي الوطني يحتاج أوجها جديدة مستعدة للزحام
الجمعة, 24 يناير 2014 08:39

الأستاذة أم المؤمنين بنت أحمد سالمالأستاذة أم المؤمنين بنت أحمد سالميدخل السراج الدعوي اليوم بقرائه الكرام إلى صفحة جديدة من صفحاة التاريخ الدعوي، وإلى علم من أعلام الدعوة الإسلامية الوسطية في موريتانيا، ورمز من رموزها جهادا وصبرا وتضحية ودعوة بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن....

إنه علم على نار واسم على مسمى إنها "أم المؤمنين" بالدعوة الإسلامية الوسطية في موريتانيا التي شاء القدر أن يكون اسمها "أم المؤمنين" على حد قول ابن أحمد دام:

"رآه ذو العرش علام الغيوب لذا أهلا فساق إليه قبله سببه"

إنها "أم المؤمنين بنت أحمد سالم"، ولو كان في الدعوة تمييز بين الرجال والنساء في غير ما ميز الله بينهن فيه لاستنشدنا مع أبي الشعراء وأمير البيان أبي الطيب المتنبي قوله:

"ولو أن النساء كمن [وصفنا]

لفضلت النساء على الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب

ولا التذكير فخر للهلال"

ولكن الدعوة لا تشغلها تلك الجدليات، ولا تستوقفها تلك الفوارق، وحسبها ما في الشرع وما تمليه الوظيفة التكليفية..

ومع أم المؤمنين الصابرة الصادقة المحتسبة التي يلفها التواضع وتظهرها الثقة في الله ونصره وتمكينه، نرجع البصر إلى حيث تاريخ النشأة، ومسار الحياة، ونتفيأ ظلال بدايات الدعوة النسائية، وما دمنا مع أم المؤمنين فنحن نطرق باب نادي عائشة، ونمر بذات النطاقين، ولا نلام إذا كنت لنا مع الأدب النسائي وقفة أيضا في هذه المقابلة.

السراج: كيف كانت قصتك مع الأدب؟

أم المؤمنين: قصتي مع الأدب هي أني هاوية للأدب ليس أكثر من ذلك، أحب الأدب وأقرأ القصة أحيانا، وقد قرأت وأنا صغيرة بعض الكتب الأدبية المهمة، كالبخلاء عند الجاحظ، وكليلة ودمنة لابن المقفع، وبعض الكتب التي الهدف الأول منها التسلية، لكنها في الأخير مؤثرة في وجدان الإنسان وإحساسه، ومع ذلك فهي تكسب سليقة وحسا أدبيا في المراحل اللاحقة...

والحقيقة أني لست أكثر من متذوقة للأدب ومحبة له، وأحيانا مطالعة له إن وجدت وقتا لذلك.

السراج: متى كانت البداية مع الأدب؟

أم المؤمنين: هذه البداية كانت من بداية الحياة، فالأسرة بمفهومها الواسع، كانت أسرة مرتبطة بالأدب خاصة في جانبه الحساني، فهذه الأسرة التي أنسب لها: أسرة أهل اجريفين، قل فيها من لا يكتب الأدب الحساني، وقد يوجد فيها من يكتب الشعر الفصيح إضافة إلى الشعر الحساني، فهذه البيئة ربما تطاير علي من بعضها رذاذ أدب ترك عندي ذائقة أدبية، وحسا شاعريا، وقد أقول بيتا موزونا، ولكنه بالنسبة لي حتى الآن لا يسمى أدبا ولا شعرا في رأيي، وهوايتي في كتابة الشعر وغايتي فيه لا تتعدى ذلك الحد، لا أتصورني شاعرة مستقبلا، وبالتالي لا أسعى إلى هذا، بل أقف عند هذا الحد وأرضى به، ولعل ما قال الشاعر يصدق علي: "أحب الصالحين ولست منهم" فأنا كذلك أحب الأدباء والأدب وإن لم أكن  للأسف من منتجيه...

ما هي رسالة الأدب النسائي بالنسبة لك؟

أم المؤمنين: هي كرسالة العلم النسائي، كرسالة العمل النسائي مطلقا، هي تؤدي ما تؤديه المرأة في حياتها، فإن كانت إيجابية بأدب فاعل، وموجه، وذا خلق كانت رسالتها الأدبية كذلك، والعكس بالعكس.

السراج: مستوى الإنتاج الأدبي النسائي قليل، والشاعرات المميزات قليلات، وبالنسبة للمرأة حاملة الرسالة في عصرنا هذا تفرض عليها الرسالة أن تكتب الشعر وأن تشارك في الأدب بأنواعه المختلفة، ولو لم يكن بذلك المستوى من النضج.. ما هي الرسالة الأدبية المطلوب من المرأة أن تهتمم بها وأن تركز عليها من باب تبادل الأدوار فقط خاصة أن الأدب يكتب فيه الرجال ما قد يكون كافيا.

أم المؤمنين: أعتقد أن الإنتاج الأدبي عند المرأة قليل، ولا أعرف لماذا هو كذلك، -على الأقل بشكل قاطع-، وأعتقد أن هناك عوامل مؤثرة في هذا منها:

 نظرة المجتمع للمرأة الأديبة الشاعرة "المغنية" أنها مؤثرة..

 انشغال المرأة في معافسة تربية الأطفال، والكد في البيت إلى آخره أن هذا مؤثر على الإنتاج الأدبي للمرأة...

وضعف المرأة في الإقناع بأدبها، الذي ينجر عنه تركها إياه غالبا، لأنها تحس أن الرجال إنما يكتبون غالبا أدبهم، ويعجبون غالبا بأدبهم، وبالتالي قليلات من يواصلن الشوط...

وعموما أعتقد أن الخنساء لو لم تنل ذلك التشجيع من النبي صلى الله عليه وسلم لما تميزت تميزها في الأدب بعد إسلامها، لكن قوله لها: "إيه يا خناس" وذكره لها في المجيدين، أو المجيدات كان تشجيعا للخنساء في أن تنشد الشعر وأن تستمر في كتابته بعد الإسلام.

أعتقد أن المرأة حاملة الرسالة الدعوية تحتاج لهذا التشجيع حتى تستطيع أن تنتج لهذه الرسالة أدبا نسائيا يستجيب لاهتمامات المرأة يطرق مجالات في الغالب لا يطرقها الأدب الرجالي، وأحيانا لا يهتم بها، يسد ثغورا قد تكون موجودة في هذا المجال.

السراج: ما هي المواضيع المطلوب أن يطرقها الأدب النسائي ولم يطرقها الأدب الرجالي؟

الدفاع عن حقوق المرأة، الحديث إلى المرأة، الحديث باسم المرأة، بل حتى أيضا إثبات الذات الأنثوية في الأدب، فهذه أمور ينبغي أن يلتفت إليها الأدب النسائي، ويسد فيها الثغرة الموجودة فيها.

السراج: ما هي رؤيتك لواقع الأدب النسائي الوطني بشكل عام؟

أم المؤمنين: بصراحة لست مطلعةعلى هذا الأدب بالشكل الكافي لإصدار تقييم دقيق عليه، فمن يريد أن يعطي فيه رأيا واضحا عليه أن يطلع عليه اطلاعا كافيا يخوله إعطاء رأي فيه عن علم وبينة.

ولا أخفي سرا، أني غير مطمئنة إلى واقع هذا الأدب، فهو يضعف عندي جدا، رغم ذكاء المرأة النسائية، ورغم وجود مبدعات، وقادرات على أن يتميزن، ويسمعن صوتهن الأدبي بشكل جدي، أرى أن العوائق التي ذكرت سابقا لا تزال مؤثرة بشكل كبير، خصوصا على المرأة عندنا، وأنا متأكدة أن فيه أصوات أدبية جيدة، وأن فيه نساء قادرات على تقديم أصوات أدبية مميزة، لكنهن لا يجدن التحفيز الذي وجدته الخنساء، ولا يجدن من الحوافز الداخلية، ومن إغراء الزحام في هذا المجال ما يدفعهن فعلا إلى الإنتاج المميز، وفي تصوري أنه ما زال يحتاج إلى أوجه جديدة، وأوجه مستعدة لأن تزاحم في هذا المجال.

 

 

 

يتواصل...............

بنت أحمد سالم: الأدب النسائي الوطني يحتاج أوجها جديدة مستعدة للزحام

السراج TV