الأول في مسابقة الكويت لحفظ القرآن:انصح بمراجعة منظومة التحفيظ في موريتانيا
الجمعة, 18 أبريل 2014 21:30

الأول في مسابقة الكويت لحفظ القرآن مصطفى ولد ساليمو    الأول في مسابقة الكويت لحفظ القرآن مصطفى ولد ساليمو نصح القارئ الشاب مصطفى ولد ساليمو الفائز الأول في مسابقة الكويت لحفظ القرآن الكريم بإدخال المصحف في منظومة التحفيظ التقليدية مع العناية بالتجويد والأداء في الكتاتيب الموريتانية.

كما أوصى بحسن الإعداد والتحضير للمشاركة في المسابقات الدولية والتي قال إنها تحتاج ثقافة خاصة شبه معدمة لدى الكثير من ممثلي موريتانيا.

وتحدث القارئ في مقابلة خاصة مع السراج الدعوي عن كواليس مشاركته وفوزه في مسابقة الكويت وعن جانب من مسيرته العلمية ومشواره على طريق التمييز في حفظ كتاب الله ورفع اسم موريتانيا في أكثر من محفل دولي

وهذا نص المقابلة

 

السراج : كيف تقدمون القارئ مصطفى للقارئ ؟

القارئ مصطفى : اسمي مصطفى ولد ساليمو ولد أبوه الملقب هارون  من مواليد نواكشوط 1985 وأنحدر من ولاية العصابة تحديدا قرية "الغرد" 15 كم شرق مدينة كرو ، حاصل على ليصانص  في القانون الخاص 2012 وأحضر للماجستير، حصلت على الإجازة في القرآن الكريم وعمري 17 سنة من شيخ محظرة العون العلامة محمد الأمين ولد الحسن بعدما أتقنت الحفظ على يد شيخي ومعلمي وأستاذي الشيخ ولد ـبوه وفي نفس الفترة منحني الشيخ أمادي ولد محمد المختار الإجازة في رواية قالون

السراج: كيف كانت رحلتكم مع كتاب الله حفظا وتجويدا وصولا إلى ما أحرزتم من مراكز متقدمة في المسابقات الوطنية والدولية؟

القارئ مصطفى :بدأت التهجي كالعادة على يد إحدى السيدات في قرية "الغرد " لكن سرعان ما انتقلت إلى محظرة الجد رحمه الله الطالب أحمد ولد أبوه حيث "حملت " اللوح وعمري دون 6سنوات فتعهدني بالرعاية حتى تجاوزت مرحلة "الذهابة" ثم انتقلت إلى محظرة الشيخ محمدفال ولد سيد لمين التاكاطي في نواكشوط والذي أكملت على يده حفظ 20جزء قبل الانتقال إلى محظرة شيخي الشيخ  ولد أبوه حيث أتقنت الحفظ والاستظهار والمراجعة ودرست بعض متون المقرأ ثم أحالني إلى الشيخ محمد الأمين ولد الحسن لمنحي الإجازة وهو من أكثر المقرئين الموريتانيين تشددا في منح الإجازة حيث يشترط في من يحال إليه أن يزكى من طرف ثلاثة مشاييخ على الأقل وأن يكمل دراسة متون في المقرء والسيرة واللغة كالمقصور والممدود ونظم قرة الأبصار والبيقونية في مصطلح الحديث .

لذا درست على يده هذه المتون في الوقت الذي كنت أتقن فيه الحفظ، وبعد حوالي ستة أشهر سافرت إلى قريتي "الغرد" في العطلة فاتصلت بالمقرئ الشيخ سيد المختار ولد محمد الذي أعطاني الإجازة بعدما استمع مني.

وبعد العودة إلى نواكشوط كانت المفاجأة الكبرى عندما عدت لمحظرة ولد أبوه وفي أحد الأيام وكان يوم الأربعاء فوجئت به يسلمني مظروفا أصفر مغلقا على أن أحمله إلى والدي القاضي سالميو ولد أبوه وكم كانت فرحتي عندما جرى فتح المظروف بحضور الوالد وكان يحمل شهادة الإجارة مختومة من طرف الشيخ محمد الأمين ولد الحسن كان عمري حينها 17 عاما.

بعد ذلك انتقلت إلى محظرة أهل عدود بأم القرى وقد أقمت عند أسرة أهل الددو حيث درست الربع الأول من الألفية وبعض قصائد الشعر العربي على العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله.

كما التحقت بعد ذلك بمحظرة "تندغماديك" لاستكمال الألفية ودراسة بعض المتون المحظرية.

وفي 2010ترشحت لمسابقة الباكولريا شعبة الآداب الأصلية ونجحت فيها لألتحق بكلية القانون والتي تخرجت منها لاحقا في قسم القانون الخاص.

السراج : هذا عن الدراسة المحظرية والنظامية لكن ماذا عن مشاركتكم في مسابقات حفظ القرآن الكريم وطنيا وعالميا؟

القارئ مصطفى: كانت أول مشاركة لي في مسابقة وطنية للقرآن الكريم في 2000 وكانت منظمة من طرف المعهد السعودي آنذاك وقد أحرزت فيها المركز الأول رغم مشاركة حوالي 100 مترشح.

 على المستوى الدولي وبعد ترشيحي وطنيا كانت أول مشاركة لي في مسابقة دولية بالسودان وكنا أربعة من موريتانيا لكن التوفيق لم يحالفنا وكانت التجربة بالغة الأثر في تغيير نظرتي إلى المسابقات والتعرف على جوانب القصور لدي على مستوى الأداء والحفظ ولا أزال أتذكر أني أمضيت شهرين وأنا أتمرن على نطق "الراء".

ولإظهار النقص الذي يعاني منه مرشحو موريتانيا في المسابقات الدولية كان من المفارقة مشاركتي 2004 في المسابقة الدولية بليبيا وفي فرع المقامات رغم جهلي بها وبالطبع لم أحرز أي إنجاز في هذه المسابقة.

لكن عدت من المسابقة بعزيمة وهمة وحافز قوي على الفوز في أول مسابقة دولية أشارك فيها وقد جاءت الفرصة في 2006 عندما رشحت لمسابقة دبي الدولية مما تطلب مني أشهرا من التحضير كان منها شهران سافرت فيهما إلى تكانت حيث الطبيعة الجبلية الساحرة والهدوء لذا كنت أختم مرتين في اليوم الواحد على الأقل لتركيز الحفظ وقد عدت قبل يوم واحد من السفر إلى دبي ورغم التمييز في الأداء خلال المسابقة إلا أن أخطاء وقعت فيها أثناء إجابتي على السؤال الخامس حالت دون فوزي بالمركز الأول والغريب أن السؤال كان سهلا لكن ربما الارهاق وضعف التركيز جعلاني أخطئ حيث كان على المتسابق أن يحفظ حوالي الجزء في السؤال الواحد ومع ذلك أحرزت المركز السابع ولا زلت أتذكر عنوان إحدى الصحف الإماراتية عندما كتبت:"السؤال الخامس يحول بين المتسابق الموريتاني واعتلاء عرش التلاوة".

ثم كان ترشيحي للمشاركة  في المسابقة الدولية بمصر 2007 لكن التأخر في الوصول حال دون المشاركة الفعلية في المسابقة بسبب ظروف الحجز.

وفي 2011 شاركت في المسابقة الدولية لحفظ القرآن في تونس وأحرزت الرتبة الثانية في فرع التفسير ثم في 2012 كانت المسابقة الدولية بإيران والتي نلت فيها المركز السادس رغم اشتداد المنافسة.

وقد توجت هذه التجربة بإحراز المركز الأول هذا العام في مسابقة الكويت الدولية والتي تعد بشهادة الكثيرين الأصعب والأكثر مصداقية ويكفي أن موريتانيا لم تحرز فيها أي مركز في السنوات الأربع الأخيرة.

السراج : ماذا عن التحضير لهذا المسابقة وبعض من كواليسها؟

القارئ مصطفى : حضرت بشكل جيد لهذه المسابقة وكان من عادتي البقاء في المسجد من العصر وحتى العاشرة مساء كل يوم، ومن المفارقة ضياع المصحف الذي كنت أراجع فيه ولما وصلت إلى الفندق في الكويت ونزلت لأصلي فرحت عندما وقع نظري على ستة مصاحف في المحراب فأخذت أحدها ووجدته مشابها بعض الشيء لمصحفي من حيث أماكن الوقف والوصل فأخذت أراجع فيه وظل معي حتى عدت به معي رغم كونه موقوفا من طرف سيدة تدعى "لعنود" لكنني نسيت أن أرجعه للمصلى ولا زلت أدعو لصاحبة الوقف .

من المفارقات توقع رئيس لجنة الاختبار التجريبي نيلي لأحد المراكز الأولى واسمه الشيخ عمر الشعلان وذلك رغم غلظي مرتين في الاختبار.

وكان نظام المسابقة يقضي بإجراء القرعة بين الدول المشاركة والتي بلغ عددها 57دولة لتحديد اليوم الذي سيجري فيها اختبار كل متسابق وكنت آمل أن أكون في اليومين الثالث أو الرابع بسبب التعب لكن القرعة جعلتني في الفترة المسائية من اليوم الأول ورغم الارهاق فقد استسلمت للراحة ليلة المسابقة، وكنت متعطشا لمقابلة بعض القراء المتميزين دوليا كالقارئ الكويتي خالد العتباتي وهو ما تم حيث فوجئت به أمامي في قاعة الطعام بالفندق فسلمت عليه وعرضت عليه أن يسمع مني فوافق بعد انتهاء الغداء وقد اختبرني في آيات من المتشابه وتوقع لي الصدارة في المسابقة إن لم أخطئ وأمدني بنصائح قيمة.

من مفارقات المسابقة كذلك إعلان مذيع الربط في المسابقة أني سأقرأ برواية حفص رغم أني مقيد للاختبار في رواية قالون مما ولد بعض اللبس لدى لجنة التحكيم والتي سرعان ما سألوني للتثبت من الرواية التي أقرأ بها بعدما سمعوا إعلان مذيع الربط الداخلي.

كما أتذكر أن رئيس لجنة التحكيم وبعد خروجي من الاختبار نادني وأبدى إعجابه بأدائي وسألني منبهرا عن مشاييخي وعن من أخذت القرآن ولم يصدق أنني لم أتلق إلا من مشاييخ بلدي.

من المواقف المؤثرة كذلك التكريم الذي حظيت به من طرف أمير الكويت.

السراج : ما دور الأسرة في تحقيق هذا التميز في حفظ كتاب الله ومن هم الأكثر تحفيزا لك في هذا المجال؟

القارئ مصطفى : بالطبع الأسرة كان دورها محوريا وبناء خاصة الوالد القاضي ساليمو ولد بوه والوالدة المفتشة فاطمة السالمه واللذان لم يدخرا أي جهد من أجل تفرغي لحفظ كتاب الله وإتقان التلاوة والمقرأ كما كان أثر شيخي الشيخ ولد أبوه حاسما أيضا فقد شملني برعايته وعطفه ولم يبخل علي بالنصح والتوجيه فجزى الله الجميع خير الجزاء.

السراج : ما أبرز العقبات التي واجهتك في طريق التمييز في حفظ كتاب الله والفوز في المسابقات القرآنية الدولية؟

القارئ مصطفى : عقبات كثيرة لكن من أصعبها ضعف الاهتمام لدينا بالتجويد وضبط الأداء وغياب أي عناية بالمقامات على مستوى التلاوة والتنغيم وكذا بمخارج الحروف ومواضع الوقف والابتداء. ثم في منظومة الحفظ التقليدية التي تعتمد اللوح والتي أراها معيقة ولم تعد صالحة لمن يريد التميز في الحفظ وإتقان التجويد لذا انصح بإدخال المصحف في منظومة التحفيظ لدينا وعدم التركيز فقط على الحفظ من الألواح.

ولعل هذا ما يلمسه أي مشارك من موريتانيا في المسابقات الدولية في حفظ القرآن الكريم عندما يجد البون شاسعا بينه وبين باقي المتسابقين الذين تمرسوا على التجويد والحفظ المتقن وتفننوا في طرائق الأداء وخبروا مهارات التحضير والإعداد في مثل هذا النوع من المسابقات.

السراج: على ذكر طريقة الحفظ من اللوح بم تنصحون من يرغب في حفظ كتاب الله ؟

القارئ مصطفى : أولا بإخلاص النية ثم في معايشة القرآن الكريم والاعتماد على مصحف واحد في الحفظ تكون موضحة فيه أحكام التجويد والوصل والوقف، ومن أكمل الحفظ أن يحافظ على ورد يومي من المراجعة لا يقل عن جزء واحد على الأقل، ولا انصح بالاعتماد التام على الوسائل الالكترونية الحديثة من هاتف وأجهزة تسجيل رغم أهميتها في تصويب القراءة وإتقان مهارات التجويد لكن العين لها حظها من القراءة والحفظ .

كما انصح بالارتباط بالمشاييخ المتشددين في منح الإجازة والموصوفين بعدم التساهل مع الطلاب وهو ما يجد ثمرته الطالب بعد التخرج تمكنا في الحفظ وتميزا في الأداء.

السراج : ماذا عن طموحك في المستقبل ومن يعجبك من القراء ؟

القارئ مصطفى : طموحي إكمال دراستي الأكاديمية والعمل في القضاء ثم في تعلم القراءات العشر وأن أصبح قارئا معروفا في كل العالم الإسلامي .

أما القراء فأنا معجب بالشيخ خليفة الطنيجي وهو قارئ إمارتي وبالشيخ عبد الفتاح الطاروطي وهو مصري ومن حيث الأداء فقد بدأت بتقليد شيخ القراء الحصري واليوم أصبح أدائي اقرب إلى المدرسة الحجازية.

السراج : شكرا جزيلا

الأول في مسابقة الكويت لحفظ القرآن:انصح بمراجعة منظومة التحفيظ في موريتانيا

السراج TV