الجانب الآخر لانقلاب 03 يوليو بمصر/محمدن ولد اجدود |
الخميس, 15 أغسطس 2013 15:31 |
مر أكثر من شهر على 03يوليو تاريخ الإطاحة بأول رئيس مصري منتخب وتعليق العمل بالدستور فيما يرى البعض أنه ثورة شعبية جاءت لتصحيح مسار ثورة 25 يناير ومنع اختطافها من طرف "تيارات الاسلام السياسي" خاصة الإخوان فيما يرى أنصار الشرعية أن ما قام به الجيش المصري ومهد له بالشراكة مع تيارات علمانية من اليساريين والليبراليين والمسيحيين هو انقلاب مكتمل الأركان، وأمر قضي بليل ، وخطط له منذ إعلان فوز الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي.
وقد وظفت لتحقيق هذا الهدف مختلف أجهزة الدولة العميقة بما فيها المخابرات الحربية ووزارة الداخلية والقنوات الفضائية المملوكة لرجال أعمال نظام مبارك فضلا عن رجالات القضاء، وبالتالي كان يصدق على أول رئيس خلال السنة التي قضاها في السلطة أنه رئيس يترأس ولا يحكم وهو ما تؤكده العديد من الشواهد والأحداث التي جرت خلال عام من حكمه، وبالتالي فإن 03يوليو كشفت عن حالة الانقلاب غير المعلن أو الرفض المبيت للنظام الذي جاءت به صناديق الاقتراع بعد ثورة 25 يناير ، وذلك بعد ما لم يعد بالإمكان التعايش بين مكونات نظام رجعي ذي مظهر ثوري وإصلاحي. كما كشف الانقلاب عن خطأ استراتيجي وقع فيه الثوار المصريون عندما قبلوا الاحتكام إلى العسكر ورددوا هتافات "الجيش والشعب إيد واحده" وفوضوا لهؤلاء إدارة المرحلة الانتقالية ليتعزز أكثر حضور الجيش في المشهد السياسي المصري، وليجد له موطأ قدم في بحرها المائج ، ولم تكن مرجعية هذا التفويض سوى خطاب "التنحي" الذي سلم فيه الرئيس المخلوع مبارك سلطة البلاد للمجلس العسكري ذلك التفويض الذي هو منحة من من لا يملك لمن لا يستحق فالسيادة للشعب والشرعية هي لصناديق الاقتراع وهو ما لا يحتاج وصاية ولا إشرافا من أي جهة. أظهر 03 من يوليو قوة وسطوة الإعلام وقدراته الهائلة في تزييف الوعي وقلب الحقائق وزرع الكراهية والحقد بين أطياف الشعب الواحد مما كان له الدور الكبير في تنامي موجة العداء ضد التيار الإسلامي والتشكيك في قدرته على البقاء في السلطة وهو ما فشل هذا التيار في الحد منه رغم امتلاكه لبعض القنوات ووسائل الإعلام لكن الهجمة كانت عنيفة ومركزة ومن أبواق مأجورة عديدة بعضها حكومي والآخر خصوصي. إن تحالف القوة متمثلة في الجيش والمال ممثلا في رجال أعمال "مبارك" و الإعلام المضلل يعيد إلى الأذهان صورة مصر في عهود سحيقة من تاريخها عندما تمالأ فرعون وهامان وقارون والسحرة ضد مشروع النهضة ورسالة الخلاص التي جاء بها موسى عليه السلام وكيف كسرت شوكة أولى هذه الرؤوس في يوم "الزينة" عندما "وقع الحق وبطل ما كانوا يعملون" لكن التضحية كانت جسيمة والتكلفة كانت باهظة من خلال قتل أكثر من 10000مؤمن في مشهد يفيض عزة وكرامة يؤكد عزة المؤمن واستعلائه بدينه... "فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا". وليتوالى بعد ذلك تساقط رؤوس الفتنة والطغيان بعد غرق "فرعون" وزوال دولته ويتحقق وعد الله ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. وهكذا يبدو أن يوم الانقلاب على الشرعية كان حافلا بالدروس والعبر وهو بالتالي ليس شرا محضا كما قال تعالى في حادثة الإفك "لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم". |