قد أفلح من زكاها.../الشيخ محمد ولد حمين

اثنين, 02/23/2015 - 13:50

تزكية النفوس ، والسعي لصلاح القلوب

هم قديم حمله أبو الأنبياء حين كان يرسي قواعد البيت العتيق مع ابنه

فانطلق لسان الصدق بتلك الدعوات المباركات:

( ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ))

وحري بكل دعوة ( بارة وفية ) أرادت أن ترسي قواعدها إرساء قبول ، وخلود ،. وتأثير، أن تسلك ذاك السنن ، وتهتدي بذالك الهدي القويم

(( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) )

فظلال الحضارة المادية المعاصرة ثقيلة أرهقت قلوب جيل معاصر من المؤمنين

والصراع يزداد ضراوة في كل أبعاده لكن التفوق الروحي والايماني جوهر نفيس في زاد الركب
ـ

إن واقع الأمة اليوم يحتاج من دعاتها لسجدة حرة نبيلة تنتسب لتلك التي فعل السلطان العادل ( نور الدين محمود زنكي )
يوم (حارم )

فقد حدث مؤرخه أبوشامة قال :

بلغني أن إماماً لنور الدين رأى ليلة رحيل الفرنج عن دمياط في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: أَعْلِمْ نور الدين أن الفرنج قد رحلوا عن دمياط في هذه الليلة،

فقال: يا رسول الله، ربما لا يصدقني، فأذكر لي علامة يعرفها،

فقال : قل له بعلامة ما سجدت على تل حارم وقلت : يا رب انصر دينك ولا تنصر محموداً، من هو محمود حتى ينصر؟".

قال فبهت ونزلت إلى المسجد،

وكان من عادة نور الدين أنه كان ينزل إليه بغلس، ولا يزال يتركع فيه حتى يصلي الصبح،

قال فتعرضت له فسألني عن أمري، فأخبرته بالمنام وذكرت له العلامة، ،

فقال نور الدين: أذكر العلامة كلها و ألح علي في ذلك، فقلتها، فبكى ـ رحمه الله ـ وصدق الرؤيا، فأرخت تلك الليلة، فجاء الخبر برحيل الفرنج بعد ذلك في تلك الليلة"

يحتاج الأخيار اليوم أكثر من أي وقت مضى لاوبة صادقة إلى المحاريب

تصافح أعينهم خلالها مداد حجة الاسلام في إحيائه وابن القيم في مدارجه و ابن الجوزي في مدوناته الوعظية المباركة

أدرك أنه مشروع ضخم يصدق فيه قول أحد النبلاء إن

( تهذيب القلب من علائق الغفلة مشروع عمر نقطته الاخيرة تكتب بيد مرتعشة بالاحتضار )

ولكن بالمجاهدة وصحبة الأخيار والابتهال الى الله بالتوفيق يصل المرء لساحل الأمان

((إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ))