أسانيد شنقيط تضيء ثغور الإسراء/الشيخ محمد ولد حمين

أربعاء, 02/11/2015 - 13:44

لقد ذكرتني مجالس سماع (صحيح مسلم )
التي تعقد هذه الأيام في الكويت

وهي سنة كريمة استمرت منذ سنوات.

بلفتة نبيلة سمعتها ذات مرة من قمر فلسطين وصاحب الثغر الأعظم في الأمة ( خالد مشعل )

حين كان يسرد صفحة من صفحات حياته العلمية في بعض المقابلات الإعلامية

تحدث خلالها الرجل عن علاقته الخاصة بكتاب الله تعالى ، تلاوة ، وتدبرا

فهو الزاد الحقيقي والكاشف لسنن الصراع مع بني إسرائيل والتوائهم النفسي ، وخبث طويتهم كما قال

تحدث عن جلسات عائلية على مائدة القرآن ساعة الفجر و الجمعة

واستصحاب نسخة خاصة من المصحف يشير فيها الى آية استوقفته او معنى استطرفه.
خلال قراءة الورد اليومي

وكان مما قال :

(في ظل موازين مختلة وظلم دولي وخذلان القريب والبعيد لا بد لك من صحبة القرآن...

الامم تبذل من اجل معرفة عدوها
والقرآن والسنة تكفلا لنا بهذا...

القرآن ثروة عظيمة والأمة باتت اكثر وعيا بقوانين الصراع...

الجسد اذا انهك يحتاج للراحة
وكذالك الروح
راحتها اذا أنهكت في القرآن والأذكار النبوية المأثورة
فلهما تأثير نفسي عجيب خصوصا اذا ادلهمت الخطوب ...

وصيتي حسن العلاقة بالله تعالى فنحن عبيد

ومقام العبودية يتسع للجميع لكن الناس يتفاوتون في درجة الإحسان في هذ المقام )

تستوقفك بصيرة الرجل ، ورسوخ القدم في باب السياسة الشرعية ، حيث التمسك بالثوابت والفقه الواعي بالمقاصد، والمصالح ، والمفاسد

وينسب الرجل الفضل بعد الله تعالى في تلك الرؤية المستبصرة في هذه الأبواب الى الشيخين الجليلين الشيخ عمر سليمان الأشقر رحمه الله ، والعلامة القرضاوي حفظه الله

(لأبي الوليد ) ذوق أدبي رفيع ، يجول صاحبه مع أبي الطيب المتنبي

مع مهابة ، وقبول ، وبيان ساحر

تشده تلاوة الشيخ الحصري ، والمنشاوي والطبلاوي

محل الاستشهاد هو كون قمر الإسراء ( أبي الوليد )

ساقته الأقدار ذات مرة لحضور مجلس علمي من علامة المنكب البرزخي ( الددو )

سرد فيه إسناده المعروف عن جده العلامة محمد عالي بن عبد الودود

وذالك هدي الشيخ في إكرام جلسائه كما قال فيه الشاعر الأديب ( بلعمش ) :

(وتبقى أماليه فتندى قلوبنا = وباق له في المكرمات ارتقاؤه

وحين أراه الشمس لولا غروبها = ومن مغرب أحيا القلوب ضياؤه)

فشعر خلال المجلس بسمو روحي ، واتصال بتلك القرون المزكاة

وقد كان أهل الحديث يقولون :

( كفى بالرجل شرفاً ان يكون اسمه أدنى سلسلة اسماها اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم)

مما دفعه الى حرص بالغ على الاسناد العالي في كتاب الله تعالى

فبدأ ( مشعل )- رغم مشاغله الجمة- بالتردد على شيخ مقارئ الشام العلامة. (كريم راجح)

حتى تمكن من الحصول على إجازة كريمة مستحقة في رواية حفص عن عاصم

إنه اتصال سند العلوم ، والمكارم ، والمعالي

تتوارثه الأمة جيلا فجيل ، يتعانق فيه دم الشهداء ومداد العلماء

ليروي قصة النبإ العظيم الذي نزل الى هذه الارض قبل قرون

(( قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ))