ظهور التيارات الإلحادية ناقوس خطر/سلمى عبد الله أحمد لعمى
السبت, 07 ديسمبر 2013 02:49

altalt

ظهور تيارات الالحاد و العلمانية في مجتمعات محافظة هو نتيجة فراغ فكري و روحي مرده الى استمرار وضع مأساوي و معاناة طويلة...

 

إنه يذكرني بما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن الماضي حيث إن الأمريكان السود لاقوا الكثير من الاضطهاد من طرف الأسياد البيض؛ فكان من خلفيات ثورتهم ظهور تيار " الحركة الوطنية" The national mouvement. 

هذا التيار أسسه أميري بركة أمريكي أسود بعد أن درس الأديان و اكتشف أن الدين الإسلامي هو أرحم الأديان فاعتنقه هو كما اعتنقه تابعوه.

 

الطريف أن السواد الأعظم من السود انضموا إلى الحركة تقليدا و ظنا منهم أن الاسلام هو دين المساكين و المستضعفين و هم لا يعلمون عن الإسلام إلا Salamalaykoum. فقد كان انضمامهم للحركة أساسا بدوافع نفسية و أيديولوجية أكثر مما هي دينية محضة على أساس خالف تعرف.

 

و محاولة منهم لتبني مبدأ جديد في الحياة و التعبير عن الثورة بطريقة خاصة و كان اعتناق الإسلام بديلا عما كانوا يعانونه من اضطهاد...

 

وبالنسبة لأكثر الإخوة العلمانيين العرب أظن أنهم جماعة لم يوفقوا لاستيعاب الخطاب القرآني فاتبعوا السبل و انتهجوا العلمانية حتى دون أن يفقهوها كفكر تأسيا بأمريكان القرن الماضي..!!

 

لقد لاحظت أن أكثر هؤلاء ليست لهم معرفة بالدين الإسلامي مطلقا اللهم الا إذا كانت معلومات هشة مغلوطة و بالتالي فليست مواقفهم من الدين بالمستغربة لان من جهل شيئا عاداه.

 

إن تبنيهم للعلمانية هو في حقيقته ردة فعل رافضة لواقع أملته الثقافة الاجتماعية و الموروث الحضاري الذي خلط النص الديني المقدس بالعرف و الاجتهادات البشرية المعرضة للخطأ و الدين منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب...

 

ظهور مثل هذه التيارات هو ناقوس خطر يستدعي من المجتمع وقفة مع الذات لرصد مكامن الخطأ و هي كثيرة لا يتسع المجال للحديث عنها في هذا [المقال] و لكن أهمها هو دور "رجال الدين" خاصة، حيث يتحتم عليهم الرجوع الى المفاهيم و الممارسات الدينية الخاطئة و تصحيحها حتى يتأتى للناس استيعاب الخطاب في بساطته و سداده و حثه على صالح الأفراد و الجماعات.

 

عندها أظن أن كل ذكي سينصاع اختيارا إلى الدين الإسلامي...

 

 

 

ظهور التيارات الإلحادية ناقوس خطر/سلمى عبد الله أحمد لعمى

السراج TV