ولد إبراهيم فال : الجهاد أعم من القتال

اثنين, 05/11/2015 - 12:32

قال الامام والداعية محفوظ ولد إبراهيم فال إن الجهاد مظهر طبيعي للتدافع بين الحق و الباطل وهو الذي يمثل المحافظة على هوية الأمة , وستظل عزيزة ما تمسكت به.

وعرف ولد إبراهيم فال الجهاد بأنه بذل الطاقة في سبيل مرضاة الله و هو أعم من القتال .

وقد أوصل ابن القيم أنواعه إلى أربعة عشر قسما :

وهي جهاد النفس وفيه أربعة أنواع:

جهاد الشيطان وجهاد الكفار و المنافقين ...الخ

و الدليل أنه لايعني القتال فقط أن القرآن المكي أمر به وفي مكة لم يكن قتال " وجاهدهم به جهادا كبيرا".

وجهاد النفس أصل لجهاد العدو وتقول" إن من انهزم أمام نفسه في معركة الإصلاح هو أشد انهزاما أمام عدوه في معركة السلاح.

أما جهاد المنافقين والمبدعين فهوجهاد خاصة المؤمنين كما يقول ابن القيم و إن كان أهله الأقليين فهم الأرفعون درجة .

وجهاد الظلمة من السلاطين : أمرهم و نهيهم وقول الحق لا تخشى في الله لومة لائم و هو أفضل الجهاد " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر".

وصاحبها يحل المرتبة الثانية بعد سيد الشهداء حمزة و رجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه.."

جهاد المبتدعة المنحرفين , وأخطر الابتداع اليوم العلمانية التي تريد أن تحجم الإسلام " مال قيصر لقيصر و ما لله لله " .وهم دعاة التغريب المنحلون من الإسلام كنظام حكم ،يحجمون الاسلام ويقصرونه على زوايا المسجد فقط .

الجهاد الذي هو القتال : فرض كفاية وقد يحين يكون فرض عين :

حين يعين الإمام شخصا يحتاج إلى خبرته فهو فرض عين عليه

من حضر الزحف صار فرض عين عليه

إذا احتل الكفار بلاد المسلمين ولم يكف أهلها عن صدهم يجب على من يليهم.

وقد أعد الله للمجاهدين مائة درجة في الجنة ما بين الدرجة و الأخرى ما بين السماء و الأرض.

*- وقد شرع الجهاد حتى لا تكون فتنة أي لا تكون هناك قوة تصد الناس عن الإسلام.

*- كما شرع لرد العدوان على المسلمين " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظالموا...."

*- كما شرع لتحرير أرض المسلمين استولى عليها الكفار و أي مسلم اعتدي عليه ينبغي للمسلمين إنقاذه " و مالكم لا تقاتلون في سبيل الله و المستضعفين من الرجال ...".

و أعظم مثال على الجهاد في زماننا الجهاد لتحرير بيت المقدس.

 

معان أدخلت في أهداف الجهاد و ليست كذلك

*- القضاء على الكفر : وجعل الكفر علة للجهاد وهذا خلاف القرآن و السنة و الإجماع.

ابن القيم "ليس الكفر سبب قتالهم بل الاعتداء ".

- استثناء الإسلام لمن لا يشارك في القتال : النساء الصبيان , أصحاب الصوامع , وقد مر صلى الله عليه وسلم على امرأة مقتولة في إحدى الغزوات فقال " ما كانت هذه لتقاتل ....".

- ابن تيمية : المصلحة في استبقاء الكفارأرجح لأنهم قد يومنوا وقتلهم تعجيلهم إلى النار .

ومن أدلة ابن تيمية كذالك قوله تعالى: " لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ...".

وسورة الممتحنة من آخر ما نزل من القرآن.

و المشركون طائفتان:

مقاتلون يعملون على إخراج المسلمين من ديارهم ويظاهرون على إخراجهم وهؤلاء يجب قتالهم.

2-غير مقاتلين ولا متظاهرين لا ينبغي قتالهم " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ...أن تبروهم و تقسطوا إليهم ".

و القسط : المعاملة بالمثل

والبر : الزيادة على ما قدموا لنا

"فإن اعتزلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ".

- غزوات رسول الله صلى الله عليه و سلم كلها كانت ردا للعدوان

- لا إكراه في الدين "أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".

ومن الأدلة له كذلك أن الكفر ليس سبب القتال.

*- حكم سعد في بني قريظة ... ولو كان قتالهم واجبا لما كان هناك مجال للتحكيم.

*-الخيارات التي جعلت للمجاهدين " فإما منا بعدو وإما فداء "

             و الملاحظة أن الإسلام في أكثر البلدان الإسلامية لم ينتشر بالسيف في    

              آسيا و إفريقيا.                                     

ابن القيم " وكانت سيرته أنه كل من هادنه لا يقاتله ...ولم يكره أحد قط على الدين.

والقتال لابد أن ينضبط بضوابط الشرع :

إعداد – التخطيط – تدرج

في مكة لم يجاهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان يمر على الأصنام بل على الصحابة يعذبون و يتساقطون تحت التعذيب (آل ياسر ) وقد كان بالإمكان أن يكلف مجموعة من الشباب في ليلة واحدة تقضي على أكابر قريش .

ولما جاء المدينة و أسس دولة وصارت له قوة بدأ الجهاد

ليس من الجهاد أبدا القتال في ديار المسلمين إلا في حالة الفئة الباعية

الاصل أن دم المسلم حرام

ومن عذاب الله للمؤمنين أن يذيق بعضهم بأس بعض. 

أسباب قتال المسلمين

*- التكفير و التوسع فيه

- الاسلام يدعو أن تقبل من الناس ظواهرهم , فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف المنافقين بالأسماء أحيانا لكنه لم يقتلهم.

- والآن يستخف بدماء المسلمين فيقتل الكثير من أجل اثنين أو ثلاثة من الكفار يقولون إنهم لا يصلون إليهم إلا في هذه المواطن .

وذكرالشيخ أنه في حوارمع بعض هؤلا ء الشباب قال له نحن لا نصل إلى هؤلاء الكفارإلا وهم بين كثيرمن المسلمين لذلك نفجر المكان .

فقال الشيخ : ويحك لقد رفع الله العذاب عن عامة الكفار لأن بينهم أفرادا من المسلمين وأنتم تقتلون عامة المسلمين لأن بينهم أفرادا من الكفار قال تعالى: " ولولا رجال مومنون و نساء مومنات لم تعلموهم ... ولو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما".

ومن أسباب التكفير قلة العلم وضيق الأفق فالخوارج مشكلتهم قلة العلم وليس في عبادتهم ولا صدقهم .
و المسلمون اليوم مخيرون بين الاستبداد و التكفير .

فالجهاد وسيلة وليس غاية.

والقرآن وصف نهاية المعركة بالاقتتال نعمة " ورد الله الذين كفرو بغيظهم ...".

وسمى صلح الحديبية فتحا وليس فيه قتال بل فيه شروط قاسية على المسلمين لكن فيه إزالة عوائق تمنع الناس من الدخول في الاسلام "إنا فتحنا لك فتحا مبينا".

يأمر بالسلم إذا جنح إليه الخصوم
تكره التسمية بأسماء الحرب : حرب مره..
تحية الإسلام : السلام.

و المسلمون اليوم ليس لهم إمام يقود الجهاد بل لهم أئمة يناصرون الأعداء فينبغي جهاد هؤلاء بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الوقوف في وجه الظلمة حتى تتحرر الشعوب المسلمة من هؤلاء الطغاة.