في منبر الجمعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوق نجاة المجتمع

سبت, 02/21/2015 - 13:24

تناول منبر الجمعة هذا الأسبوع ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والضوابط الشرعية لهما وذلك انطلاقا من حديث السفينة حيث بين المحاضر الأستاذ محمد ولد علي أن الحديث يوضح مكانة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في توجيه بوصلة سفينة المجتمع وفي تأمين حياة كريمة وحرة لكل أفراده، وفي المقابل فإن ترك هذه الشعيرة خطر محدق على الأمة يوشك أن تغرق معه في حمأة الشهوات والفجور وهو معول هدم ونذير خراب وهلاك.

وبين المحاضر أن معنى القائم على حدود الله أي الملتزم بأمر الساعي إلى تمسيك الناس بكتاب الله وإلى اعتصامهم بشرعه.

أما الواقع فيها فهو المتقحم في معصية الله وكذا المداهن الساكت عن الحق والذي وصف في الحديث بالشيطان الأخرس.

وتوقف المحاضر مع دقة الوصف في تشبيه الأحياء في الدنيا بركاب السفينة فليست الحياة سوى ظرف مكاني اجتمع فيه مجموعة من الناس تربطهم مصالح متشابكة وهم مسافرون والخطر الذي يتهددهم واحد ، فالإنسان كائن اجتماعي وشؤوم المعصية يتجاوزه إلى  الجميع خاصة إذا رآها الناس ولم ينكروها.

ونبه المحاضر إلى نكته في توزيع ركاب السفينة بين أعلاها وأسفلها وكأنها إلى إشارة إلى جانبي الروح والمادة في الإنسان فالأعلون كانوا ممن تاب الله عليهم ووفقهم للخير ومن في الأسفل فهم من أخلدوا إلى الأرض واتبعوا الشهوات ومع ذلك يبقى لدى هؤلاء وازع خوف الفضيحة أمام الناس.

وفي الإشارة بقوله "خرقنا في نصيبنا خرقا" ما يتشدق به دعاة الحرية البهيمية الخارجين على ضوابط الشرع والعقل وما يسوقونه من تبريرات واهية لسلوكهم المنافي لشرع الله والذي هو بمثابة معول الهدم في سفينة المجتمع.

في المقابل فإن الأمرين بالمعروف هم مهندسو سفينة الحياة ومصلحوها وهم من يحملون الخير والمصلحة للمجتمع بأسره.

وأكد المحاضر أن الحديث يدعو إلى تحمل مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى اختيار الصحبة الصالحة والرفقة المأمونة في هذا المسعى فالصاحب ساحب كم يقال.

وليبدأ المرء بإصلاح نفسه أولا ثم بالدوائر الثلاث الواردة في قوله تعالى :"يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .." وفي الحديث "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " مع مراعاة الإخلاص لله تعالى والذي هو أمضى أسلحة المؤمن وأكثر البواعث المحفزات له.