إليك يا مربية الأجيال

خميس, 04/23/2015 - 13:27

لقد كانت المرأة في عصر الجاهلية لا تساوي شيئا بل كانت تباع وتشترى كجزء من متاع البيت لا أهمية له، ليس لها حق الملك ولا الإرث ولا حتى أي شيء حتى جاء الإسلام فرفع مكانتها وصنع لها هيبة وقيمة في نفوس من حولها فأصبحت سيدة في بيتها ومجتمعها تتملك وترث وتعبر عن رأيها في مختلف الأمور.

إن قراءة المرأة لواقعها قبل وبعد الإسلام يحتم عليها أن تتخذ موقفا حازما تجاه أمتها ودينها بحكم موقعها داخل المجتمع الذي هي نصفه ومربية النصف الآخر كما يقال، فعليها ان تحرص على استعادة مكانتها الطبيعية التي يسعى المغرضون والمنحرفون إلى تخليها عنها وبتخليها عنها تهدد صفتها التربوية وتتخلى عن وظيفتها التثقيفية داخل بيتها فتربية الأم الصالحة وإعدادها إعداد جيدا هي الطريقة المثلى لنشأة جيل صالح يفيد المجتمع كما يقول شوقي:

 

من لي بتربية النساء فإنها
 

في الشرق آفة ذلك الإخفاق
 

فالأم مدرسة إذا أعددتها
 

أعددت شعبا طيب الأعراق
 

 وهنا نذكر المرأة بأنها درة غالية في مختلف مراحل حياتها وأن في صلاحها صلاح مجتمعها والعكس، لذلك طالما راهن عليها أعداء الدين والمتربصين به فركزوا على إبعادها عن نهج ربها بشتى الطرق: تارة بحجة التحرر وتارة بحجة الرقي وغيره، لذلك على المرأة أن تخطوا خطوات جادة نحو الإصلاح ومن ما يعينها على ذلك مايلي:

ـ التمسك التام با لإسلام وتطبيق تعاليمه

ـ الالتزام بالحجاب الشرعي الذي فرضه الله تعالى على المرأة المسلمة.

ـ الحرص على التحلي بالأخلاق الحميدة في كل مكان )البيت ـ المدرسة ـ السوق ـ مكان العمل ( لأنها قدوة لغيرها من النساء.

ـ الحرص على تربية الأبناء تربية صالحة تكون صمام أمان أمام موجات الانحراف واختلال السلوك.

ـ استشعار ثقل الأمانة التي كلف بها الإنسان في هذه الحياة، والسعي لتأديتها وفق مراد الله تعالى منها.

ـ التفاعل مع أحداث الأمة و مشاكلها ومختلف شؤونها .

 

وإذا التزمت المرأة بواجباتها تجاه ربها وبيتها ومجتمعها وأعطت كل ذي حق حقه فحتما ستحصل على السعادة المنشودة حينما تجعل بيتها بيتا يتربى فيه الفرد على القيم والأخلاق العالية التي تحقق العزة في الدنيا والفوز في الآخرة، تتعلم الرحمة والمودة من دينها فتغمر بها القاصي والداني، تسع الجميع بعطفها وكرمها.

إلى كل أمرأة إلى كل أم إلى كل مربية نهدي هذه الكلمات لتكون لها نبراسا وتذكرة تتزود بها:

أختاه دونك حاجز وستار
 

ولديك من صدق اليقين شعار
 

عودي إلى الرحمن عودا صادقا
 

فبه يزول الشر والأشرار
 

أختاه دينك منبع يروى به
 

قلب التقي وتشرق الأنوار
 

وتلاوة القرآن خير وسيلة
 

للنصر لا دف ولا مزمار
 

ودعاؤك الميمون في جنح الدجى
 

سهم تذوب أمامه الأخطار
 

في منهج الخنساء درس فضيلة
 

وبمثله يسترشد الأخيار
 

في كفك النشأ الذين بمثلهم
 

تصفوا الحياة وتحفظ الآثار
 

هزي لهم جذع البطولة ربما
 

أدمى وجوه الظالمين صغار
 

غذي صغارك بالعقيدة إنها
 

زاد به يتزود الأبرار
 

لا تستجيبي للدعاوي إنها
 

 

كذب وفيها للظنون مثار
 

 

لا ترهبي التيار أنت قوية
 

 

 

بالله مهما أستأسد التيار

تبقى صروح الحق شامخة إن
 

أرغى وأزبد عندها الإعصار
 

وخلاصة القول أن المرأة هي أساس البيت وقلب المجتمع النابض يصلح بصلاحها ويفسد كذلك بفسادها، لذلك يبقى عليها أن تتذكر أنها مسؤولة عن إصلاح أهل بيتها ومجتمعها وذلك بالحرص على التربية السليمة لكل من تتحمل مسؤوليته وتجعل شعارها كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

ميمونة بنت سيدي