المعارضة في مصر/ بقلم محمود حسن عمر
الأحد, 07 يوليو 2013 13:43

إن الحمد لله - تعالى - نَحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله - تعالى - من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يَهدِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومَن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

أما بعد:

فلكلِّ بلدٍ حاكمٌ، ولكلِّ حاكمٍ موافِق ومعارِض، ولكن هل تكون المعارَضة على إطلاقِها ودون أي ضوابط، ولمجرد المعارَضة، أو من أجل المناصب، أو لتطبيقِ إملاءات الخارج الحاقد؟!

هذا هو ما أودُّ أن أتحدَّث عنه؛ فلقد هَالَنِي هذا الزَّخَم الذي أجده ينعتُ نفسَه باسم المعارضة، أي معارضة تلك التي تقوم على تسفيهِ فكر الآخر، وإظهاره في سورة الأَبْلَهِ الذي لا يُحسِن تقدير الأمور؟! أهذه معارضةٌ، أم مناطحة ومقاتلة؟!

 

المعارِض الحقُّ يُعارِض ليبنِيَ لا ليَهدِمَ، يُقوِّم لا يكسر، ينصح لا يُهِين ولا يسبُّ، كل غرضه مصالِحُ الوطن وبناؤه، لا يرى لنفسه حظًّا في عمله، ولا يريد مقابلاً أو ثناءً؛ كما تعوَّدنا ممن يدَّعون المعارَضة منذ قيام الثورة وإلى الآن.

 

يتحقَّق هذا المعنى الحقيقي للمعارَضة في كثيرٍ من الدول الآن، هذه الدول لا تَدِين بالإسلام، لكنها تطبِّق الكثير من تعاليمه.

 

فانظر إلى فرنسا بعد انتخاب "فرانسوا هولاند"، لم تقف المعارَضة له بالمرصاد - كما يحدث في مصر - رغم أنه اختار الحكومة كاملةً من حزبه؛ ليستطيعَ تنفيذَ مشروعاته وأفكاره التي أعدَّها في برنامجه الانتخابي، فهم على نفس فكره وأسلوبه في العمل، ومع ذلك لم يناطحه أحدٌ، ولم يُعَرْقِل مسيرته أحد، لمجرد أنه يختلف معه في الفكر أو العقيدة أو الرؤية، أو لكونه يريد أن يكون رئيسًا بدلاً عنه؛ كما يحدث في مصر.

 

الكل يريد أن يكون زعيمًا، الكل يريد أن يطبِّق فكره فقط، الكل يريد أن يصفِّق الناس له مبجِّلين إيَّاه ومعظِّمين، نُعارِض من أجل المعارَضة وعَرْقَلة المسيرة، ولا يهمُّنا مصالح الوطن، والنتيجة أننا لم نخطُ خطوة واحدة للأمام منذ تولي الرئيس، بل أجدنا نتأخَّر عن ذي قبل.

 

فما أن يتَّخِذ مسؤول من المسؤولين أي قرار، حتى تجد الأقلامَ قد انبرتْ، والسيوف قد شُحِذتْ؛ استعدادًا لكيل السِّبابِ والقذف والتشويه، دون أدنَى نظرٍ إلى عواقب هذا القرار أو نتائجه.

 

المعارَضة في مصر تريد هدمَ الدولة، وتشويهَ واستنزافَ المشروع الإسلامي خلال الدورة الرئاسية الحالية؛ ليقتنعَ عامَّة الناس أن الإسلاميين فَشِلوا في إدارة البلاد، ومن ثَمَّ فلا مكان لهم في عالَم السياسة، ومن ثَمَّ فالإسلام لا يَصلُح للحكم.

نريد معارَضة بنَّاءة، تندِّد بالخطأ البيِّن وتعفو وتقوِّم، وتشجِّع على الصواب.

نقلا عن موقع شبكة الألوكة

المعارضة في مصر/ بقلم محمود حسن عمر

السراج TV