لغة القرءان/ميمونة بنت سيدي
الاثنين, 09 يونيو 2014 18:50

قال تعالى: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}[1]

اللغة العربية هي لغة القرءان، ولغة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، من عرفها فهم كلام الله وفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

إنها تلك الكلمات الجميلة المتناسقة في شكلها، الرائقة في ألفاظها، المعجزة في معانيها، تجد فيها كل المحسنات، والصور البديعية والكنايات، والطباق والجناس، والحقيقة والمجاز من كلام الناس، إذا قرأتها تعلقت بها، وإذا تعمقت فيها بهرتك دلالاتها ومعانيها، هي كما قال عنها شاعرها حافظ إبراهيم:

 

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

وسعت كتاب الله لفظا وغاية

وما ضقت عن آي به وعظاتي

 

ومن المؤسف في زماننا أن أبناء اللغة العربية هجروها إلى لغات ليست ندا لها شكلا ولا مضمونا، بحجة الرقي والحداثة، وما الرقي إلا لغة القرءان، وليس لهؤلاء مبرر مقبول بل هو نوع من الاستغراب الذي عتب حافظ إبراهيم على أصحابه:

أيهجرني قومي عفا الله عنهم

إلى لغة لم تتصل برواة

فالباحث عن جمال الأسلوب ورصانة اللفظ وحسن المعنى يجده في لغة الضاد شعرا ونثرا وهو ما يتجلى في خطب قس بن ساعدة والأحنف بن قيس، وفي أشعار العرب في الجاهلية والإسلام.

وتعد الدعوة للرجوع إلى اللغة العربية والعناية بها أمرا أساسيا  وضرورة ملحة في عصرنا الذي تخلى فيه أغلبنا عنها وعزف عن الكتابة بها حتى في الدردشة العادية في مواقع التواصل الاجتماعي، وهوما يهدد باندثارها.

ومن هنا كان لزاما على الجميع الدفاع عن هذه اللغة والاهتمام بها إلى جانب اللغات الأخرى التي لاشك أن تعلمها مفيد ولكن ليس على حساب لغتنا ورمز هويتنا ألا وهي اللغة العربية.



[1] سورة يوسف الآية: 2.

لغة القرءان/ميمونة بنت سيدي

السراج TV