الشيعة في ميزان الولاء والبراء
الاثنين, 17 يونيو 2013 09:44

altقال تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } و قال الحق جل و علا { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله } و قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } و قال جل و علا { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر } و قال تعالى 

{ قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين } ، الخ ... و الآيات في الباب كثيرة جدا .

فهذه آيات من كتاب الله العزيز تبين القاعدة التي يجب التحاكم إليها فيما يخص بالولاء و البراء ، إلا أننا نجد الشيعة ينسفونها و يتعاملون بما يناقض هذه الآيات لذلك نجد صاحب كتاب " لله ثم للتاريخ : كشف الأسرار و تبرئة الأئمة الأطهار " سيد حسين الموسوي ، و هو أحد علماء النجف ، يقول في ص 83 : " و تحدثنا كتب التاريخ عما جرى في بغداد عند دخول هولاكو فيها ، فإنه ارتكب أكبر مجزرة عرفها التاريخ ، بحيث صبغ نهر دجلة باللون الأحمر لكثرة من قتل من أهل السنة ، فأنهار من الدماء جرت في نهر دجلة ، حتى تغير لونه فصار أحمر ، و صبغ مرة أخرى باللون الأزرق لكثرة الكتب التي ألقيت فيه ، و كل هذا بسبب الوزيرين النصير الطوسي و محمد بن العلقمي ، فقد كانا وزيرين للخليفة العباسي ، و كانا شيعيين ، و كانت تجري بينهما و بين هولاكو مراسلات سرية حيث تمكنا من إقناع هولاكو بدخول بغداد و إسقاط الخلافة العباسية التي كانا وزيرين فيها ، و كانت لهما اليد الطولى في الحكم ، و لكنهما لم يرتضيا تلك الخلافة لأنها تدين بمذهب أهل السنة ، فدخل هولاكو بغداد و أسقط الخلافة العباسية ، ثم ما لبثا حتى صارا ويرين لهولاكو مع أن هولاكو وثنيا . و مع ذلك فإن الإمام الخميني يترضى على ابن يقطين و الطوسي و العلقمي ، و يعتبر ما قاموا به  يعد من أعظم الخدمات الجليلة لدين الإسلام " ألا ترى أن هذين الوزيرين الشيعيين فضلا حكم الوثني هولاكو و بايعاه و أصبحا وزيرين له على حكم الخليفة العباسي حيث كانا وزيرين له فخاناه ؟ ألا ترى وجه الشبه بين التآمر الذي قام به الشيعة الإيرانيون و أتباعهم في العراق  مع الأمريكيين للإطاحة بالنظام القائم في العراق و تمزيق أسسه و تتبير إنجازاته و قيمه مع ما قام أسلافهم من الشيعة في التآمر مع هولاكو الوثني ضد الخلافة العباسية و ما نجم عن ذلك التآمر من دمار و فساد للعباد و البلاد ؟ ألا ترى وجد الشبه بين ما وقع في عهد هولاكو الوثني مع ما يقع اليوم من مؤامرات في صالح المد الشيعي و توسعه في المعمورة ، و قد ركزوا في هذه الحملات التآمرية على اليمن من خلال الحوثيين كنقطة عبور للوصول إلى شرق المملكة العربية السعودية ؟ و كما أنهم اتخذوا العراق نقطة عبور للنفاذ إلى سوريا و لبنان حيث حزب الله ، و أما المغرب العربي و غرب إفريقيا فإن  الإيرانيين يبحثون عن قواعد شيعية و يبذلون في ذلك الغالي و النفيس إلا أنهم انكشفت عيوبهم و افتضحت لعبتهم التآمرية من خلال الفضائح في المملكة المغربية و السنغال .  أما في المغرب فقد اطلعوا في وقت مبكر على عقيدتهم التي ينشرون من خلال ما كان يدرسه الإيرانيون في مدرسة عراقية شيعية من سب الصحابة رضوان الله عليهم و نشر المذهب الجعفري و تكوين خلايا جهادية ، فاطلعت الاستخبارات المغربية في وقت مبكر على مخططهم التآمري فأغلقوا المدرسة  العراقية و قطعوا العلاقات مع إيران و طردوا السفارة و صادروا الكتب الشيعية من المكتبات . و أما في السنغال فلم ينتبهوا لما يقوم به المد الشيعي الإيراني إلا بعدما حجزوا بواخر مليئة بالسلاح الذي كان موجها لتزويد الحركة الانفصالية السنغالية في كزمانص مع أن جل هؤلاء الانفصاليين السنغاليين مسيحيون و البقية علمانية . كل هذه التصرفات و الأفعال المشينة التي لا تعبأ بالعهود و المواثيق الدولية تجعلنا نصدق سيد حسين الموسوي في كتابه " لله ثم للتاريخ : كشف الأسرار و تبرئة الأئمة الأطهار " حيث قال في ص 83 : " و أختم هذا الباب بكلمة أخيرة و هي شاملة و جامعة في هذا الباب و هو قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب ـ أهل السنة ـ فقال : " إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية ، و إنهم شر من اليهود و النصارى ، و إن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة " [ الأنوار العلمانية 2 / 206 ـ 207 ] كما يدفعنا إلى تصديق محمد إبراهيم شقرة في رسالته الموسومة " شهادة خميني في أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم " ص 25 : " الدين الرسمي لإيران هو الإسلام و المذهب الجعفري الاثني عشري ، و هذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد [ المداة 12 ] ، أما المذاهب الإسلامية الأخرى حنفية  و شافعية و مالكية و حنبلية و زيدية ، فإنها يقرر لها الحرية في العبادة و الأحوال الشخصية وفق فقهها ، مثلها في ذلك مثل الأقليات الدينية غير الإسلامية من زرادشت و يهود و مسيحيين [ المادة 13 ]" كما نقل في ص 11 قوله : " و قد عمدت الحركات السياسية المعادية للعروبة و الإسلام منذ صدر الرسالة إلى محاولة هدم هذا الصرح الشامخ ، و تقويضه بشتى الوسائل ، فقام الفرس باغتيال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب الذي قوض إمبراطوريتهم ، و مزقها شر ممزق ، و أصبح الفرس يحتفلون بيوم مقتله ، بل يعده بعضهم عيدا ينبغي الاحتفال به [ انظر الأنوار النعمانية للجزائري 1 / 108 ]فصل : نور سماوي يكشف عن ثواب قتل عمر بن الخطاب " كما نقل عن الخميني في ص 16 أنه قال : " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين ، و ما قاما به من مخالفات للقرآن و من تلاعب بأحكام الإله ، و ما حللاه و حرماه من عندهما ، و ما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي و ضد أولاده ، و لكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله و الدين ... إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى و الأفاقون و الجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة ، و أن يكونوا ضمن أولي الأمر " [ كشف الأسرار : 107 ـ 108 ] كما نقل سيد حسين الموسوي في كتابه " لله ثم للتاريخ " ص 84 عن الخميني أنه قال له : " و في جلسة خاصة مع الإمام قال لي : سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم ، سنسفك دماء النواصب ، و نقتل أبناءهم و نستحيي نساءهم ، و لن نترك أحدا منهم يفلت من العقاب ، و ستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت و سنمحو مكة و المدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين و لا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة و سيحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام ، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات من أجل إقامتها ، و ما بقي إلا التنفيذ " قلت و كيف يجرأ على نسخ حكم الله جل و علا في القبلة لتعصب مذهبي ؟ و على كل حال فقد انتقل الخميني إلى ما قدم و بقيت وصيته تنفذ من خلال مخطط أخذ بزمام السلطة في العراق و يسعى إلى بسط نفوذه في اليمن من خلال الحوثيين و أنصارهم من شرق المملكة العربية السعودية ’ و لما كان ولاؤنا لله و لرسوله أولا قبل أن يكون لولاة أمر غير معصومين ، فإننا نحذرهم فقط بخطورة هذا المخطط و نطالب الجميع  بإتباع الشريعة في المعاملات و لتعاامل مع المسلمين و غير المسلمين على ذلك الأساس ، فقد خاطب الحق جل و علا رسوله قائلا : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و إن الظالمين بعضهم أولياء بعض و الله ولي المتقين * هذا بصائر للناس و هدى و رحمة لقوم يوقنون } [ الجاثية : 17ـ18ـ 19] ، أما الشيعة فإننا لم نعرف ولاءهم لمن ، أهو لله الذي بدأنا بآي ذكره أم للرسول صلى الله عليه و سلم الذي نقل لنا محمد إبراهيم شقرة عن الخميني في ص 13 حيث قال : " فيصل به الأمر إلى التقليل من شأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و تفضيل المهدي المنتظر عليه و على الأنبياء و المرسلين كافة ، كما صرح بذلك في كلمة وجهها يوم 15 شعبان 1400 / 30 حزيران يوليو 1980 م و هي خطبة مشحونة بصريح الكفر لا تخفى أهدافها على كل مسلم ... " كما نقل لنا صاحب كتاب " لله ثم للتاريخ " ص 21 : " قال السيد علي غروي أحد كبار العلماء في الحوزة : " إن النبي صلى الله عليه و سلم لا بد من أن يدخل فرجه النار ، لأنه وطئ بعض المشركات " يريد بذلك زواجه من عائشة و حفصة " و قبل ذلك قال في نفس الصفحة : " قال الرضا مفسرا قوله تعالى { و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه } [ الأحزاب : 37 ] إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده ، فرأى امرأته زينب تغتسل فقال لها : سبحان الذي خلقك " [ عيون أخبار الرضا  ص 113 ] ، و عن أمير المؤمنين أنه أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و عنده أبو بكر و عمر ، قال : " فجلست بينه و بين عائشة ، فقالت عائشة : ما وجدت إلا فخذي و فخذ رسول الله ؟ فقال : مه ، يا عائشة " [ البرهان في تفسير القرآن 4 / 225 ] ، و جاء مرة أخرى فلم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله : ههنا ـ يعني خلفه ـ و عائشة قائمة خلفه و عليها  كساء : فجاء علي عليه السلام فقعد بين رسول الله و بين عائشة ، فقالت و هي غاضبة : " ما وجدت لإستك ـ دبرك أو مؤخرتك ـ موضعا غير حجري ؟ " فغضب رسول الله و قال : يا حميراء لا تؤذيني في أخي " [ كتاب سليم بن قيس ص 179 ] ، و روى المجلسي أن أمير المؤمنين قال : " سافرت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس له خادم غيري ، و كان معه لحاف ليس له غيره ، و معه عائشة ، و كان رسول الله ينام بيني و بين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره ، فإذا قام إلى الصلاة ـ صلاة الليل ـ يحط بيده اللحاف من وسطه بيني و بين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا " [ بحار الأنوار : 40 / 2 ] . فهذه نقول أبرزناها من محالها لنبين للناس حقيقة الولاء و البراء عند الشيعة و ليتضح المخطط و لتتبين معالمه للجميع ، فليست البحرين بمنأى عن أطماع  المد الشيعي الإيراني ، و لا الإمارات و جزرها الثلاثة التي زارها زعماء إيران للتعبير عن إرهاصات هذا المخطط ، كما أن تزويد الحوثيين في اليمن بالسلاح و العتاد ليس  إلا تكريسا لخطوات جريئة ترمي إلى الإسراع بتنفيذ هذا المخطط الذي ذكر سيد حسين موسوي عن الخميني الرامي إلى القضاء على الحرمين الشريفين و الحكام السعوديين لا قدر الله ، و قد قال الحق جل و علا : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين } [ التوبة : 119 ] ، فلنتق الله في أنفسنا و في شعوبنا و في أوطاننا و لنجنبها الضياع و التيه و الدمار ، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، و مثل المسلمين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سلئر الجسد بالسهر و الحمى ، و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب  و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين                     كتبه العبد الفقير إلى الله : المصطفى ولد إدوم    داعية مستقل و باحث في العلوم الشرعية   

الشيعة في ميزان الولاء والبراء

السراج TV