المرأة المسلمة .. وحذق الفنون/الشيخ محمد سعيد با
الأحد, 09 نوفمبر 2014 11:47

عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة، فدل أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة، فجاءها فسألها أن ترقيه، فقالت: و الله ما رقيت منذ أسلمت! فذهب الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخبره بالذي قالت الشفاء! فدعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الشفاء، فقال اعرضي علي! فعرضتها عليه، فقال: ارقيه وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب؛ و في رواية: الكتابة"، يراجع الصحيحة للألباني. (١/ ٢٨٩)

في هذا النص النبوي جملة من الدروس وحشد من المعاني-لأن صاحبه ينبوع خير ومصدر رشد ونبراس هداية، فداه نفسي- نحتاجه اليوم، ونحن نعارك أبالسة الإنس والجن لإيجاد موطن قدم لنا في هذا العالم المصاب بالدوار.
نستل بعض هذه الدروس على ضوء ما نعانيه من عوج الزاوية في نظرنا إلى المرأة وموقفنا الهزيل من قضاياها ما جعلنا نعطل قدراتها ونحرم المجتمع من عطائها ما مكن الخصم من فتح كوة في حصننا تسلل عبرها إلي وكرها ليجرها برجلها إلي الشارع ثم وجدنا الحل في التنديد والدعاء بالستر:
-كان المجتمع الإيماني بالمدينة-والوحي يتهاطل على مدار الساعة-مفتوح الأبواب يعيش الناس في تواصل إيجابي: "فجاءها .."، بهذه البساطة والعفوية توجه إليها يطلب منها خدمة خاصة..
- تأسيس الموقف الإيماني علي التوجيه السديد، بمعنى التحاكم إلى المرجعية وليس الصدور عن تصور خاص وخاصة ساعة يتعلق الأمر بمصالح الناس تحقيقا وتعطيلا: "ما رقيت منذ أسلمت.."..
- ديننا يقوم علي جملة من القواعد الصلبة منها استمرارية التجربة البشرية والدعوة إلى الأخذ بها بعد الفحص وتأكد المنفعة بخلاف الرائج اليوم وعكس القاعدة ما حجر علينا جملة من أبواب السعة.
-لتستشعر القيادة الدينية بأن دورها ليس فحص النصوص صحة وسقما ثباتا وتضعضعا فحسب، وإنما التحرك مع المجتمع وحمل همومه، والسعي لتخفيف مما يكابد من آلام جسمانية ونفسية ومجتمعية، لأنها ما لم تفعل فستدفع الحاجة الناس إلى الوقوف على باب اللئيم الذي قد يكون منظمة كنسية أو نحلة تصطاد العقول أو شبكة للإيقاع بالأبرياء ثم ننادي فلا مجيب لأن الوقت قد انقضى، هذا كله من معاني كلمة بسيطة وواضحة في النص: "... ارقيه .."
- لم يكن تنزل الوحي وتواصل زيارات الملائكة إلى الأرض حائلا دون طرق مصادر ومظان المعرفة البشرية حتى داخل مربع الوحي الآمن: "وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب"،
والسؤال هنا: لو طبقنا هذه المنهجية هل كان سيثور في أوساط أمتنا شرقا وغربا ذلك السؤال المتكرر منذ عقود بل وقرون والذي يختزن كثيرا من المضاضة: أيجوز أن يعالج رجل طبيب امرأة أجنبية عليه ؟
وفي الجملة فلن نحصن المرأة المسلمة-بل المجتمع المؤمن بكل أطيافه-، بأفضل من إطلاق قدراتها وصقل مواهبها وجعلها فاعلة بدلا من أن تكون منفعلة، وأن نمكنها من تأدية قطها من المسئولية الجماعية وليس إبقاءها كلا ثقيلا على كاهل مجتمع مترنح الخطا منحصر الظل.
ألا ما أعظمك من معلم يا سيدي!
صلى عليك الذي اصطفاك وأرسلك هاديا!
                                     المصدر : صفحة الكاتب على الفيس بوكMouhamad Said Ba

المرأة المسلمة .. وحذق الفنون/الشيخ محمد سعيد با

السراج TV