مَشاهد مُثيرة ومؤثِّرة/آلاَّ بن محمدن بن منيه
الاثنين, 21 أبريل 2014 20:46

alt

 

طالعتنا بعض وسائل الإعلام بصورة لآثار دمار وخراب ألحقه العدو الصهيوني الغاصب بالمسجد الأقصى.

"وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" المائدة: 64 (المعنى هو: اليهود)

 

 

"وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" المائدة: 64 (المعنى هو: اليهود)وفى نفس اليوم طالعتنا بصورة ثانية لبعض المحتجَزين داخل ذات المسجد لمحاولتهم - قدر المستطاع - مقاومة وممانعة آلة البطش والفتك الصهيونية المتطورة، وجحافل علوج العدو المدجّجين بآخر ما أنتجته المعامل والمصانع - الصهيونية والغربية عموما -  من وسائل دمار  للإنسانية، بل لكل الكائنات الحية على حد سواء.

 

لفتت انتباهى لافتة (استغاثية) يحملها أحد الشباب الملثمين المرابطين في هذا الثغر المقدّس كتب عليها: ( ما تشاهدون فى الصورة) التالية:

alt

لقد أَسمعتَ لوناديتَ حيّاً *** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي

ولو نارٌ نفختَ بها أضاءت *** ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ

 

قلت فى نفسى من يخاطب هذا الشاب الذي يشبه فى محتوى لوحته هذه حال مُبْتَعَث أصحاب الكهف فى تعويله على استصحاب ورِق "أخنى عليها الذي أخنى على لبد"؟.

 

أيصح أن يكون المستغاث بهم - في الرسالة التى أراد هذا الشاب ومن معه إيصلها بما قل ودل - هم الشيوخ والعجزة؟!،  أم أنهم الصبيان والمعوقون؟!، ومتى كان هؤلاء فى الحرب نصيرا وظهيرا؟.

 

أم أن الشاب المجاهد المرابط يشاهد (تخيلا)، أو يتصور (ذهنا) أشباحا يحسبها نجدة من أشداء فرسان أمة الإسلام والعروبة، تتأهب بكل الوسائل للنصرة؟، تملكتنى الحيرة والعجب من أمره، ولمن يتوجه بهذا النداء العاجل!!.

 

أما الذى يُستبعد تصوّره، أو لم يخطر لى ببال - على الأقل - هو أن تكون الرسالة موجهة إلى من يفترض أنهم طاقة الأمة الحية.. الفاعلة: (شباب عصرنا.. شباب الكرة ).. لأن هؤلاء - ببساطة - ولَّوا وجوههم شطر منافسات (الريال والبارصا)، تتدحرج مشاعرهم وعواطفهم وأفكارهم وكل أحاسيسهم باطراد - وأفئدتهم هواء - تبعا لتأرجح بالونة هواء كروية، تتعاورها أقدام لاعبين تعلّقت مصالهم وآمالهم، وكل اهتماما تهم  باللهث خلفها، لاهمّ لهم غيرها.. إنها رسالتهم في الحياة، ومن أجلها يكابد ويسابق كلّ دقات قلبه ليترك بصمته على صفحة من صفحات تاريخها...

 

لهمُ الجِبايةُ والعطا *** ءُ بلا حدودٍ، والكرمْ

لهمُ المَزايا والهِبا *** تُ وما تجودُ به الهممْ

ولعالِمٍ سهرَ الليا *** ليَ عاكفاً فوقَ القلمْ

ولزارعٍ أحيا الموا *** تَ فأنبتتْ شتّى النِّعمْ

ومقاتلٍ حُرمَ السُّها *** دَ ولمْ يزلْ رهنَ الحممْ:

بعضُ الفتاتِ لكي تعيـ *** ـشَ عَلِيّةً كرةُ القدمْ!

فبفضلها سيكون هـ *** ـذا الجيلُ مِن خيرِ الأممْ!

وبفضلها يأتي الصبا *** حُ وينتهي ليلُ الظُّلَمْ!

وتُرَدُّ صهيونُ التي *** ما ردَها عِلمٌ وفهم!

 

تصورت هذا المشهد المتنامى حماسه والاندفاع نحوه بوتيرة صاروخية، ولاحظت شغْل وانشغال شباب أمة الإسلام به.. بحيث كلما اشتدت "منافسة اللاهثين خلف بالونة الهواء الكروية)، واكتمل انصراف وتفرغ الشباب للفرجة استمتاعا واستجابة لداعى الهوى.. كلما تفرّغ العدو لتدنيس المقدسات.. ودك البيوت فوق رؤوس الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة.. وابتلاع الأراضى.. وتغيير الخرائط.. استمتاعا وإشباعا لغرائزه بطرقه، يتجلى ذلك فيما نشاهده على الشاشات من بهجة وسرور ونشوة بادية على وجوه علوج العدو.. ولسان حالهم: "ما أحلى التمتع بممارسة الهواية، وإرضاء النزوات، بدون منغص أوأبسط مكدّر".

 

فعلا خلا لهم الجو، فعاثوا فى الأرض خرابا ودمارا، وتنكيلا وبطشا وهلاكا، لم يَستثْن الحرث والنسل، ولا الشيوخ والنساء ولا الأطفال والعجزة، ولا المستشفيات، ودور العبادة...

 

ما ذكرنى بقصة بشر المريسي حين عرض كتابا له على المأمون في تحليل النّبيذ، وبحضرته محمد بن أبي العبّاس الطّوسي، فانبرى للطّعن عليه والمعارضة للحجج التي فيه، وأسهب في ذلك وخطب، وأكثر وأطنب، فقلق المأمون واحتدم، وهاج واضطرم؛ لاستحقار الطّوسي وخلاء المجلس له، وكان يحبّ أن يزعه وازع يكفّه بحجّة تسكته، فلما لم ير أحدا بحضرته يذبّ عن كتاب بِشْر، قال متمثلا:

 

يا لك من قبّرة بمعمر *** خلا لك الجوّ فبيضي واصفري

ونقرّي ما شئت أن تنقّري

 

أقول: تصورت هذا المشهد وهو يحاكى مشهد حَفْنة من المجرمين من محترفى اللصوصية والغصب، وهم يسْعون للسرقة أو للحرابة - على الأصح - بغية الحصول على كنز ثمين أعيتهم الحيلة للنيل منه، لصرامة وشدة ما يحاط به من حراسة.. ولأهمية الهدف لم ييأس اللصوص منه، فظلت المحاولات تلو المحاولات.. إلى أن وجدوا مرة أن أصحاب الكنز قد استسلموا للاسترخاء، وداعى الدّعة والراحة "مطمئنين".. أما موقع الكنز فخلو إلا من بعض كلاب الحراسة، بيد أن هذه مع شدة أمانتها، وشراستها فى الدفاع عما أمّنت عليه، إلا أنها لا تفتأ تتلهّى إن شُغلت بقطعة لحم عفنة، فتنشغل بها وتتفرغ لها بكل اهتمام وعناية، بحيث يغيب عنها كل شيء إلا هي استمتاعا واستجابة لمقتضى الغريزة (الحيوانية البحتة)، التى هي بالنسبة لها تتنزل منزلة الضروري لا الحاجي ولا التحسيني (على لغة الشاطبي في نظريته المقاصدية).

 

فتمنيت أن يصل شباب (البارصا و الريال) ولو إلى مرتبة كلاب الحراسة، التى حصّلت مبتغى من ضروراتها.. أما هم - رغم همّهم وغمّهم - فلا يحصلون ولو على "اريال" أو "درهم" واحد (لمعاش)، أما تحصيل (حسنة لمعاد) فمظنّتها أبعد.. ومع ذلك لا يخامرهم شك - إن كلمت أحدهم - أن:

 

"أمضَى الجسورِ إلى العُلا ***  بزماننا كرةُ القدمْ"

 

متعللا بكونها:  

 

"تحتلُّ صدرَ حياتنا *** وحديثُها في كل فمْ"!!؟؟.

 

هذا الشباب الأمين على بذل الجهد والوقت لمعرفة أصل وفصل كل لاعب: دخلِه، وثمنه إن بيع، وأهدافه إن كان مهاجما، وأدائه فيما رد من هجمة إن كان مدافعا، وما أحبط من هدف محقق إن كان حارسا، وعدالته فى الحُكم إن كان حَكما.. وهفواته: عمدها وسهوها.. وما رُفع فى وجهه بسبب ذلك من بطاقت بأحمرها وأصفرها، وعدد مراتها، وأين، ومتى، ولِمَ؟.. ورافعها، باسمه، وجنسه، وجنسيته: أصله وفرعه...

 

هذا الشباب الأمين - كذلك - على متابعة وتسجيل وتخزين التفاصيل الدقيقة للأسماء والجنسيات، والألوان، والحركات، والنزوات لـــــكل (اللاهثين خلف بالونة الهواء الكروية) من فريقي: (الريال والبارصا) وغيرهما ممن استن بسنتهما.. ولكنه غير مؤتمن - للأسف الشديد - على المسجد الأقصى وغيره من المقدسات والحرمات!؟..

 

إخوتى الأعزاء إذا كان من يأسرونكم يلعبون بكرة ملئت هواء.. ويغنمون من جولاتهم وصولاتهم فيها صحة فى الأبدان، وثراء فاحشا من ريعها تضيق عنه الجيوب وتتضخم به الأرقام فى الحسابات.. فأنتم معاشر شباب: (الريال والبارصا) تلعبون بالنار، وبالمقدسات، والأهل، والأعراض، والأوطان.. والفرق أوضح من شمس الضحى..

 

فالخاسر من باع آخرته بدنياه، والأخسر من باع آخرته بدنيا غيره، أما إن كان الغير يتنزّل منزلة الخصم أو العدو بوجه ما، فالخسارة أدهى وأمر..

 

"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً[1]"، ولا ألتفت - هنا - لخصوص السبب لعدم نفيه عموم اللفظ، كما هو مقرر عند أهل العلم.

  

كرة القدمْ.. صارت أجلّ *** أمورنا هذا الزمنْ

..أكلتْ عقول شبابنا *** ويهودُ تجتاح المدن

وعَويلُ أطفالٍ يتامى *** جُرّعوا كاسَ الحزَنْ

كم مسلمٍ فقدَ الرعا *** ية والحماية والسكنْ

كم جائعٍ.. والمالُ يُهـ *** ـدَرُ.. لا حسابَ ولا ثمنْ:

للاّعبِ المِقدامِ.. تَصـــ *** ــنَعُ رِجلهُ مَجدَ الوطنْ !!

وتردّ عنه العاديا *** تِ إذا دجا ليلُ الفِتنْ

الخيرُ يسفَحُ في النوا *** دي كالسحَابِ إذا هتَنْ

والمسلمون البائسو *** نَ تَنوشُهمْ كفُّ المِحَنْ

 

والمفارقة العجيبة أن تصلنا - في ذات الوقت - من القدس بعض المشاهد عميقة الدلالة، من أروعها صورة لمراهق فلسطيني مسلم أصر على الصلاة فى الأقصى، وإن منعته من دخوله مليشيات وعلوج العدو الصهيوني الغاصب، التى لا تدرى أن الله جعل للمسلمين الأرض مسجدا وطهورا، فما بالك بباحات وحرم المسجد الأقصى.

 

من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيءمن خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيءمن خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء.

 

لقد أوحت لي هذه الصورة - المؤثرة بكل المقاييس - بأن إيمان هذا المراهق على ضآلة ما يشغله من حيز فوق سجادته النظيفة، قهر بنقاء إيمانه إرادة فيلق العلوج المتكدس خلف ظهره كالخشب المسندة، وكأنهم لا يملكون إلا التفرغ لحراسته وتأمينه، مهما بدا أنهم يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو من شدة فرط الخوف والذّلة، وهم يلتفتون يمنة ويسرة.. بينما المراهق المسلم المؤمن رابض كالأسد فى جلسة إيمانية مهيبة، وخشوع ووقار وثبات عجيب، يؤدى صلاته بكل طمأنينة وقد غاب عنه ما حوله من جند مجنّد بعدّته وعتاده.. يستعسل حلاوة الإيمان التى خامرت بشاشتها قلبه وهو يناجى ربّه، فأنساه ذلك كل شيء إلا هو - هكذا أحسبه – ولا أزكى على الله أحدا.

 

لكنى فى المقابل فزعت فزعا شديدا وأنا أرى وأسمع وأقرأ ما يؤكد سكرة شباب (الريال والبارصا) بخمر متعة متابعة منافسات (اللاهثين خلف بالونة الهواء الكروية)، وكأن دوي حادث الأقصى، وصدى استغاثات من حوصروا وشردوا دفاعا عنه (مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّه)، أو (كَأَن) (شباب الريال والبارصا) (لَمْ يَسْمَعْهَا) أو (كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً).. عند ما لما أر أي تعليق أو إشارة - مهما كانت - من أي شاب "برصاوي" أو "الريالي" فى أي موقع تواصلي أو غيره، تنبئ عن أبسط مستوى من الاهتمام، أو أنه - على أقل تقدير - استشعر أو شعر بالحادث الجلل!؟.. فى حين غصّت مواقع التواصل والهواتف وأجهزة الحاسوب وغيرها بكل مظاهر الاهتمام والعناية (مدحا أو قدحا) لهذا الفريق أو ذاك.. أضف إلى ذلك كثرة الصفحات الألكترونية المستحدثة للغرض، وسيل الرسائل المتبادلة، وغزارة الصور المنشورة لـــ(اللاهثين خلف بالونة الهواء الكروية)، وشعاراتهم وألوان أقمصتهم، وحتى شعارات الشركات العالمية التى تدفع كثيرا لهؤلاء ولنواديهم وملاعبهم للترويج لها، يروج لها شبابنا (عن غير وعي منة وتكرما) من فرط الجهل والتقليد الأعمى، وليت الأمر اقتصر على هذا الحد.. فهل يدرى هذا الشباب أن بعض شعارات من يهتفون لهم، ويتفاخرون بموالاتهم، تتعارض وما يحملون من معتقد؟، لــــــــــ: "َقَوْلهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً[2]".

 

أما التّزيى بزيّهم، والتّشبّه بأنماط موضاتهم في الحلاقة، والتّمثّل لأخلاقهم فى طريقة الكلام والضحك والانفعال، والأكل والشّرب، وغيرها.. فحدث ولاحرج...

 

ناشدتكمْ بالله والـ *** ـقرآنِ يا أهلَ الكُرَهْ

أعلِمْتمُ أنّ اليهُو *** دَ على الدّيَارِ معسْكِرَهْ

تجتاح أرضَ الأنبيا *** ءِ بغيّةً مستكْبرهْ

تختال فوق دمائنا *** عِربيدةً متجبّرهْ

في كل يومٍ نكبةٌ *** وبكلّ أرضٍ مجْزَرهْ

       ..أيسجّلُ التاريخُ أنـّ *** ـا أُمةٌ مستهتِرَهْ

 شهِدتْ سقوطَ بلادها *** وعيونها فوقَ الكُرهْ؟!!

 

إن كان جوابكم (بنعم) أي أنكم  على عِلم فتلك مصيبة.. وإن كان الجواب (بلا)، أي أنه لا علم لكم بما يجرى فالمصيبة أعظم!!..

 

كرةُ القدمْ.. الناسُ تسـ *** ـهَرُ عندها حتى الصباحْ

لتشاهدَ الفرسانَ يعـ ***  ـتركونَ في ساحِ الكفاحْ

يعلوْ الهتافُ وتملأ الـ ***  آفاقَ أصواتُ الصياحْ

هذا يشجعُ لاعباً ***  هذا جناحٌ، ذا جَناح

اللاعبونَ أُسُودُ غا ***  بٍ يمْسحونَ لظى الجراحْ

فيعانَقونَ، يطوَّقو *** نَ الوَردَ أو زهرَ الأَقاح..

وإذا دعا داعي الجها ***  دِ وقالَ: حيّ على الفلاحْ

هيا إلى ردّ العدوِّ ***  المستكنّ على البِطاح

غطّ الجميعُ بنومهمْ.. ***  فوزُ الفَريقِ هوَ الفَلاح!!

فوز الفريق هو السبيـ ***  ـلُ إلى الحضارة والصلاحْ

وإلى اعتلاء العابرا *** تِ، إلى الفضا فوقَ الرياح

والعلمُ من لغوِ الحديـ *** ـث، ودربهُ وخْزُ الجِراحْ

 

ثبت من حديث أبى سعيد - رضي الله عنه - أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ" قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال: "فَمَنْ". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: ما ذكر عن بنى إسرائيل، حديث رقم: 3456.

علق على هذا الحديث د. مصطفى البغا بقوله: "ما أروع هذا التشبيه الذي صدق معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نشاهد تقليد أجيال الأمة لأمم الكفر في الأرض فيما هي عليه من أخلاق ذميمة وعادات فاسدة تفوح منها رائحة النتن، وتمرّغ أنف الإنسانية في مستنقع من وحل الرّذيلة والإثم وتنذر بشرّ مستطير.. ومن يكون المعني غير اليهود والنصارى؟ ..فهم المخططون لكل شر والقدوة في كل رذيلة".

 

إخوتى الأعزاء إقرأوا معى إن شئتم قوله تعالى: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور[3]".

 

عجباً لآلاف الشبا *** بِ وإنهمْ أهلُ الشّممْ

صُرِفوا إلى الكرةِ الحقيـ *** ـرةِ؛ فاستُبيحَ لهمْ غنم[4]!

 

إخوتى الأعزاء في: (شباب الريال والبارصا)، ألا يخجلكم - بحق - ما أبدعته ريشة فنان كاريكاتيري، سعى للتعبير عن واقع حالكم بتهكم، ازدراء، تنضح به الصورة التالية، والتعليق تحتها؟:

 "الحروب التي يخوضها الشباب المسلم في عصرنا لنصرة الاسلام وقضايا الأمة !!!"

الحروب التي يخوضها الشباب المسلم لنصرة الاسلام والنهوض بالامة الاسلامية !!! (**( كرة القدم )**) أمضَى الجسورِ إلى العُلا * بزماننا كرةُ القدمْ تحتلُّ صدرَ حياتنا * وحديثُها في كل فمْ وهي الطريق لمن يريـ * ـدُ خَميلةً فوق القمم أرأيت أشهرَ عندنا * من لاعبِيْ كرة القدم؟! أهمُ أشدّ توهجاً * أم نارُ برقٍ في علَمْ لهمُ الجِبايةُ والعطا * ءُ بلا حدودٍ، والكرمْ لهمُ المَزايا والهِبا * تُ وما تجودُ به الهممْ ولعالِمٍ سهرَ الليا * ليَ عاكفاً فوقَ القلمْ ولزارعٍ أحيا الموا * تَ فأنبتتْ شتّى النِّعمْ ومقاتلٍ حُرمَ السُّها * دَ ولمْ يزلْ رهنَ الحممْ: بعضُ الفتاتِ لكي تعيـ * ـشَ عَلِيّةً كرةُ القدمْ! فبفضلها سيكون هـ * ـذا الجيلُ مِن خيرِ الأممْ! وبفضلها يأتي الصبا * حُ وينتهي ليلُ الظُّلَمْ! وتُرَدُّ صهيونُ التي * ما ردَها عِلمٌ وفَهمْ! كرةُ القدمْ.. الناسُ تسـ * ـهَرُ عندها حتى الصباحْ لتشاهدَ الفرسانَ يعـ * ـتركونَ في ساحِ الكفاحْ يعلوْ الهتافُ وتملأ الـ * آفاقَ أصواتُ الصياحْ هذا يشجعُ لاعباً * هذا جناحٌ، ذا جَناح اللاعبونَ أُسُودُ غا * بٍ يمْسحونَ لظى الجراحْ فيعانَقونَ، يطوَّقو * نَ الوَردَ أو زهرَ الأَقاح.. وإذا دعا داعي الجها * دِ وقالَ: حيّ على الفلاحْ هيا إلى ردّ العدوِّ * المستكنّ على البِطاح غطّ الجميعُ بنومهمْ.. * فوزُ الفَريقِ هوَ الفَلاح!! فوز الفريق هو السبيـ * ـلُ إلى الحضارة والصلاحْ وإلى اعتلاء العابرا * تِ، إلى الفضا فوقَ الرياح والعلمُ من لغوِ الحديـ * ـث، ودربهُ وخْزُ الجِراحْ كرة القدمْ.. صارت أجلّ * أمورنا هذا الزمنْ .. أكلتْ عقول شبابنا * ويهودُ تجتاح المدن وعَويلُ أطفالٍ يتامى * جُرّعوا كاسَ الحزَنْ كم مسلمٍ فقدَ الرعا * ية والحماية والسكنْ كم جائعٍ.. والمالُ يُهـ * ـدَرُ.. لا حسابَ ولا ثمنْ: للاّعبِ المِقدامِ.. تَصـــ * ــنَعُ رِجلهُ مَجدَ الوطنْ !! وتردّ عنه العاديا * تِ إذا دجا ليلُ الفِتنْ الخيرُ يسفَحُ في النوا * دي كالسحَابِ إذا هتَنْ والمسلمون البائسو * نَ تَنوشُهمْ كفُّ المِحَنْ عجباً لآلاف الشبا * بِ وإنهمْ أهلُ الشّممْ صُرِفوا إلى الكرةِ الحقيـ * ـرةِ؛ فاستُبيحَ لهمْ غنمْ! ناشدتكمْ بالله والـ * ـقرآنِ يا أهلَ الكُرَهْ أعلِمْتمُ أنّ اليهُو * دَ على الدّيَارِ معسْكِرَهْ تجتاح أرضَ الأنبيا * ءِ بغيّةً مستكْبرهْ تختال فوق دمائنا * عِربيدةً متجبّرهْ في كل يومٍ نكبةٌ * وبكلّ أرضٍ مجْزَرهْ .. أيسجّلُ التاريخُ أنـّ * ـا أُمةٌ مستهتِرَهْ شهِدتْ سقوطَ بلادها * وعيونها فوقَ الكُرهْ ؟!! ترى، أيسجل التاريخ ذلك عنّا؟؟ اللهم انصر المسلمين على أنفسهم الأمارة وانصرهم على أعدائهم. آمين. للشاعر الدكتور/ وليد قصّاب‏]

                          " الحروب التي يخوضها الشباب المسلم في عصرنا لنصرة الاسلام وقضايا الأمة !!!"

 

-       ألم تروا أو تسمعوا بالمَشاهد السالفة الذكر، المعبّرة عما يئن تحته المسجد الأقصى من عدوان وطغيان آثم؟.. وما يتعرض له المرابطون في ثغره من اضطهاد وتنكيل وتهجير...؟.

 

-       ـثم هل استبقيتم من فضولكم اللافت للكرة وثقافتها ما يقودكم لمجرد التساؤل عمّن يغضّون الطّرف ويتواطؤون.. إن لم أقل يساندون ويؤيدون ويشجعون، الإبادة البشرية (الجماعية) باسم الدين، والضحية المسلمون في وسط إفريقيا..  وقبلهم مسلمو الرهينكيا؟.. وأنتم منشغلون لاهون بتشجيع وتأييد ومساندة من يشجعون ويؤيدون ويساندون المعتدى!! أو هم جزء منه بمعنى من المعانى؟!.

 

-       ألا ترون أنكم بذلك تخربون بيوت الله وبيوتكم بأيديكم؟.

 

-       أم أنه ليس فيكم رجل رشيد؟...

 

إن كان ذلك كذلك – لا قدر الله - فعلى حرمات ومقدسات الإسلام، وأراضى وأعراض المسلمين السلام...

 

أما أنا فمحض النصح قصدت، ليقينى أن الخير كله فى الشباب، وأن بذور جواهر الإيمان لن تخلو منها شغاف قلوبكم، وأن جلاء مع يعلق بها من أدران - رغم الجراح - تنفعه الذكرى..

 

ولعلمى بأنكم مهما انشغلتم بخلاف المطلوب، فإنكم عند التذكير بالصواب وأحقيته ستؤثرونه لا محالة، وتحلّونه محل الذى هو أدنى، لأن الحق أحق أن يتبع.. فأذكركم ببشارة الله لـــــ: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ[5]".

 

وما أحسن أن نستحضر ونستشعر جميعا الحقيقة لا مفر منها، والمعبر عنها على لسان العلامة عبد الحميد بن محمد المهدي، حين قال:

 آلاَّ بن محمدن بن منيه - باحث موريتاني ـ جامعة محمد الخامس ـ الرباط

فالدهرُ ذُو غِيَرٍ فلا تَثِقَنْ به *** في لَحظةٍ تأتيك منه غوائل

فالموت وِرْدٌ للجميع وإنه الـ *** ـحق اليقين وما سواه الباطل

"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ" *** كدحًا إلى رب العباد فَنَائِلُ

     واحذر من التسويف فهو مَضِيعَةٌ *** للعمر إن الدَّور عندك واصل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]  ـ الكهف :103 ـ 104.

[2]  ـ النساء : 157.

[3]  ـ  الحج : 46.

[4] ـ كل الذى مر من شعر قبل هذه الأبيات هو من قصيدة طويلة بعنوان : (كرة القدم ) للشاعر: د. وليد قصّاب.

[5]  ـ الزمر:18.

مَشاهد مُثيرة ومؤثِّرة/آلاَّ بن محمدن بن منيه

السراج TV