محورية التربية الصاقلة/الشيخ محمد سعيد با

أربعاء, 02/11/2015 - 13:27

في عجالة نطرح ملاحظة عامة عن قضية محورية تتعلق بالفرص الذهبية التي نضيعها علينا وعلى البشرية بأسرها في حاضرها ومستقبلها وذلك عندما نحرم فردا واحدا من "حقه الطبيعي" في التربية المتوازنة التي بها وحدها نستطيع صقل وبلورة ما أودع الله فيه من قدرات وطاقات تظل في حالة كمون إلي أن نحركها وننسقها ونضع لها قوالب تتبلور فيها ونهيئ لها الجو الحاضن لتتنفس فيه وتفوح في جوانبه.
المرجعية والأفق محددان أساسيان في أي مشروع نهضوي يتم تسويقه من أجل إتاحة الفرص للأجيال القادمة كي يتأتى أن يعيشوا في بيئة مهيأة ستسمح لهم بممارسة الحياة في أجلى صورها وفي قلبها وليس علي الهامش أو التسكع في أرصفة الغفلة.
لكن السؤال المركب هنا هو:
ألدينا، في إطار منطوماتنا التربوية، مرجعية تستوفي شروط الصلاح وتتسم بالمتانة بما فيه الكفاية نستطيع الاتكاء عليها لنقلة نوعية نستطيع بها استعادة توازننا الجماعي ؟
ويتفرع عن هذا تساؤل لا يقل وزنا: أيعقل تصور بناء منظومة تربوية قومية مع الاستمرار في نهج الاستعارة الثقافية واللغوية مع تذكر الأثر العميق الذي يتركه هذان المقومان في تشكيل الإنسان الصالح الذي يملك حسا مرهفا يجعلنا نعول عليه في عملية إعادة رسم المسار الجماعي بحيث نتخلص في النهاية من الرهان الخاسر الذي مردت عليه قياداتنا الفكرية والسياسية طيلة عقود ؟
هذه هي الفكرة التي صاغها العالم المبرز من جمهورية مالي أرض العباقرة والأباطرة أعني السيد/ شيخ موديبو جارا يوم قال :
"كم هي كثيرة تلك الفرص التي تضيع!
خذوا مثلا هذه البنت الجالسة علي شطآن نهر النيجر، لم تذهب إلى المدرسة لأن القدر جعلها تولد في قرية فقيرة، بينما قد تكون وحدها التي تملك من بين سبعة مليار من سكان الكوكب التشكيل العقلي القادر علي اختراق فيروس مرض المناعة المكتسبة (VIH ) أو السرطان".
وانطلاقا من هذا التشخيص الجيد يصبح لزاما علي حملة المشروع الدعوي الإصلاحي أن يضعوا توفير التربية الأصيلة القادرة علي تفجير المواهب وفتق القدرات العقلية لملايين من شباب الأمة في قلب حركتهم اليومية.
وبهذا نوفر لهم فرصة التمركز في قلب المجتمع وهم متهيئون للنهوض بدور المؤشر لتوجهات المجتمع ويكون وزنهم بقدر ما لديهم من القدرة على العطاء ومدى استعدادهم للتضحية بدلا من أن يظلوا مجرد طفيليات تقتات على عطاء الغير مع ادعاء الصلاحية ما جعل الصلاحية تبدو وكأنها صنو الصعلكة