مساجد نواكشوط تتحول إلى غرف نوم جماعية في رمضان(صور) |
الأربعاء, 17 يوليو 2013 17:25 |
في رمضان تمتلئ المساجد بالزائرين، والعاكفين والنائمين والركع السجود، ويتجه الناس إلى ربهم في إخبات، وخضوع وخشوع، تمتلئ المساجد في الليل بالقائمين لله، وفي النهار بالمتزودين من ينابيع المسجد، والدروس والفتاوى... ولكن ظاهرة النوم في المسجد بدت جلية خاصة منذ أصبح رمضان يأتي في أوج الحر، وفي عنفوان الصيف... نوم وضجعات مختلفة: يرى الزائر للمسجد الكبير في وسط العاصمة نواكشوط كثيرا من من فيه نائمين، مستغلين فرصة البرودة النسبية لجو المسجد، وسعته وترامي أطرافه، فيحدد كل منهم المكان المناسب لنومه كما يشاء، فمنهم من ينام على جنبه، ومنهم من يستلقي على ظهره، ومن ينام على وجهه... نوم في وقت الدروس: لا يمنع النائمين في المسجد جو رمضان الإيماني من نومهم، ولا يرعوون لما يعلمون من كثرة الأجر في رمضان وتضاعف الأعمال فيه، بل ولا يردهم عن نومهم ما يبذله أهل الخير من دعاة وعلماء وموجهين من محاضرات ودروس وكلمات وفتاوى يهدفون بها إلى توعية وتثقيف، وتزكية وتربية زائري المسجد. تركيز الأطفال ونوم الكبار: ومن اللافت في هذه الظاهرة أحيانا أن بعض الأطفال الذين يزورون المسجد يكونون أكثر نباهة من وكلائهم الذين جاءوا بهم إلى المسجد، وكأن ولي أمر الطفل جاء به نائبا عنه، لكي يحضر الدرس،ويستفيد العبر في حين ينام هو ويجد الراحة البدنية... صعوبة العلاج: وإذا كان علاج الظواهر يتم عن طريق التوعية بخطورتها، والتنيبه إلى ما في مثل هذه الظاهرة من غبن، وخروج بالمسجد عن أصله الذي بني له، وهو عبادة الله وتلاوة والقرآن والصلاة والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد.... فإن العلاج عن طريق التنبيه والتذكرة والوعظ يجد عقبة كبرى أمامه، وهي كثرة نوم الناس في المسجد، حتى إن بعض المحاضرين سأل أثناء محاضرته هل الأكثر النائمون أم المستيقظون داخل المسجد؟، فإلى من يتوجه العلاج إذا كان الناس نائمين؟مبررات شتى: من النائمين من يبرر نومه بكثرة عمله في النهار وصعوبة هذا العمل.. ومنهم من يؤكد أن الأصل في النوم في المسجد الجواز، ولا مانع من النوم فيه إذن، ما دام الإنسان محتاجا إليه، ومنهم من لا يجد لذلك مبررا، ويرى النائمين في المسجد مخطئين مطلقا. رمضان شهر العبادة: يرى الإمام الداعية خالد ولد إسلم أن رمضان شهر عبادة، وليس شهر نوم وراحة، ويرى النوم في المسجد يحتاج إلى تفصيل، فهو يؤكد على خطورة النوم في رمضان لما يسبب من ضياع فرصة كبيرة في العبادة لا ينبغي للإنسان المسلم أن يضيعها، ويرى التفريق بين النوم الضروري وغير الضروري، فما كان الإنسان محتاجا إليه يقول الإمام خالد ولد إسلم جاز له بقدر الحاجة، أما أن يجعل المسجد مكانا معهودا للنوم، فهذا مخالف لما بني له المسجد أصلا، وهو خطأ وغبن بين، خاصة أن السلف كانوا يستيقظون في رمضان ويقلون فيه النوم... ويرى خالد ولد إسلم أن النوم في المساجد لا ينبغي أن يكون كيفما اتفق، بل لا بد للنائم –إن كان لابد له من النوم- أن يحافظ على آداب المسجد، وأن لا يستغرق في نومه، لأن الإنسان ضعيف، والاستغراق في النوم قد يعرض فرش المسجد لما لا يناسبها...
|