أكذوبة حقن الدماء/ماهر إبراهيم جعوان |
الخميس, 01 مايو 2014 01:50 |
أيدتم الانقلاب حقنا للدماءناصرتم الحاكم المتغلب وما هو بمتغلب حقنا للدماءبينما تنازلتم عن الحاكم الشرعي حقنا للدماءباركتم قتل المعتصمين حقنا للدماءصمتم عن فرية جهاد النكاح حقنا للدماءبينما سترتم الزاني والزانية بثيابكم حقنا للدماءدافعتم عن جهاد الكارتيه حقنا للدماء أفتيتم بترك نسائكم للغاصب يكمل نشوته حقنا للدماءكنتم أول من دافع عن الساقطين والساقطات حقنا للدماءتبرأتم من مشايخكم حين مُنعوا من الخطابة حقنا للدماءما اعترضتم على إهانة أفرادكم المؤيدين للانقلاب حقنا للدماءساندتم القاتل الظالم الخائن حقنا للدماءتجسستم وغررتم بإخوانكم حقنا للدماءانحزتم للدولة العميقة السحيقة الفاسدة حقنا للدماءاعلنتم دعمكم لمرشح غير اسلامي حقنا للدماءزعمتم أن القاتل سيطبق شرع الله حقنا للدماءصرتم صم بكم عمي حين وصف رموزهم بالانبياء حقنا للدماءاستمتم فى تبييض وجه الانقلاب ورموزه حقنا للدماءرضيتم بالذل والعار وتنازلتم عن مبادئكم حقنا للدماءأيدتم الكنيسة حقنا للدماءضيعتم عقيدة الولاء والبراء حقنا للدماءتحالفتم مع أعداء الإسلام حقنا للدماءرددتم أكذوبة أخونة الدولة حقنا للدماءوقفتم في صف إبليس ومعسكره حقنا للدماءخنتم أمتكم ودينكم حقنا للدماءأكلتم الميتة حقنا للدماءخضتم ورتعتم في النجاسة حقنا للدماءواطأتهم أعداء الشريعة حقنا للدماءفرقتم الشمل حقنا للدماءتركتم مكارم الأخلاق حقنا للدماءطأطأتم الرؤوس حقنا للدماءاستعملتم ووظفتم النصوص والأدلة الشرعية في غير موضعها حقنا للدماءكذبتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حقنا للدماءخنعتم وأنكرتم على أهل العزم أخذهم بالعزيمة حقنا للدماءأكثرتم الحديث عن الإمام أحمد بن حنبل وصموده وثباته ولم تنتهجوا نهجه حقنا للدماءهاجمتم الشيعة واستخدمتم تقيتهم وأساليبهم في الخداع والكذب والتدليس حقنا للدماءبررتم سفك الدماء حقنا للدماءدافعتم عن القتلة حقنا للدماءالغاية عندكم تبرر الوسيلة فإسلامي مع الاسلاميين وعلماني مع العلمانيين وكاذب من الكاذبين وفاسد مع الفاسدين وجبان مع الجبناء وخائن مع الخائنين وفاجر في الخصومة وشامت مع الشامتين كل ذلك حقنا للدماءشديد على الاسلاميين وضعيف رخو على غير الاسلاميين حقنا للدماءأقمتم الدنيا لترهات وقضايا وهمية ومعارك جانبية ثم إذا جد الجد تنازلتم حقنا للدماءواليتم غير المسلمين حقنا للدماءسلكتم طريق بن سلول حقنا للدماءشغلتم الناس بفقة دخول الخلاء وضيعتم وجوب تنصيب الإمام حقنا للدماءسلم الكفار والمنافقون من ألسنتكم ولم يسلم منكم إخوانكم حقنا للدماءأخرتم الواجبات وقدمتم المستحبات حقنا للدماءقدمتم ما حقه التأخير وأخرتم ما حقه التقديم حقنا للدماءحفظتم الفروع وضيعتم الأصول حقنا للدماءصغرتم الكبير وكبرتم الصغير حقنا للدماءعظمتم الحقير وحقرتم العظيم حقنا للدماءصنتم السنن وضيعتم الفرائض حقنا للدماءحملتم الضحية ما لا تحتمل من ظلم الظالم حقنا للدماءتنازلتم عن حلم الضعفاء حقنا للدماءضيعتم جهود الاصلاح والوفاء للشهداء حقنا للدماءاكفهِرُّيتم في وجوه إخوانكم وانبسطت ضحكاتكم في وجوه إعدائكم حقنا للدماءأغظتم إخوانكم وأفرحتم عدوكم حقنا للدماءفعلتم الشيء ونقيضه حقنا للدماءفهل حقنتم حقا الدماء أم كان آخر ما يهمكم هو حقن الدماءوالله الذي لا إله غيره ما حقنتم الدماء بل وقفتم في صفوف من أراقوا الدماءهل نصرتم حقا الدين أم تعريتم وظهرت سوأتكم وصرتم كالذين (لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)وما بين خلع ثوب الذل وارتداء ثوب الحرية تظهر عورات الكثيرينووقفتم في صفوف الظالمين الخائنين ونطقتم بآيات القرآن الكريميقول ابن الجوزي رحمه الله:(إنه بقدر إجلالكم لله عز وجل يجلكم وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم وحرمتكم ولقد رأيت - والله - من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدىالحدود؛ فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوةمجاهدته. ولقد رأيت من يراقب الله - عز وجل - في صبوته مع قصوره بالإضافة إلى ذلكالعالم؛ فعظم الله قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير).يقول الغزالي رحمه الله:"فهذه كانت سيرة العلماء وعادتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقلة مبالاتهم بسطوة السلاطين؛ لكونهم اتَّكلوا على فضل الله تعالى أن يحرسهم، ورضوا بحكم الله تعالى أن يرزقهم الشهادة، فلما أخلصوا لله النيَّة؛ أثر كلامهم في القلوب القاسية، فليَّنها، وأزال قساوتها. وأما الآن؛ فقد قيَّدتِ الأطماع ألسن العلماء؛ فسكتوا، وإن تكلموا؛ لم تساعد أقوالَهم أحوالُهم، فلم ينجحوا، ولو صَدَقوا وقصدوا حقَّ العلم؛ لأفلحوا. ففساد الرعايا بفساد الملوك، وفساد الملوك بفساد العلماء، وفساد العلماء باستيلاء حبِّ المال والجاه، ومن استولى عليه حب الدنيا؛ لم يقدر على الحسبة على الأراذل، فكيف على الملوك والأكابر"(إحياء علوم الدين2/ 357) |