الردة عن الحرية/الأستاذ د.محمد أحمد الراشد |
الأربعاء, 21 أغسطس 2013 14:50 |
وكنوع من الإهداء للكتاب "يقترح المؤلف إدراج كتابه هذا ضمن مناهج التطوير الدعوي وتدريسه في المدارس القيادية، مع الحرص على إيصاله لعلماء الشرع الحنيف وخطباء الجمعة والإعلاميين وضباط الجيش والشرطة، وإلى نبلاء الناس وشيوخ القبائل وأساتذة الجامعات والمعلمين والقضاة والمحامين، وإلى كل حر امتلأ قلبه بعواطف الحرية والاستعلاء الإيماني" والسراج الدعوي يقدم الكتاب لقرائه الكرام في شكل حلقات.. زيادة للإيمان، وتوعية بالواقع.. وزرعا للأمل والعزة الإيمانية في النفوس... بسم الله الرحمن الرحيم بهذا الانضباط الذي أبداه الإخوان المسلمون بمصر بقيادة مرشدنا المؤتمن الأستاذ محمد بديع وضبط النفس في أعقد الساعات وأشدها إحراجاً، بعد حدوث الـمجازر البشعة التي ارتكبتها قوات الجيش والشرطة المصرية أمام مقر الحرس الجمهوري بالقاهرة ثم في ميدان رابعة العدوية، ثم في مسجد القائد إبراهيم في الاسكندرية، وبالإصرار الذي أبداه الإخوان ومرشدهم النبيل وأركان مكتبه الإرشادي وقيادة حزب الحرية والعدالة، على سلوك الطريق السلمي في المعارضة، بل المبالغ في السلم: يؤذَنُ للقلم الفكري ويُتاح للمؤرخ الصادق أن يقولا بكل ثقة واعتداد: أن دعوة الإخوان المسلمين كبرى الحركات الإسلامية الإيمانية المعاصرة قد رسمت بمقدرة فنية عالية أبهى وأوضح خطوط وألوان أبعاد الجمال السياسي الاجتماعي، وصارت قائدة لمسيرة كل الإسلاميين والأحرار المصريين، بل لكل الأحرار في الأمة الإسلامية، فقد صحّت بداية الدعوة وصفى فكرها عند أول خطوة، ثم لزم العفافَ سلوكُها على مدى كل خطواتها، في أيام عافيتها وفي أزمان المحن الظالمة الثقيلة التي رزحت تحتها: فصحّت توغلاتها الحاضرة، واستوت في جميع العالم الإسلامي على مقعد صدق القيادة للأمة من غير عُنفٍ وإرهاب ودم مُهراق، بل هي الضحية، ودمُها هو المراق. لكن هذا هو آخر الزمان، حيث يُـخوّن الأمين، ويؤتَـمن الخائن، ويُكذّب الصادق، ويُصدّق الكاذب، وينطق “الرويبضة”، وهو “الفلولي البلطجي” من أعوان الطاغية مبارك، و”الشِّبيحي الزعراني” من خدم بشّار الأسد، وما كان غريبا أن تُحرّك أميركا جنرالات الجيش المصري، بتمويلٍ من آل سعود وآل نهيان، لنصرة الرويبضات وإقالة سيادة الرئيس الشرعي مرسي دعائم الخير والتنمية وإحداث أبشع انقلاب عسكري في التاريخ المعاصر بمنهجية دموية، ونواصٍ كاذبة خاطئة دعت ناديَها من المأجورين والشيوعيين إلى ساحة التحرير، وسيدْع اللهُ الزبانية، ولذلك التزم الإخوان المسلمون الوصية الربانية في مثل هذا الموقف: أن فوّض أمرك إلى الله تعالى، (واسجد واقترب)، فسجدنا، فقتّلونا رُكّعاً وسُجّدا وصياما، وكذبوا علينا، وإلى الله المشتكى. وقد آلمني الخطْبُ، وعَصَر فؤادي، لأن القتلى من أبناء الشعب مئات، والجرحى ألوف، ولكني تأولت خيراً، بسبب التماثل التام مع حادثة قتل الكفار لمؤمني قبيلة خُزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم، وقول عمرو بن سالم رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قصيدته التي مطلعها: اللهم إني سائلٌ مُحمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا إلى أن قال: وقتّلونا رُكّعاً وسُجّدا. فقال النبي r: * نُصِرتَ … يا عَمرو بن سالم * وقد زادت محنـتـنا عن مقدار محنة الصحابة رضي الله عنهم، في أننا قتّلونا ركّعاً وسجّداً وصُوّما. والإخوان المسلمون أنصارُ الله تعالى وحلفاؤه والدعاة إلى دينه. وكأن الملائكة تقول لمحمد بن بديع إذ هو ملحاحٌ في دعائه اليوم: *نُصرتَ … أيها المرشد العاقل الحكيم* *ونُصِرَتْ جماعتُك .. بما صَبَرت على توالي المحن* *ونصرتم أيها الإسلاميون بمصر جميعاً، الإخوان والجماعات السلفية والمستقلون* والقائد يقول للشعب المصري اليوم ولكل الأُمة ما قاله عيسى عليه السلام: (من أنصاري إلى الله ؟) والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله) فستؤمن طائفة، وتتلعثم طائفة. فيؤيد الله عشاق الحرية، فيصبحوا ظاهرين. (وبَشّر المؤمنين) أنه ينتظرهم (نصر من الله وفتح قريب). فعلى الرغم من عمق الألم: مازال قلبي تَسكُنُه السكينة والطمأنينة والثقة بأن آخر هذه المحنة سيتمحض لصالحنا ويخسأ الفسقة والطغاة ويعود مرسي أو أخ له مثيل، ويوم تكون الانتخابات حُرة بلا تزوير: فإن الفوز الجديد سيكون ساحقاً وبنسبة مئوية عالية غير معهودة في التاريخ السياسي، وسيكون فرجٌ بعد الشدة، وفرحٌ بعد الحزن، وستقترب الجماعات الإسلامية من بعضها البعض أكثر وأكثر وتسود بين القادة جميعاً محبة وتفاهم، ومثل ذلك بين الأعضاء، وسيكون التحاق الملايين من المواطنين بمحاضن التربية الإيمانية ومجالس العلم الشرعي وفعاليات الإصلاح الاجتماعي، ويكون نماء التيار الإسلامي إلى ثلاثة أمثاله وأكثر، وربما إلى عشرة أمثاله، لأن الانتصار وظرف الحرية سيطلق الطاقات من عقالها وقيودها، ويتقدم الدعاة كقادة للجمهور، فتنتعش الأنفس، وتَتَنقّى الأفكار، وتتوضح الوجهة، ويزيد الإيمان، وتتأجج العواطف الجهادية، فيكون كل ذلك هو المقدمة للمعركة الأخيرة مع يهود، وتزول إسرائيل، ومن غباء قادة الصهيونية: أنهم حرّشوا العلمانيين وصرفوا عليهم لإسقاط الرئيس مرسي، ولم يفطنوا إلى أن السقوط الوقتي سيؤدي إلى مسلسل الصعود الإسلامي اللاحق الذي ينتهي إلى جهاد يذهب بدولتهم، ووالله إني أكاد أقرأ ذلك، وأفهم من المسيرة القَدَرية الربانية إشارات تجتمع لتقنعني بأن الله سيعصف بالباطل داخل مصر، ثم تكون مصر قدوة لأقطار كثيرة تتحرر من الطغاة، ثم يكون التنادي للجهاد على سُنّة إسلامية واضحة، وتحت قيادات مخلصة وواعية، وراية إسلامية خضراء تملؤها حروف “اللهُ أكبر” ويكون الفتح المبين، وربما كان ذلك في سنة 2022 الميلادية بعد عشر سنوات من الآن أو تِسع، كما أوضحت ذلك في كتاباتي ومحاضراتي سابقاً، بقرينة خبر في (التلمود) لعله نبوءة من بقايا كلام أنبياء بني إسرائيل التي لم تُحرّف، وجعلوا علامة ذلك أن زوال إسرائيل سيكون بعد ست وسبعين سنة قمرية من تأسيسها حين يكون مُذَنّب “هالي” في القعر في أبعد نقطة له عن الشمس، مما سيكون في السنة المذكورة كما هو الحساب الفلكي الدقيق، وفي كتاب الأستاذ بسّام جرار عن “زوال إسرائيل” تفاصيل عن قرائن تُرجّح ذلك، واكتشف الشيخ سفر الحوالي تفسير أحد أنبياء بني إسرائيل في التلمود لرؤيا رآها الملك البابلي نبوخذ نُصّر، وأن زوال دولة إسرائيل حسب التفسير تكون في سنة 2012، وقد مرّت السنة ولم تزل إسرائيل، والجمع بين الروايتين عندي أن بدء اليقظة والتحرر الإسلامي سيكون في سنة 2012، وعلامة ذلك ثبات غزة ووفرة صواريخها وكثرة جندها وشبكة أنفاقها تحت الأرض، ثم يتأكد ويتواصل الصعود الإسلامي في كل البلاد، ثم تكون المعركة الحاسمة سنة 2022، والله أعلم، وعندي أن مسيرة الحرية الحاضرة وانتباهة المسلمين المعاصرة هي القرينة على أن عمل الإسلاميين سيتطور خلال عشر سنوات لينتهي إلى استرداد الأرض المقدسة، ولذلك كتبت كتابي الجديد “مقدمات الوعي التطويري” الذي سيصدر مطبوعا بعد عيد الفطر بحول الله ومبثوثا في موقع البيع الإلكتروني وألواح الأندرويد، ثم تتلوه كتب أخرى في التطوير الدعوي أيضاً، مساهمة مني في إنضاج مسيرة الصحوة والحرية والجهاد وتحسين مستوى الأداء الإسلامي العام، السياسي منه والاجتماعي والتنموي والمدني والحضاري، ليكون مكافئاً لمتطلبات المعركة الحاسمة. يتواصل.......... |