من لمسلمي جمهورية افريقيا الوسطى؟/محمد عيادي |
الاثنين, 24 فبراير 2014 00:06 |
الأمر ليس تهويلا من صحافة عربية مسلمة بل اعتراف صريح من منظمات غربية كالعفو الدولية التي قالت ان المسلمين يتعرضون لتطهير اتني، وأن جنود القوة الدولية لحفظ السلام لم يتوصلوا إلى منع ذلك التطهير، ومنظمة هيومن رايتس ووتش التي وثقت عمليات إعدام وحشية في الشوارع بحق مسلمين وقالت إنها "باتت حدثا عاديا في بانغي". لكن ماذا بعد اعتراف هذه المنظمات ولو بلغة لا تعبر حقيقة عن هول المذابح والابادة التي يتعرض لها المسلمون في هذا البلد الافريقي، لم نر لها تحركا ولم نسمع لها صوتا قويا في العالم لعل ضميره يتحرك. بل ان كثير من وسائل الاعلام الغربية تكاد تتجاهل مايجري هناك أو تمر عليه مرور الكرام بلغات باردة وماكرة، اذا تتحدث عن أعمال عنف بين أطراف، ولاتتحدث عن إبادة طرف يمتلك السلاح وبين طرف جرد من السلاح وترك يواجه مصيره في ظل حديث تقارير اعلامية عن حياد سلبي للقوات الفرنسية وضعف للقوات الافريقية وعدم تدخلها بما يناسب حجم الجرائم الفظيعة التي تحصل. وللقارئ أن يتخيل معي المشهد لو كان معكوسا، وكان المسيحيون اقلية والمسلمون اغلبية وهذه الأخيرة اضطهدت الاقلية باقل من 10 بالمائة ممايحصل للمسلمين اليوم في جمهورية افريقيا الوسطى. أكيد أن مجلس الأمن سيجتمع والدول الغربية ستتدخل، والاعلام الغربي سيستعمل قاموسا مختلفا وسيتحدث عن الارهاب والاضطهاد وعدم التسامح الديني و.. وسيقيم الدنيا ولايقعدها، لكن المسلمين سواء في هذا البلد الافريقي او بورما او غيرها لابواكي لهم كما يقال. والغريب أن مع بشاعة مايحصل ماتزال مدعية المحكمة الجنائية الدولية تشك، تقول انه فتح تحقيق تمهيدي في جرائم حرب محتملة في هذا البلد، وكأنها تقول انها لن تكون جرائم كاملة الاركان وحرب حقيقية يقينية الا بعد ابادة المسلمين عن بكرة ابيهم و فرار الباقي خارج البلاد. إن كل متابع موضوعي يتساءل أين دعاة حوار الأديان في الغرب لماذا لم نر قيادات دينية مسيحية وازنة تستنكر ما يحصل وتوجه دعوات وتتدخل لايقاف الجرائم لاتحصل في حق المسلمين بل في حق الإنسانية. بالطبع مايجري بجمهورية افريقيا الوسطى وجه من اوجه الازمة السياسية التي تعرفها وكيف استعملت الحكومات المتوالية به النزعة الدينية ومنطق فرق تسد لحرمان المسلمين من حقوقهم والمشاركة في القرار السياسي، لكن ليس هذا مقام تفصيل في تلك الأزمة ولا في مصالح دول غربية وأخرى افريقية قريبة من هذا البلد وعينها على الثروات من ذهب والماس وابار نفط واورانيوم وغيرها، وكيف تواطئت بشكل او بأخر ضد المسلمين في هذه الأزمة. ولكن المقام، مقام تذكير بأهمية ايقاف المذابح والجارئم في حق المسلمين، لأن الأولية عند اندلاع حريق اطفائه، وليس النظر في أسبابه، فتلك مرحلة أخرى خاصة بعدما اعترفت الرئيسة المؤقّتة للجمهورية المذكورة كاترين سامبا بانزا الثلاثاء الماضي، أن حكومتها عاجزة عن ضمان سلامة المسلمين مما جعلهم يفرون خارج البلاد. والسؤال الكبير، ماذا تنتظر الدول الإسلامية؟ هل ستبقى تتفرج؟ أليس لها مسؤولية اتجاه هؤلاء المسلمين؟ لماذا لا تستعمل نفوذها وعلاقاتها للضغط والتدخل لإرسال قوات كافية ومحايدة لإنقاذ المسلمين هناك، وإيقاف المذابح والعذاب المسلط عليهم.
التوحيد والإصلاح |