شهدت الساحة العالمية في الفترة الأخيرة طفرة حاسوبية، حيث راجت وتتعددت إستخداماتها، خصوصا في مناحي الشبكة العنكبوتية "الانترنت" وبشكل أخص في مواقعها الاجتماعية "الفيسبوك.. أتويتر .. باللتوك ...
حول هذا الصدد، ونظرا لبعض الاستخدامات السلبية لهذه المواقع، والحاجة إلى بيان الوجه الفقهي في هذه الاستخدامات، يجيبنا فضيلة الشيخ:محمد يسلم ولد محمد خين،على مجوعة من الأسئلة قد تهم رواد هذه المواقع:
س1: ما حكم الدردشة بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك أو غيره...)
الجواب والله أعلم: أن الكتابة المتبادلة بين الجنسين مثلها، مثل الكلام، ما كان يشتمل على ريبة أو خلاعة أو فحش فهو محرم وما كان لإصلاح الدين أو الدنيا فهو جائز، قال تعلى :( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً).
س2:ما حكم تبادل السب والشتم على هذه المواقع ؟
الجواب والله أعلم:
أن الله حرم السب والشتم والفحش قال تعلى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) متفق عليه.
وعن عياض بن حمار بن مجاشع رضي الله عنه قال قلت يا نبي الله الرجل يشتمني وهو دوني ،أعلي من بأس أن أنتصر منه؟ قال: (المتسابان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان) رواه ابن حبان في صحيحه، فلا يرضى أحد لنفسه أن يوصف بأنه شيطان أو فاسق.
وقد نهى الله عن سب الكفار حذرا من سب الله تعلى قال تعلى"وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" ونهى عن سب من يؤدي سبه إلى سب الوالدين فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ، قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه) البخاري وغيره.
والسب شكل من أشكال الفحش قال الغزالي رحمه الله تعالى: والباعث على الفحش إما قصد الإيذاء وإما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق وأهل الخبث واللؤم ومن عادتهم السب وفي سنن أبي داوود (إن الله لا يحب الفاحش المتفحش ) صححه الألباني.
قال الغزالي: وحقيقة الفحش التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع وما يتعلق به فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه وأهل الصلاح يتحاشون عنها بل يكنون عنها ويدلون عليها بالرموز فيذكرون ما يقربها ويتعلق بها.
س3 : هل تعتبر قراءة القسٌم ملزمة لمن يقرؤه ؟ بنشر صورة مثلا ؟
الجواب والله أعلم أنه لا يلزمه لأن القسم إنما يلزم المقسم ولا يلزم الحاكي أو القارئ لأن الله تعلى يقول (وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأٌّيْمَنَ) بمعنى أن اليمين لا ينعقد إلا بالقصد.
المصدر : موقع جمعية المستقبل
.png)
