الوسطية والأخوة الإيمانية في ندوة دعوية بدار النعيم

خميس, 04/09/2015 - 20:05

قال الأستاذ والداعية أحمدو جدو ولد أحمد باهي إن من مظاهر الغلو التشنج والعبوسة وسرعة التكفير والتبديع والتفسيق مع إلغاء أقوال العلماء وعدم الاعتراف بالخلاف والاشتغال بالعبادة عن حق البيت والنفس والحياة .

وأوضح ولد أحمد باهي في ندوة دعوية مساء أمس الأربعاء بمسجد طيبة بدار النعيم إن الغلو أشد ضررا على الدين من التفريط والتقصير لما فيه من التنفير من الدين والإنكار على الآخرين والتكبر عليهم مستشهدا بقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه :"عليكم بالنموذج الوسط فإنه يلحق به التالي ويرجع إليه الغالي" كما تظاهرت نصوص القرآن الكريم والسنة على النهي عن الغلو.

وبين ولد أحمد باهي إن من أسباب الغلو والتطرف الجهل بالإحكام وبروح الشريعة ومقاصدها ومآلاتها، وكذا سكوت بعض العلماء والوجهاء عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤكدا أن العلاج هو الانطلاق في العمل من منطلق الإخلاص لله وليس من ردة الفعل ولا الحقد مع الاهتمام بجميع جوانب الدين والحياة وليس العبادة بمفهومها الشعائري فقط.

أما الامام محمد محمود ولد العيل فقد تناول في المحور الخاص بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم مظاهرها وثمارها ووسائلها مؤكدا أنها ركن من أركان الايمان فلايتم الإيمان إلا بها كما في الحديث "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " "وثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان...الحديث ومن مظاهر المحبة الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق به وتحكيم ما جاء به من عند الله والتأسي به في جهده في الدعوة والتمكين لدين الله، مع احترام صحابته صلى الله عليه وسلم وتقديرهم.

وثمرة المحبة في مراقبة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فالمرء مع من أحب كما في الحديث.

ومن وسائل المحبة قراءة كتاب الله عز وجل المليء بالثناء على النبي صلى الله عليه وسلم وتزكية أخلاقه ومنطقه وبصره، ثم في قراءة سنته والتعرف على سيرته وشمائله.

وفي محور الندوة المتعلق بأخلاق المسلمين تحدث الإمام أباه ولد بداه عن الأخوة الإيمانية والتي هي رباط مقدس بين المسلمين أحاطها الله وحماها بالتحذير من كل ما يشوش عليها كما في سورة "الحجرات" حيث نهى الله تعالى عن السخرية والتنابز بالألقاب وعن التجسس وسوء الظن وباعتبار معيار التفاضل بين الناس هو فقط في التقوى"إن أكرمكم على الله أتقاكم".

في المقابل صان الإسلام حقوق الأخوة كما في الحديث:"من حق المسلم على المسلم السلام عليه إذا لقيته، وإذا دعاك فأجبه، وعيادته إذا مرض وإتباع جنازته ..الحديث"

وكان مجتمع الصحابة خير تجسيد لهذه القيم العالية عندما جعلوا التقوى والعمل الصالح معيار التفاضل ف"من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه".