الردة عن الحرية [ح:12] (الوجه القبطي للانقلاب)/د. محمد أحمد الراشد |
السبت, 16 نوفمبر 2013 20:11 |
صَدَرَ يوم العشرين من رمضان المبارك 1434هـ الموافق 29/7/2013 كتاب "الردة عن الحرية" لكاتبه الشيخ الدكتور محمد أحمد الراشد، والكاتب لا يحتاج إلى تعريف، وقد عرفته كتبه التي طبقت الآفاق، فانطلقت تجتاح العوائق رقراقة، تحدد المسار، وتوضح المنهج، وتنفث عبير الوعي وتبشر ببوارق النصر... والكتاب ككاتبه لا يحتاج تقديما، فقد كفى الكاتب كل مقدم مؤنة تقديم الكتاب حين قال فيه: "الــرِّدَّةُ عن الحُـرِّيــَّة كتاب ينتصر للرئيس القُرآني المختَطَف محمد مرسي، وتقرير تحليلي لأَبعاد انقلاب السيسي بمصر في يوليو 2013، ووثيقة تاريخية ترسم صورة الحَدَث كاملة، ورصد لأفصح ما قال الثقات عنه في العالم، ومجموعة رؤى تفاؤلية تتوقع تحوّل السلب إلى إيجاب بحول الله تعالى، وبيان وجوه الخطأ في قرار ملوك النفط بإسناد الانقلاب". وكنوع من الإهداء للكتاب "يقترح المؤلف إدراج كتابه هذا ضمن مناهج التطوير الدعوي وتدريسه في المدارس القيادية، مع الحرص على إيصاله لعلماء الشرع الحنيف وخطباء الجمعة والإعلاميين وضباط الجيش والشرطة، وإلى نبلاء الناس وشيوخ القبائل وأساتذة الجامعات والمعلمين والقضاة والمحامين، وإلى كل حر امتلأ قلبه بعواطف الحرية والاستعلاء الإيماني". الوجه القبطي النصراني للانـقلاب: وكم أحسنَ الإخوان إلى الأقباط، واستجابوا لمشاعرهم، ولكنهم أنكروا. وكم رعاهم الرئيس مرسي وذهب إلى أبعد مما يطالبون به، فكانت منه المبادأة، ونصّ في الدستور على حقهم في التقاضي عند كنائسهم في أحوالهم الدينية والشخصية الاجتماعية، ولكنهم لم يشكروا، واصطف معظمهم في صف أعداء مرسي مع الأسف وأظهروا الشماتة وموّلوا الانقلاب، وجحدوا الفضل الذي غمرهم به الإخوان، وإلى الله المشتكى، وما كان لهم أن يفعلوا ذلك، وكان الأجدر بهم أن ينظروا لعلاقتهم المستقبلية بالإخوان كحكام حتميين لمصر لاحقاً، ولكن الشيطان أغراهم وظنوا أن ارتماءهم في الحضن الأميركي اليهودي أجدى، وأخطأوا التقدير. · نعم، ليسوا جميعاً كذلك، فقد برز هذه الأيام منهم الدكتور رفيق حبيب، وكتب الكثير، ودافع عن مرسي، وكشف خطر أسواء هذه اللعبة الأميركية التي تريد شراً بمصر وبالتنمية، ونشكره على صراحته، وكذلك وقفت امرأة قبطية في مظاهرات الإخوان فأدلت بشهادتها وأكدت تورط الجيش في المذبحة وأنها رأت ذلك، وتكررت شهادة من امرأة قبطية أخرى، وربما كان الكثير من عامة الأقباط البسطاء أصحاب المهن يكسبون رزقهم من خلال مخالطة المسلمين ولم يرتضوا العدوان، ولكننا نتكلم عن الرهبان والقيادات القبطية الكنسية الدينية ثم القيادات السياسية والمالية، فإنها كلها أظهرت البَطَر والاستعلاء والتبعية للأجنبي مع الأسف، وموّلت الانقلاب، وذلك ما صرّح به الملياردير رجل الأعمال القبطي المشهور (ساويرس) في الفضائيات مراراً، وتبجح بأنه أعطى شيكات مفتوحة للانـقلابيين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وستكون عليه حسرة ونغلبه بحول الله. · والموقف الرسمي للأقباط جسَّدَه بوضوح جلوس حَبْرهم الأعظم خلف السيسي عن يمينه عندما ألقى بيانه الانقلابي، ثم لما شكّل الرئيس الدمية لجنة وضع دستور انقلابي جديد: تقدمت الكنيسة بطلب رسمي بإلغاء مادة أن دين الدولة الإسلام، وهو ما يُعتبر تحرّشاً استفزازياً من طائفة نصرانية صغيرة الحجم بالأكثرة الساحقة المسلمة. · وهذه المواقف ما هي بمفاجأة، فنحن نعلم أن الأقباط الذين هاجروا إلى أوروبا وأميركا واستراليا نالوا رعاية خاصة من الغرب، وأنشأوا لهم جمعيات خاصة، وصرفوا عليهم وعلى طلابهم، وغذوهم بمعاني الحقد الشديد على الإسلام وعلى مصر وعلى العرب، ونقل هؤلاء هذا الحقد إلى داخل مصر، فنشأ جيل جديد حاقد يختلف في تربيته وأخلاقه وارتباطاته عن الأجيال السابقة وتولّاه (البابا شنوده) وزاد حقده علّمه التحرش والعدوانية وصناعة التوترات وبثّ الأراجيف، ولعل عقلاء من الأقباط ينتبهون الآن إلى ضرر الشرخ الذي حدث فيحاولون الترميم ورأب الصدق ومقابلة سيئة ساويرس بحَسَنة، ونرشح رفيق حبيب وأمثاله لقيادة هذا الاستدراك الضروري.
يتواصل..................... |